31 عالمًا من جامعة كفر الشيخ ضمن قائمة ستانفورد لأعلى 2% في العالم    بحث الاستفادة منها بالتصنيع، المهندسين تنظم ملتقى الابتكارات ومشروعات التخرج    تداول 43 ألف طن و784 شاحنة بضائع متنوعة بمواني البحر الأحمر    إزالة 4 حالات تعد على الأراضي الزراعية بالصالحية الجديدة في الشرقية    بطائرة انتحارية وصاروخ باليستي جديد، إيران تحيي ذكرى حرب الخليج الأولى    رسميا، اتحاد الكرة يقرر تأجيل انطلاق دوري المحترفين لهذا الموعد    بحضور أحمد سليمان، لقطات من ودية الزمالك وفريق 2005 استعدادًا للسوبر الأفريقي    تزامنا مع العام الدراسى الجديد، تحليل مياه الشرب بمدارس الإسماعيلية (صور )    مصدر يكشف تفاصيل جديدة في قضية صلاح التيجاني    حمزة نمرة يتصدر تريند اليوتيوب ب "استنوا شوية" | فيديو    وزير الصحة يبحث ملفات التعاون المشترك مع الهند    مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق فعالية اتعلم اتنور (صور)    نصائح مهمة للأمهات لتخفيف حدة القلق المرتبط ببداية العام الدراسي    صور- حلوى وبالونات.. تعليم المنيا توزع الهدايا على طلاب الروضة والأول الابتدائي    حظر تطبيق تيليجرام على أجهزة أوكرانيا الرسمية وسط مخاوف من التجسس ..تفاصيل    محافظ الشرقية: انتظام اليوم الدراسى الأول لرياض الأطفال والصفوف الأولى    تقدير عالمي كبير.. "طاقة النواب" تشيد بانتخاب مصر بالإجماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج بتنهي أي خلاف ولا تدعو للتطرف أو التعصب    أسعار البيض في الأسواق اليوم السبت (موقع رسمي)    وزير الإسكان: تخفيض 50 % من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بالمدن الجديدة    مهرجان رياضى وزراعة أشجار ضمن مبادرة بداية بكفر الشيخ ورفع 2015 طن قمامة    عمرو الفقي: تحية لفريق عمل والقائمين على مسلسل برغم القانون    لحوم مجمدة بسعر 195 جنيها للكيلو في منافذ المجمعات الاستهلاكية    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    محافظ المنوفية: طرح 12 مدرسة جديدة للتعليم الأساسي والإعدادي والثانوي    موعد مباراة العين ضد أوكلاند سيتي في كأس إنتركونتيننتال    موعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    فايزة أحمد.. ما تيسر من سيرة كروان الشرق.. تألقت في اللون العاطفي.. «أنا قلبي لك ميال» شهادة ميلادها الفني في مصر.. وسلطان لحن لها 80% من أغانيها    داعية إسلامي: يوضح حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    المشاط تبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية    مستثمرو مرسى علم يطالبون بمشاركة مصرية قوية فى بورصة لندن السياحية نوفمبر المقبل    انتظام الدراسة ب 22 معهدا أزهريا ذات الفترتين في القليوبية (صور)    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو اعتداء شخص على سيدة في القاهرة    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    تقرير أمريكي: بلينكن لم يزر إسرائيل بجولته الأخيرة خشية تقويضها لجهود الوساطة    «اللي بيحصل يهد ريال مدريد».. رسالة نارية من ميدو ل جمهور الزمالك قبل السوبر الإفريقي    شيخ الأزهر يعزي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في وفاة والدته    زاهي حواس: مصر مليئة بالاكتشافات الأثرية وحركة الأفروسنتريك تسعى لتشويه الحقائق    بسمة بوسيل تنشر إطلالة جريئة لها.. وتغلق التعليقات (صور)    رواتب تصل ل25 ألف جنيه.. فرص عمل في مشروع محطة الضبعة النووية - رابط التقديم    عالم بوزارة