الجماعة تخرج بين الحين والآخر تزعم التصريح بأسرار جديدة.. والنتيجة "حديث متجدد عن المظلومية" عمار: الجماعة لن تجرؤ على المصارحة لأن هناك حقائق تدينها الحماقى: أسرار الجماعة مفرقعات وأحاديث افترائية لضرب استقرار الدولة حبيب: الإخوان كاذبون وتمسكوا بالحكم لاعتقادهم بأن المساعدة الأمريكية غطاء كافٍ لهم عيد: أحاديث الإخوان تدين قياداتهم لا تزال أحداث ثورة 30 يونيو، بما تحمله من أسرار وحكايات لغزًا غامضًا لم يتكشف عنه سوى القليل، وتصريحات جماعة الإخوان التى تتحدث بين الحين والآخر عن مستندات وأوراق سرية فى جُعبتها، حول ما حدث إبان ثورة 30 يونيو، إلا أن الغريب هو موقف الجماعة المتناقض فبينما تتحدث عن أسرار ستبوح، بها تغيب ثم تنعزل عن المشهد ولا تكشف عن أى شىء، ويكتفى المنتمون لها وقياداتها بمنشورات فى مواقع التواصل الاجتماعى بالحديث عما يسمى ب"الشرعية" وغيره. هذا الأمر أثار التساؤلات حول الأسباب الخفية وراء عدم إعلان قيادات الإخوان عن كواليس ما حدث فى هذه الفترة، وخاصة الأحداث التى يحاولون بها استعطاف القوى السياسية والقيادة التنفيذية، وذلك على الرغم من أن أغلب النتائج تشير إلى أن ما بحوزتهم من معلومات ستضر بهم بلا فائدة ولن يحصلوا سوى على عداء أكثر من قبل الشعب ومؤسسات الدولة المختلفة. تقول الدكتورة يمن الحماقى، أستاذ علوم السياسة والاقتصاد بجامعة عين شمس، إن ما تثيره جماعة الإخوان المسلمون دائمًا مع ذكرى 30 يونيو من حصرية امتلاكها لوثائق تدعم موقفها إبان فترة الإطاحة بهم وتدين أطراف أخرى، ما هى إلا مفرقعات وأحاديث افترائية تخرج بها لضرب استقرار الدولة المصرية، مؤكدة أن الأمر يتطلب تشكيل جبهة داخلية قوية تضم الأحزاب وقيادات تنفيذية وسياسية متماسكة، تركز فى أولوياتها على مكافحة أكاذيب الإخوان ومخاطرهم وتنشر الوعى المجتمعى لكل المواطنين للرد على ادعاءاتهم. وأضافت الحماقى، خلال تصريحات خاصة ل« المصريون» إن الجماعة تمتلك سلاحًا واحدًا الآن وهو إحداث توتر سياسى وزعزعة استقرار اجهزة الدولة، فهى لا تمتلك أى أوراق أو مستندات كما تزعم عما حدث فى 30 يونيو، فقط يرغبون فى قلب الواقع وكأنهم المظلومين والدولة بأكملها هى التى أجهضت مجهوداتهم، حيث تغاضت الجماعة عن الملايين التى خرجت فى الميادين وطالبت القوات المسلحة بإيجاد حل معهم ولكن الإخوان فضلوا المصالح. وأوضح الدكتور محمد حبيب، النائب السابق لمرشد جماعة الإخوان المسلمون والمنشق عنهم، إن الهدف مما تردده الجماعة عبر صفحات قياداتها وأعضائها على السوشيال ميديا، هى أن لديهم وثائق وبراهين لم يُكشف عنها حتى الآن عن ثورة 30 يونيو، وما حدث بين محمد مرسى والرئيس عبد الفتاح السيسى، محاولة لإثارة النفوس ورغبة فى عدم تحقيق الاستقرار على المستوى الشعبى مستغلين الأزمات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى يعيشها الشعب. وأضاف حبيب، خلال تصريحات خاصة ل« المصريون»، أن الجماعة كلما تحاول أن تقترب من الشعب وتعيد نفسها ثانية للمشهد، تُحدث تصرفات مثيرة ومقلقة تؤرق المواطنين، لافتًا إلى أن لكل دولة آليات تلجأ لها لتصحيح الأوضاع فلا يمكن تصديق جماعة الإخوان لأسباب أولها أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة بكل المقاييس، أما الأمر الثانى أن الجماعة كذبت على الشعب بإعلان عدم عزمها الترشح فى الانتخابات الرئاسية فى 2012 ، حيث خلفوا الوعد وتقدموا بخيرت الشاطر ثم طرحوا بديله محمد مرسى، ثالثها أن الجماعة لم تمتلك آنذاك ملكة الاستعداد لحكم مصر بسبب نظامها الأيديولوجى إلى جانب الخلل الشديد القيمى والفقهى والمعلوماتى لديهم وغياب الاستراتيجية والسياسة البديهية. وتابع حبيب قائلاً:"كنت بضغط على محمد مرسى ومحمود عزت من أجل الانتفاع من الحياة السياسية الحزبية فى مصر ولكنهما كانا منكفئين على أنفسهما وهذا الانكفاء كبدهما خسائر كثيرة وبشكل خاص فى فقدان أرضيتهما