شهدت محافظة المنوفية مجزرة سياسية وبرلمانية غير مسبوقة في أعنف معركة انتخابية ، تمت تحت إشراف قيادات ومرشحي الوطني الذين استخدموا كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في أكبر عملية لشراء الأصوات في تاريخ المنوفية راح ضحيتها عشرات المرشحين من المستقلين والإخوان . وقد انتهت فصول المسرحية الهزلية مبكرا جدا وانفض المولد الانتخابي منذ الساعات الأولى للتصويت رغم أنف الإشراف القضائي الكامل ولا عزاء للديمقراطية . ففي الدائرة التاسعة ومقرها مركز شرطة منوف وتضم مدن منوف والسادات وسرس الليان ، قام المهندس أحمد عز مرشح الوطني فئات بأكبر عملية لشراء الأصوات في تاريخ المنوفية سواء بتوزيع حقائب السلع الغذائية والأسمدة الكيماوية مجانا أو الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات حتى صباح يوم الأربعاء الأسود والذي شهد أيضا دفع رشاوى انتخابية قيمتها 100 جنية للصوت الانتخابي أمام أبواب اللجان . وقد استخدم عز سلاح حرب المنشورات ضد منافسيه وهو ما ظهر واضحا بعد واقعة طعنه في الصفة الانتخابية العمالية للمرشح المستقل علاء حمزة الأمين السابق للحزب الوطني بسرس الليان حيث أطلق عز منشورات ضده تؤكد تعديل صفته الانتخابية للفئات قبل أيام من صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بذلك بتاريخ 8/11/2005 (عشية الانتخابات) . وفي تصرف غير مسئول أقسم عز في مؤتمر للحزب الوطني داخل الفيلا الخاصة به في منوف أنه لو نزل جبريل من السماء ستظل الصفة الانتخابية للمرشح المستقل علاء حمزة فئات إلى يوم القيامة بحسب ما يتردد بقوة داخل دائرته الانتخابية ، وهو ما يعكس إصابته بحالة من التخبط والانهيار السياسي والتخاريف الدينية بسبب المعارضة الشعبية له وفشله الذريع في مواجهة أٌوى منافسيه من المستقلين والإخوان . وأمام سطوة ونفوذ وجبروت أحمد عز حوت الحديد في مصر وفي مفاجأة مدوية ومثيرة اضطر علاء حمزة للتنازل عن الترشيح ليلة الانتخابات والمفاجأة الأكثر إثارة هي تنازل إبراهيم حجاج مرشح الإخوان فئات فيما تردد بقوة بأن المرشحان عقدا صفقة سرية مع قيادات الوطني بالانسحاب مقابل ترشيحهما على قوائم الوطني في انتخابات مجلس الشورى القادمة. أما في دائرة الباجور مسقط رأس الوزير كمال الشاذلي مرشح الوطني فئات بالباجور ، فقد الوضع كثيرا ، فبالإضافة إلى أنه واجه حركة تمرد جماهيري غير مسبوق وبالأخص داخل القرى على عكس مدينة الباجور ، حيث شن الأهالي هجوما عنيفا عليه لتجاهله مشاكل القرية وعلى رأسها البطالة . اشتعلت حرب الشائعات والمنشورات بينه وبين أقوى منافسيه وعلى رأسهم المحامي ورجل الأعمال الشهير الدكتور محمد كامل مرشح الوفد فئات بالباجور والذي حظي بنسبة عالية من الأصوات على عكس باقي المرشحين رغم ما تردد بقوة داخل الدائرة بأن الشاذلي قد أصدر تعليماته لكافة الأجهزة المعنية لمنع محمد كامل من دخول الباجور في الوقت الذي صدر فيه عدد من المنشورات تدعوا لانتخاب محمد كامل بصفته رجل البر والتقوى وراعي اليتامى والفقراء . وقد اقتحمت مجموعة من البلطجية مكتب محمد كامل بالباجور وهاجمت مدير مكتبه محمد بطة وأصابته بكسور خطيرة . كما هاجمت شفيق شاهين عضو مجلس الشعب السابق وطني والمرشح المستقل عمال بالباجور والذي حظي بتأييد جماهيري كبير كما أحرقوا من قبل سيارته الخاصة . والغريب أن الشائعات لم تقتصر على الشاذلي ومنافسيه فقط .. بل امتدت إلى ما يسمى برموز الحرس الجديد بالحزب الوطني خصوصا الذين يخوضون هذه المعركة الشرسة وعلى رأسهم أحمد عز ، حيث تردد بشدة بأن الشاذلي قد رصد ما يزيد عن 5 ملايين جنية لإسقاط أحمد عز في هذه المعركة خصوصا بعد أن سحب العز البساط من تحت أقدام الوزير وتولى أمانة شئون العضوية بالحزب الوطني رغم المعارضة الشعبية ضده في دائرته الانتخابية وبالأخص في سرس الليان والتي تزيد أصواتها الانتخابية عن 33 ألف صوت . وفي دائرة قويسنا اكتسح فاروق أبو النصر عضو مجلس الشعب السابق وطني والمرشح المستقل فئات وعيسى عبد الغفار مرشح الإخوان عمال معظم المرشحين بفارق أصوات كبير إلا أن تزوير إرادة الناخبين قد حسم المعكرة لصالح مرشحي الوطني منذ الصباح الباكر . ونفس الوضع تكرر في دائرة شبين الكوم مع مرشح الإخوان فئات والمنافس القوي لمرشح الوطني أمين مبارك . وشهدت بعض اللجان الانتخابية مذبحة للمستقلين ومقبرة للإخوان بمنع عدد كبير من أنصارهم من التصويت وتسويد البطاقات لصالح مرشحي الوطني بعد إرهاب المناديب وطردهم من اللجان تحت تهديد الحبس والتشريد رغم انتفاضة المستقلين والإخوان والتي ظهرت واضحة في عدد كبير من المسيرات الانتخابية .