الأوقاف يوجه نصائح للطلاب والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد    انتظام الدراسة في أول أيام «العام الجديد» بقنا (تفاصيل)    بعد ارتفاع الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 21 سبتمبر 2024 في المصانع    تحرير 458 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وسحب 1421 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    إجراء عمليات ل98%؜ من إجمالي المسجلين على قوائم الانتظار بمستشفيات سوهاج الجامعية    تشكيل ليفربول المتوقع أمام بورنموث.. صلاح يقود الهجوم    أستاذ علوم سياسية: توسيع الحرب مع حزب الله يعرض تل أبيب لخطر القصف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    «اعرف واجبك من أول يوم».. الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل رابعة ابتدائي 2024 (تفاصيل)    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    وزير خارجية لبنان: لا يمكن السماح لإسرائيل الاستمرار في الإفلات من العقاب    لطيفة: أمي قادتني للنجاح قبل وفاتها l حوار    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    الزمالك يُعلن طبيعة إصابة مصطفى شلبي ودونجا قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل دفع «مرسي» ثمن تجاهله للتحذيرات؟
نشر في المصريون يوم 02 - 08 - 2016

رئيس المخابرات التركية حذره من تحركات للإطاحة به.. فرد عليه: ما أخبار مظاهرات «تقسيم»؟
مسئول عربي أخبره بخطة عزله.. فضحك قائلاً: أنا في بطني بطيخة صيفي
لقاء بين عسكريين وإسلاميين بعد مهلة «الأسبوع» تناول سيناريو التعامل مع الأزمة

في قصره الكائن بمنطقة الاتحادية، جلس الرئيس الأسبق محمد مرسي جلسة الواثق من قوة نظامه، المسيطر على أركان حكمه، رافضًا الاستماع لأية نصائح أو أخبار تنبئه بأن أيامه في السلطة باتت معدودة، فسخر من تحذير رئيس المخابرات التركي تارة، وتارة أخرى تجاهل معلومات أتى بها زعيم عربي تؤكد عزله خلال أيام، ثم يرد على كل هؤلاء بنبرة يملؤها الاسترخاء: "أنا في بطني بطيخة صيفي من الجيش".. هكذا يراه معارضوه، وبعضهم من التيار الداعم له، أمّا مؤيدوه فلهم رأيٌ مضادٌ لتلك السردية، ووسط هذا وذاك خرجت العديد من الشهادات التي تروي المزيد من الأسرار حول ما حدث داخل القصر الرئاسي - وخارجه - قبل عزل مرسي بأسابيع.
بدأت الشهادات تتواتر بعد نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إفشال الانقلاب الذي قاده الجيش ضده؛ حيث خرج عاصم عبدالماجد - عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية - ليهاجم "دَجَلْ الإخوان" في الدفاع عن مرسي، مشيرًا إلى أن "أردوغان" أطلق بالفعل رصاصةَ الرحمة على المسئولين عن نكستنا في مصر بعد دحره محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا أخيرًا، حسب تعبيره.
تفاصيل رسالة رئيس المخابرات التركى
وبعدها بساعات خرج "عبدالماجد" بشهادته التي فتحت بابًا ضخمًا للتراشق بين قادة التيار الإسلامي حول تلك المرحلة من عمر مصر؛ حيث قال في شهادته إن "هاكان فيدان" - رئيس المخابرات التركي - زار مصر في 23 يونيو 2013 لمقابلة مرسي وقال له: "هناك انقلاب يدبر ضدك ياسيادة الرئيس"، فما كان من الرئيس مرسي إلا أنه ضحك وسأله: "ما أخبار مظاهرات تقسيم؟"، "فقام غاضبًا واستأذن وانصرف".
وتابع: "بعد 5 أيام زار مصر مسئول كبير في المخابرات التركية، وقال ذات الرسالة: "انقلاب يا سيادة الرئيس" بعدها توجه الرئيس إلى دار الحرس الجمهوري بأسرته ومستشاريه.. ولم يخرج حتى الآن".