السياسية وكانا لا يحلمان بكرسى الرئاسة، ومن ناحية أخرى إبان وصولهم للحكم تخلوا عن رفقاء ثورة 25 يناير واستقلوا بالحكم وتخلوا عن كل مؤيد للثورة، وارتكبوا أخطاء بشعة بحق الشعب ولم يتعظوا من الماضى، وعندما احتج الشعب على حكمهم طالبتهم النخب السياسية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأن يتخذوا قرارهم فى 48 ولكنهم عاندوا وتمسكوا بالحكم واعتقدوا أن المساعدة الأمريكية والأوروبية غطاء كاف لهم ولكن اتضح أنهم كانوا ألعوبة بين أيديهم". وفى نفس السياق علق الدكتور عمار على حسن، الخبير السياسى والباحث فى شأن الجماعات الإسلامية، إن الاخوان المسلمين لن يجرأوا على مصارحة قواعدهم أو الشعب المصرى أو حتى المتعاطفين معهم خارج مصر بحقيقة ما جرى من أحداث ووقائع منذ الإطاحة بالمشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان حتى 30 يونيو 2013 ، حيث إن هذه الفترة مليئة بالأسرار التى يحتفظ بها الإخوان لأن الكشف عنها يدينهم إدانة كبيرة جدًا. وأضاف حسن خلال تصريحات خاصة ل«المصريون»، إن الجماعة آنذاك نظمت ورتبت مع الفريق السيسى وقتها عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع الكثير من الأمور، وإذا تم الكشف عنها سيظهر للمجتمع المصرى كيف تمت الإطاحة بثورة 25 يناير، والإخفاق فى إدارة الأزمات وسذاجتهم السياسية المفرطة حيث سيشهد الشعب بأن جماعة الإخوان أتت بالرئيس عبد الفتاح السيسى والفريق صدقى صبحى، على رأس الجيش من أجل إقامة جيش شبيه بعلاقة الجيش بالتيار الدينى فى السودان، ويتم التحالف بين الطرفين لقمع القوى المدنية الثورية والمصريين بشكل عام، وهذا لم يقبله الجيش المصرى. واستكمل الخبير السياسى قائلاً: "الإخوان كانوا يقولون عندما تحدث البعض عن انتفاضة ضد حكمهم" إن الجيش جيشهم والرئيس السيسى سينحاز لهم وطلبوا من قواعدهم أن يشيعوا هذا الأمر فى عموم المصريين وهددوا بأن الجيش سيسحل من ينزل فى الميادين وأن قائده العام الفريق السيسى آنذاك من الإخوان وقائده الأعلى الدكتور محمد مرسى من الإخوان، ولكن فوجئوا بخطاب مرسى الذى تحدث فيه وحاول نفاق القوات المسلحة ووصفهم بأنهم رجال من ذهب، وفى تلك الأيام قبل 30 يونيو بأسابيع علم الإخوان أن الرئيس السيسى موالٍ لهم وسيتصدى للمتظاهرين عكس ما حدث فى 25 يناير، ولكن فوجئوا بنتيجة حساباتهم الخاطئة وعدم خبرتهم وإمعانهم فى خيانة ثورة 25 يناير، بالموقف المخالف الذى اتخذه الجيش". وتابع قائلاً: "هذه الفترة مليئة بالأسرار وقنواتهم ليل ونهار تقوم بمهاجمة القوى المدنية، مع أن المدنيين طالبوا القوات المسلحة بالحماية وليس السلطة التنفيذية وكانوا يفرطون فى الهجوم على النظام ولكنهم حتى الآن لم يتجرأوا أن يكشفوا ويكتبوا عن معلومة بشأن الصفقات السرية التى جرت فى الفترة من أغسطس 2012 وحتى يونيو 2013". وأوضح سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان المسلمين خالفوا العهد فى الانتخابات الرئاسية فى 2012 وبناء على ذلك وصلوا إلى سدة الحكم بالاتفاق مع قوى حتى الآن لم يتم الكشف عنها، فضلاً عن التهديد والوعيد الذى كانوا يتلفظون به عبر قنواتهم التليفزيونية فى حال عدم الإعلان عن فوزهم فى الانتخابات، وبعد الإطاحة بهم فى يونيو 2013 يرددون أنهم يمتلكون حقائق وأسرار حول ما حدث من اتفاقات بينهم وبين القوى التى تصدرت المشهد آنذاك ولكن لا تزال الأسرار موجودة ويحتفظون بها لأنفسهم . وأضاف فى تصريحات خاصة ل« المصريون»، أن تفاصيل ما حدث فى يونيو 2013 لم يبح بها الإخوان حتى الآن لأنها تدينهم بالتأكيد وليس للمتواجدين فى السلطة الحاكمة. وأكد أن المجتمع علم بأن الجماعة مشبوهة ومتورطة فى أعمال عنف، مما أفقدهم الشعبية التى كانت متواجدة فى البداية، لأن الشعب رجح كفة القيادة السياسية الحالية التى بادرت فى 30 يونيو ووقفت بجانبه وأعطت الفرصة للجماعة ولكنهم لم يحسنوا التصرف من أجل المصالح.