إهانة رئيس الجمهورية ليست فقط هى مجرد عناوين الصحف الصفراء التى تطالعنا مع شروق شمس كل صباح، أو حتى مقالات الرأى وما أكثرها فى الصحف المصرية التى تتناول الرئيس وكأنه عدو اغتصب منصب الرئاسة، فبالأساس الصحف المصرية وبالرغم من كثرتها فإن عددًا قليلاً منها ما يُقرأ، وإن كان هذا ليس مبررًا يدفعنا إلى قبول إهانتها لشخص ومنصب رئيس الجمهورية والتطاول عليه، لكنه يدفعنا إلى ضرورة الحديث عن أدوات إعلامية أخرى أكثر تأثيرًا مثل الفضائيات المصرية الخاصة التى تتناول الرئيس فى برامج التوك شو الخاصة بها بشكل يُرثى له، إحدى تلك الفضائيات يمتلكها ويديرها إعلامى محسوب على نظام الحزب الوطنى البائد، هذا الإعلامى ومن معه فى قناته لا يدخرون جهدًا فى مهاجمة الرئيس، لا أقول نقدًا بناءً.. إنما مهاجمة صريحة وسب وقذف وتطاول مبالغ فيه، فهذا الإعلامى الفلولى "أى المنتمى لفلول النظام البائد" لا يكترث بضوابط المهنية الإعلامية عندما تطاول على القضاء المصرى واتهمه بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الإخوان على حساب مرشح الفلول والنظام القديم، وهذا اتهام لو صدر عن شخص عادى لقامت الدنيا ولم تقعد حتى تتم محاكمة هذا الشخص بازدراء القضاء الشامخ، لكن المشكلة أن هذا الهجوم صادر فى أداة إعلامية من المفترض أنه يشاهدها الكثير من الناس، صحيح أنهم يشاهدونها بدافع الترويح عن النفس والبحث عما يضحكهم، لكن على أى حال فجأة وجدنا المستشار "أحمد الزند" مختفيًا عن هذا المشهد، فلم نجد الرجل يدافع ويقاتل من أجل الحفاظ على هيبة أحكام وقرارات القضاء، بل ازداد الأمر غرابة عندما شاهدناه يخرج فى مداخلة شهيرة على نفس قناة ذاك الإعلامى المذكور سلفًا ليمدح فيه ويمجده ويثنى عليه وعلى وطنيته!، كيف يمدح من أهان القضاء واتهمه بتزوير النتيجة لصالح مرسى على حساب شفيق؟ بينما يهدد ويتوعد الرئيس المنتخب بإرادة شعبية ويعطيه مهلة حتى يعدل عن قراراه؟، أحد أغرب الأشياء التى أثرت فى نفسى هى مدح "من قبّل يد صفوت الشريف"، وفى المقابل هجوم على طنيطر وفيصبوك "أى تويتر وفيس بوك" رغم أنهما لم يقبلا يد أى أحد من النظام القديم! لكن وبغض النظر عن كل ذلك، فإن ثمة شىء واحد فقط يطمأننى فى هذا الشأن هو أن من قام بثورة يناير وأطاح بالنظام الفاسد كانوا هم الشباب، والشباب أقدر على القيام بمئة ثورة أخرى إن استلزم الأمر، كما أن مراوغات قوى الظلام وفرق الفلول لن تنطلى عليهم، لقد بات الشباب المصرى أكثر وعيًا وإدراكًا من أى وقت مضى، وانتهت الأزمنة التى يشكل فيها "الأمر الواقع" الخيار الوحيد المطروح أمام الشعوب، حيث صار بإمكان الشعوب أن تغير هذا الواقع وتخلق لنفسها أوضاعًا أخرى بحسب ما تريد وترغب، فمصر تغيرت.. تغيرت!