وأشار إلى أنه قبل 30 يونيو بيومين: "في اجتماع غير معلن بين الرئيس ورؤساء الأحزاب المؤازرة له سُئل الرئيس عن موقف الجيش فقال إن الجيش مع الشرعية"، لافتًا إلى أن "أحد مساعدي الرئيس كتب ورقة وأعطاها للحضور وفيها أن موقف الجيش غير مطمئن".
واستطرد: "قبلها بأيام كانت قيادات الإخوان تؤكد لقيادات الجماعة الإسلامية أن الشرطة ستقف على الحياد وأن الجيش منحاز للشرعية بدرجة كبيرة، لكن قبل التظاهرات بوقت قصير جدًا بدأ الإخوان يخفضون من عبارات الثقة بالجيش حتى وصل التقدير إلى أننا نضمن الجيش بنسبة 60%"، مشيرًا إلى أن مرسي رفض اقتراحًا منهم بمحاصرة القصر الرئاسي يوم 30 يونيو كي يكون بين مؤيديه.
شهادة عبدالماجد تتفق مع شهادة قديمة ذكرها الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - عام 2014، قال فيها إن: "مرسي جاءه تقرير من الرئيس التركي يحذره من أن الفريق السيسي يحاول القيام بانقلاب ضده، لكنه رد بأن الجيش المصري مأمون، ولم يستجب للتقرير التركي".
منصور: مسئول عربى أخبر مرسى بخطة عزله
على نفس النسق، جاءت شهادة الإعلامي "أحمد منصور" الذي قال في مقال نُشر له قبل أيام ب"الوطن" القطرية، إن "خطة عزل مرسي بدأت في شهر ديسمبر من عام 2012 حينما دعا السيسي القوى السياسية للاجتماع في وزارة الدفاع للبحث عن مخرج للأزمة السياسية دون علم مرسي أو استئذانه أو مشورته، وقد فوجئ أحد الوزراء وهو الدكتور محمد محسوب بالخبر على شاشة الجزيرة، وكان يجلس وقتها في القصر الجمهوري ينتظر لقاء الرئيس الذي كان في اجتماع مغلق".
وأضاف: "هرع محسوب إلى أحد مستشاري مرسي المقربين منه وأبلغه بالخبر الذي صدم به مرسي"، وتابع: "اجتمع كثيرٌ من المخلصين من أبناء مصر من اتجاهات مختلفة وألحّوا على مرسي أن يعزل السيسي وكبار قادة الجيش؛ لأن هذا بمثابة انقلاب"، مشيرًا إلى أن مرسي رفض رفضًا قاطعًا، مُصرًّا على أن السيسي أحد رجاله، بل فوجئ الجميع ببيان من الرئاسة أن مرسي سوف يحضر الاجتماع المقرر في وزارة الدفاع ثم أعلن بعد ذلك أن الرئيس لن يحضر ثم ألغي الاجتماع بعد لقاء جمع مرسي مع السيسي؛ حيث ألحَّ كثيرون على مرسي أن يعتقل السيسي أو يُقيله، لكن مرسي خرج من الاجتماع متأبطًا ذراع السيسي وهو يضحك بشكل أذهل الجميع".
وذكر منصور أن "أحد الزعماء العرب المحبين لمصر وشعبها أوفد أحد كبار مسئوليه إلى مصر للقاء مرسي في بداية شهر مارس عام 2013، وجلس هذا المسؤول الكبير مع مرسي جلسة مطولة، حمل له أخبارًا فيها تفاصيل مُذهلة عن انقلاب يُدبر ضد النظام يقوده السيسي ويدعمه الأمريكان والأوروبيون، وقدم له خطة استباقية لإفشال الانقلاب".
وأوضح أن الموفد العربي فوجئ بمرسي يضحك منه ملء شدقيه ويسخر من كلامه حينما تحدث له عن الجيش والسيسي، وقال له بالحرف الواحد وهو يشير إلى بطنه وجيبه، "أنا في بطني بطيخة صيفي من الجيش.. أما السيسي فهو في جيبي الصغير هذا".
