«عملية منظمة ومدروسة أشعلت حدودنا مع مصر، المنفذون من جماعات مختلفة»، هكذا وصفت الأوساط الإسرائيلية فى فزع أمس الهجوم الثلاثى على الجنوب الإسرائيلى وبالتحديد فى المنطقة الواقعة ما بين مدينتى بئر سبع وإيلات الحدوديتين مع مصر، وانتهى بمقتل 6 إسرائيليين، منهم 4 جنود وإصابة 25 آخرين علاوة على مقتل 3 من منفذى الهجوم. ظهر أمس الخميس تعرض الأتوبيس رقم 392 التابع لشركة «إيجيد» الإسرائيلية للنقل إلى وابل من طلقات الرصاص وهو فى طريقه من مدينة بئر سبع إلى إيلات، خلال سيره على الطريق 12 القريب من الحدود المصرية، ما دفع سائقه إلى الفرار بصعوبة إلى أقرب قاعدة عسكرية من المكان. سيارات الشرطة والجيش التى وصلت إلى مكان الحادثة كانت هدف الهجوم الثانى حينما فوجئت بعبوات ناسفة على الطريق وضعها منفذو الهجوم الأول، لتكون الضربة الثالثة قصف أتوبيس ثان بصاروخ مضاد للدروع. تفجيرات أخرى ضربت تل أبيب ولكنها «شعورية»، إذ انفجر الرعب فى عاصمة الإسرائيليين متمثلا فى اتصالات أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمعرفة أبعاد الحادثة وهوية منفذيها، وجلسة عسكرية طارئة قام بها وزير الدفاع إيهود باراك مع عدد من قادة الجيش وهيئة الأركان ومسؤولى الأجهزة الأمنية وعمليات تمشيط للمكان. رد فعل اليمين المتطرف فى إسرائيل كالمعتاد كان سريعا ومتعصبا، حيث دعا ارييه الداد عضو الكنيست، عن حزب الاتحاد القومى اليمينى المتطرف، تل أبيب إلى استخدام سياسة الاغتيالات وفتح النيران على رؤساء العصابات البدوية فى سيناء والنقب، موضحا أن هذا سيؤدى إلى إغلاق الحدود أمام الإرهاب. وفى رد على الهجمات التى وقعت بجنوب إسرائيل قال الداد إن حكومة نتنياهو فشلت فى إغلاق الحدود الجنوبية فى وجه آلاف المهاجرين غير الشرعيين من سيناء، مما أعطى لكل المنظمات الإرهابية ب«الجوار» رسالة بعدم وجود مشكلة فى اختراق حدودنا وإيذائنا، داعيا إلى إطلاق النيران واغتيال ما سماه «رؤساء العصابات البدوية فى سيناء والنقب». إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى، وصف الهجمات على الجنوب بقوله «الاعتداء الخطير فى الجنوب يعكس انخفاض السيطرة المصرية على شبه جزيرة سيناء بعد ثورة يناير، واتساع نشاط العناصر الإرهابية التابعة للجهاد العالمى» مضيفا فى تصريحات للإذاعة العبرية أن «مصدر النشاطات الإرهابية هو قطاع غزة»، مؤكدا أن تل أبيب «ستعمل ضدها بمنتهى القوة والصرامة». عضو الكنيست عتنيئيل شنلز «حزب كاديما» قال للموقع الإسرائيلى إن اختيار الإرهابيين لملابس الجنود المصريين يهدف إلى إصابة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، التى تعد كنزا سياسيا وأمنيا يجب الحفاظ عليه، كما تريد الإضرار بالاستقرار فى المنطقة، داعيا إلى التعاون بين الجانبين لاعتقال المنفذين. أما المتحدث باسم الجيش يواف موردخاى، فقال إن الحديث عن تورط مصر فى الهجمات مبكر جدا.