محسوب: حذرت مرسى من صيف 2013
"محسوب" الذي ظهر اسمه في شهادة أحمد منصور، أكد في تدوينة عبر حسابه الشخصي ب"فيس بوك" أنه حذر "مرسي" أن صيف 2013 - الذي جرى عزله فيه - سيكون ساخنًا جدًا، مشيرًا إلى أن أول محاولة لإنهاء رئاسته تمت في ديسمبر 2012، مستنكرًا عدم المحاسبة لمَن قاموا بها.
وأضاف: "انتصر الشعب المصري على (انقلاب) الاتحادية في نهاية 2012.. لكنَّ أحدًا من (الانقلابيين) لم يُعاقب ولم يُقصَ مِن مكانه.. لا مَن أغلق الهاتف في وجه الرئيس ولا مَن استغل الأحداث؛ ليدعو إلى حوار وطني في مقر المؤسسة العسكرية، ولا مَن قدم بمجلس الوزراء في نوفمبر 2012 اقتراحًا بتحديد مهلة 48 ساعة لرئيس الجمهورية لإلغاء الإعلان الدستوري.
قنديل: رأيت السيسى مع أردوغان قبل 3 يوليو بأيام
على الجانب الآخر، تزعم الكاتب الصحفي وائل قنديل حملة الدفاع عن "مرسي" والتأكيد على أن خطة عزله كانت كبيرة ولا يمكن مواجهتها بسهولة، مشيرًا إلى أن جميع الساسة والمفكرين في عهد مرسي خُدعوا في الفريق أول عبدالفتاح السيسي آنذاك.
واعترف "قنديل" بصحة رواية "أحمد منصور" فيما يتعلق بدهشة القوى السياسية من دعوة "السيسي" لحوار وطني دون الرجوع ل"مرسي" لكنه استبعد أن يكون "منصور" أو غيره قد طالبوا "مرسي" باعتقال السيسي، قائلًا: "لا أذيع سرًا هنا إذا قلت إنه بعد الوجوم الذي خيَّم على الوجوه، لم أسمع أن أحدًا من الحاضرين طلب من الرئيس أو مستشاريه، إقالة وزير الدفاع أو اعتقاله، بل كانت هناك وجهة نظر ترى في دعوة وزيري الدفاع والداخلية فرصة لمواجهة مع رموز جبهة الإنقاذ، وأن انعقاد اللقاء بحد ذاته قد يذيب بعض الجليد ويفتح آفاقًا للحوار".
وأوضح أن "اللقاء المغلق للرئيس الذي تحدث عنه الزميل أحمد منصور في مقاله كان مع الأستاذ هيكل، وهو اللقاء الذي تبعته حملة شتائم معتبرة طال رذاذها الأستاذ هيكل من معسكر "الصراع المفتوح" وأعقبته فترة سكون، أو هدوء سياسي، انصرف فيها الجميع إلى الاستفتاء على الدستور، بعد 48ساعة من دعوة وزير الدفاع والداخلية، التي لم تتم، وقد ظن الجميع أنه بإقرار الدستور، والبدء في التحضير للانتخابات البرلمانية، عرفت البلاد طريقها إلى استقرار سياسي، خصوصًا بعد قيام القوات المسلحة والشرطة بتأمين عملية الاستفتاء، التي مرَّت بسلام على الجميع"، مؤكدًا أن بعض مستشاري "مرسي" الذين استقالوا بعد أحداث الاتحادية طلبوا العودة لمناصبهم، لظنهم أن أوضاع النظام استقرت.
وفجَّر "قنديل" مفاجأة كبيرة حين كشف أنه زار تركيا قبل 51 يومًا من عزل مرسي بدعوة من الحكومة التركية - برئاسة أردوغان - بصحبة العديد من الكتاب مثل "جمال خاشقجي" و"جهاد الخازن" قائلًا: "في ذلك اليوم فوجئنا بوجود وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، للقاء مع رئيس الحكومة التركية، في إطار زيارة عسكرية موسّعة، ضمت 11 من قيادات القوات المسلحة المصرية، لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع التركي، بشأن "إقامة تحالف استراتيجي بين البلدين في كل المجالات"، مضيفًا: "أزعم أن هذه الزيارة لواحدة من كبرى العواصم الداعمة لتجربة حكم مرسي كانت من الأسباب التي أنعشت أسطورة الهدوء والاستقرار، كجزء من عملية الخداع الاستراتيجي، التي وقع فيها الجميع".
لقاء بين عسكريين وقيادات إسلامية بعد مهلة «الأسبوع»
وأكد قنديل أن سياسيًا كبيرًا - محبوس الآن على ذمة قضايا - اتصل به بعد بيان الجيش بإعطاء مهلة أسبوع للقوى السياسية وحاول طمأنته على الوضع قائلًا: "حضر لقاء على مستوى ضيق، تم بين سياسيين من قيادات حزبه مؤيدي استمرار المسار الديمقراطي، من جانب، وعسكريين كبارًا من جانب آخر، وقد شهد اللقاء شرحًا من وزير الدفاع حينئذ، لسيناريو واحتمالات يوم الخروج، وكلها بُنيت على أن الكتلة الأكبر من الحشود التي ستحاصر قصر الاتحادية هي من جمهور دولة حسني مبارك وأحمد شفيق، يقودها ويتولى شحنها رموز وقيادات الحزب الوطني المنحل، وأن هذه الكتلة من المرجح أن تستخدم العنف بكثافة سلاحًا في اليوم الموعود، غير أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مستعدة للتعاون والحسم النهائي.. وبتعبير صديقي المحترم فإن العسكريين لم يستبعدوا إراقة دماء وسقوط ضحايا، قد يصل عددهم لعدد شهداء ثورة يناير، من المدافعين عن حق السلطة المنتخبة في استكمال مدتها، غير أن هذه ستكون الدماء التي تغسل مسيرة ثورة المصريين، وثمنًا لإنهاء القلاقل، ثم الانطلاق بالدولة على طريق البناء".
ماذا قال البلتاجى لقيادي ب «الوسط» ليلة 30 يونيو؟
إلى ذلك، كشف "عمرو عادل" - عضو الهيئة العليا بحزب الوسط - تفاصيل ما دار بينه وبين القيادي الإخواني "محمد البلتاجي" ليلة 30 يونيو قائلًا: "قابلت د. البلتاجي مساء الثلاثين من يونيو 2013 ومما قاله إننا ندرك الآن أننا نشهد المحاولة الرابعة للانقلاب منذ يناير 2011 ولكنها الأخطر والأقوى"، مضيفًا: "كما أشهد أن الكثير من ناشري نصائحهم للرئيس الآن كانوا يهزءون قبل أسابيع من انقلاب 3 يوليو وممن يحذر من انقلاب عسكري"، حسب تعبيره.
لماذا ذهب بجاتو وسليمان لمرسى يوم 27 يونيو؟
وروى المستشار أحمد سليمان - وزير العدل في حكومة هشام قنديل - تفاصيل الأيام الأخيرة ل"مرسي" في الحكم قائلًا: "كنت أشعر بأن هناك شيئًا غير عادى يتم الترتيب له، وذلك بعد تبنى الجيش دعوة القوى السياسية للحوار وهو ما يعنى مباشرة الجيش لدور سياسي لا يجوز له التدخل فيه، ثم البيان الذي منح القوى السياسية أسبوعًا للتوافق الوطني ثم كان بيان 30 يونيو الذي أصدره وزير الدفاع آنذاك، وأكدت الرئاسة أنه صدر دون التشاور معها وهو ما أفصح أن الموقف لم يعد تحت السيطرة".
وأشار في تصريحات إلى "المصريون" إلى أنه لم تكن هناك معلومات محددة حول مدى وقوف الجيش مع مرسي حينها، قائلًا: "الرئيس لم يذكر أمامي شيئًا عن موقف الجيش من مظاهرات 30 يونيو رغم أننى التقيته مع الوزير حاتم بجاتو يوم 27 / 6 / 2013 لإبداء الاعتراض على ما ورد بخطابه في اليوم السابق بشأن القضاء والنيابة ومحاولة تصحيح الصورة لديه، فضلًا عن إزالة آثار الخطاب"، مضيفًا: "كان طبيعيًا جدًا ولم يبد عليه أي قلق أو توتر أو خوف، وقد أثبتت الأيام أنه صاحب عزيمة وقدرة على مواجهة أي ظرف مهما كانت مخاطره، ومن ثم فإن ظهوره بمظهر طبيعي حينها لا يعني بالضرورة أنه كان مطمئنًا لموقف القوات المسلحة".
وعن رأيه في شهادتي "منصور" و"عبدالماجد" عن تلك الفترة، قال "سليمان": "لا عِلمَ لي بتلك الوقائع لكن ليس مقبولاً القول بأن الرئيس تعامل مع هذه المعلومات بعدم مسئولية، خاصة أن فكرة الانقلاب قد ذكرها صراحة العديد من قيادات الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي".
العربى: روجت رسائل خاطئة عن موقف الجيش من 30 يونيو
أما الكاتب قطب العربي، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة في عهد مرسي، فلم ينفِ تلك الشهادات ولم يؤكدها قائلًا: "رأيي الشخصي أن بعض ما احتوته هذه الشهادات صحيح كمعلومات أو حتى استنتاجات وبعضها غير صحيح، ربما بسبب تغير المواقف السياسية لأصحابها، أو بسبب (العنعنات) وأقصد بها النقل عن فلان عن فلان وهو ما يزيد على أصل المعلومة في الروايات اللاحقة".
وأضاف ل"المصريون": "شخصيًا كانت لدي شكوك في نوايا العسكر زادت بعد مهلة الأسبوع التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية للحوار والوصول إلى حل، لكن ما وصلني من معلومات من قيادات الصف الأول في الدولة وقتها كانت تصب في اتجاه الطمأنة نحو موقف الجيش، وهو ما دفع الكثيرين وكنت واحدًا منهم لإبراز ذلك، وهو ما تبين لي خطؤه بعد ذلك".
وانتقد "العربي" بعض الرواة الذين هاجموا مرسي، قائلًا: "لقد مارس السيسي ورفاقه خديعةً كبرى انطلت على الكثيرين بمن فيهم بعض الذين أدلوا بشهادات مؤخرًا يظهرون فيها فراستهم بأثر رجعي، كما أن هناك الآن الكثير من الكلام عن نصائح وتوجيهات من رموز وحكومات قدمت للرئيس مرسي ولم يلتفت لها وهي ادعاءات لا يستطيع أن يؤكدها أو ينفيها سوى مرسي نفسه بعد أن يتحرر أو يتمكن من الرد"، مشيرًا إلى أن مرسي والإخوان بشر يُصيبون ويُخطئون، قائلًا: "لو كان هناك شخصٌ آخر غير الرئيس مرسي في موقع الرئاسة لسهّل على العسكر خداعه والانقلاب عليه بعد شهر أو حتى أسبوع واحد ربما من بداية حكمه كما حاولوا فعله مع الرئيس مرسي في مظاهرة 24 أغسطس 2012 التي رتبها المجلس العسكري من خلف الستار ودفع أنصار شفيق وعلى رأسهم النائب السابق محمد أبو حامد لتصدر الدعوة لها، كما تكررت المحاولات لاحقًا".
حبيب: بالفعل.. رئيس المخابرات التركية زار مرسى
وحول هذه الشهادات، قال الدكتور كمال حبيب - الخبير في شئون الحركات الإسلامية - إنه يعلم بشكل خاص أنَّ "هاكان فيدان" - رئيس المخابرات التركي - أتى إلى مصر بالفعل وقابل مرسي، مشيرًا إلى أن التضارب والتراشق بالشهادات بين القيادات الإسلامية سببه أن عدم التوافق عمومًا بين الحركات الإسلامية.
وأضاف ل"المصريون": "إنهم يركزون على ما يفترقون عليه وكل جماعة تظن أنها تملك الحق وستقرر مستقبل الإسلام والمسلمين وحدها وأنها أصل وبقية الجماعات فروع عليها؛ لأن هذه الجماعات ذات طابع عقدي وتنتقل بهذا الطابع إلى عالم السياسة المليء بالقضايا الخلافية، هكذا يرفع الإسلاميون مفهوم الولاء والبراء في وجه بعضهم البعض وليس الشعب فقط لذلك أرى شهادة عاصم عبدالماجد وبقية القيادات في هذا السياق، أما عن أحمد منصور فهو له توجه معين في نقد قيادات الإخوان، والبعض يتحدث عن علاقته بدوائر السلطة في قطر، فقد يكون المسئول العربي الذي تحدث عنه في شهادته قطري الجنسية".
وأردف: "أستبعد أن تكون المخابرات التركية قد وصلت إلى معلومات سرية وأبلغتها لمرسي، لكن ما أعلمه من مصادر تركية أن (فيدان) جاء إلى مصر بالفعل والتقى مرسي بعد أحداث ميدان (تقسيم) بتركيا، وهناك قامت الشرطة التركية بقمع الاحتجاجات، واقترح فيدان على مرسي أن يفعل مثلما فعل الأمن التركي، بمعنى آخر نصحوه باستخدام القوة وأدوات الدولة التي يملكها ضد المحتجين".
وأشار إلى أن "حزب السعادة" التركي الذي كان يتزعمه الزعيم الإسلامي الشهير "نجم الدين أربكان" أرسل رسالة إلى مرسي قال فيها: "تركيا وقع بها 4 انقلابات عسكرية، وهذا قد يتكرر في مصر إن لم تقم بانتخابات رئاسية مبكرة".
وأكد "حبيب" أن ظهور هذه الشهادات في الوقت الحالي بمثابة "اجترار للماضي"؛ فهو كلام في غير مكانه وغير وقته ولا يُعد تمهيدًا لأي شيء، الأمر ببساطة أن أردوغان أفشل الانقلاب عليه فبدأ هؤلاء الناس يتحدثون عما كان يجب على مرسي أن يفعله، وقد تكون هذه الشهادات في سياق قلق بعض قيادات الجماعة الإسلامية والوسط من استمرارها مع الإخوان في ظل قيادة الجماعة غير المرضية للمشهد".
وأنهى كلامه قائلًا: "يمكن القول أيضًا بأن بعض هذه الروايات لا ترقى لمستوى الشهادة؛ لأن الشهادة تستلزم وجود جهة تحقق في هذه المسألة وترد عليها بشهادات مضادة، ولكننا يمكن أن نسميها أقاويل مرسلة تطلقها أطراف في صراع سياسي مع الجماعة، ويريدون القول بأن الإخوان هي التي تتحمل مسئولية وصول الوضع إلى هذا السياق"، حسب رأيه.
بان: على الجماعة أن تقبل النصيحة
فيما قال أحمد بان - الباحث في شئون الجماعات الإسلامية - إنه ربما يكون سبب ظهور تلك الشهادات أن قائليها كانوا قبل ذلك يستشعرون الحرج في سردها؛ بسبب ما كانت تتعرض له جماعة الإخوان من قتل وسجن فكان ذكر هذه الشهادات حينها بمثابة لوم لقيادات الجماعة.
وأضاف "بان" ل"المصريون": "لكن ربما راحت السكرة وجاءت الفكرة؛ فالإخوان جماعة باتت في وضع يجعلها أمْيل لقبول النصيحة، وبالتالي أصحاب الشهادات قدموا نصيحتهم، وطالبوا الجماعة بألا تستمر في تبرير أخطائها بدلًا من حالة الإنكار التي كانت فيها"، مضيفًا: "بعيدًا عن دوافع أصحاب تلك الشهادات، فينبغي على أي جماعة كبيرة أن تراجع نفسها وتقبل النصيحة حتى ولو كانت في سياق الشماتة".
وتابع: "قائلو تلك الشهادات إما أنهم كانوا مع الجماعة في تحالف سياسي وضجوا من طريقتها، أم أنهم أشخاص كانوا فاعلين في المنظومة الإعلامية للجماعة مثل أحمد منصور الذي ضجَّ أيضًا في مواضع متعددة من أداء القيادات".
وحول الشهادات التي تدافع عن مرسي قال: "البعض يقول إن مرسي كان واعيًا بكل ما يحدث حوله، ما الدليل على ذلك؟ العبرة بالمآلات وها هو الوضع أمامنا، وبالتالي سهل أن تظل الجماعة في حالة إنكار، وواقع الجماعة التاريخي يؤكد أنها دومًا ترفض النصيحة؛ لأنها تعتبر نفسها على الحق المبين وغيرها على الباطل، وقد تدرك أهمية تلك النصائح في الوقت الخطأ وبعد فوات الأوان".
ناجح إبراهيم: «الغنوشى» ترجى مكتب الإرشاد؟
في السياق ذاته، قال الدكتور ناجح إبراهيم - المفكر الإسلامي - إنَّ هذه الشهادات كانت داخل أصحابها منذ فترة، لكنهم رأوا الآن أن الوقت مناسب لإطلاقها.
وأضاف إبراهيم في تصريحات ل"المصريون": "هذه الشهادات تكاد تكون متقاربة ومتطابقة، وهي في رأيي شهادات منطقية، وكان فشل الانقلاب التركي هو شرارة انطلاق تلك الروايات".
وعن تأثير هذه الشهادات على قواعد الجماعة، قال "إبراهيم": "هذه القواعد تنقسم لقسمين؛ قسم يفكر، وقسم نمطي يسمع ويطيع مهما كانت الظروف، والقسم الأول فقط هو الذي سيأخذ تلك الشهادات ويحللها، لكن على أية حال كان مستوى أداء الدكتور مرسي لا يليق بمصر حتى ولو كان منتخبًا؛ لأن مستواه وسرعة استجابته للمتغيرات وحتى طريقة إدارته للبلاد تشير إلى أنه كان ينتظر التوجيه دائمًا دون أن يأخذ المبادرة أو يفكر"، مشيرًا إلى أن مرسي: "كان يدير الدولة بعقل الجماعة والدعوة وليس بفكر الدولة وهذا خطأ، وقد تحدثت عنه بالتفصيل قبل ذلك".
وتابع: "شخصيًا ناشدت الدكتور مرسي قبل 30 يونيو، إجراء انتخابات مبكرة، وقلت له أمامك خياران لا ثالث لهما، أحدهما فيه الخير، وهو خيار الحسن بن علي المتمثل في (التنازل) حقنًا للدماء حتى لو كنت أنت الأولى، والخيار الثاني هو الحرب الأهلية الجزائرية، لكنه للأسف لم يختر الخيار الأول".
وأضاف: "في السياسة لا يوجد شيء اسمه (هذا حقي)؛ فللنظر للأصلح والأوفق وما يحقق المصالح، لكن الحركات الإسلامية تركز على فكرة واحدة ألا وهي: (مَن معه الحق) بصرف النظر عن المصالح والمفاسد وحقن الدماء، أين فقه الحاكم في منع حشر آلاف الأبناء في السجون؟" ومعظم مَن قتلوا في "رابعة العدوية" لا يفهمون في السياسة وحشدوا إلى هذا الميدان حشدًا وماتوا ظُلمًا".
وأشار إلى أن الأسرار في عالم السياسة قليلة وتكون معروفة من قبلها، مؤكدًا أن أي متابع للشأن السياسي كان يمكنه توقع ما سيحدث لنظام المرسي، وأن المسألة لم تكن تحتاج لعمل استخباراتي ليحذر الإخوان من هذا المصير، مستدركًا: "هذه الشهادات منطقية وبخاصة أن أحدًا لم يُنفِها أو يرد عليها، وتعضدها شهادات سابقة لأبوالعلا ماضي، وأن الغنوشي جاء إلى مكتب الإرشاد وترجاه أن يأخذ موقفًا مرنًا، وجاء أناس من المغرب ومن بلاد كثيرة ووجهوا النصيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.