اختتم "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الاجتماع الرابع لمجلس امنائه الذي انعقد على مدى يومين في بيروت، برئاسة رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي، ومشاركة الامين العام الدكتور محمد سليم العوا من مصر، ونائب الرئيس مفتى سلطنة عمان الشيخ احمد بن حمد الخليلي. وقد استنكر العلماء الاعمال الارهابية الدموية التي وقعت فى الاردن ضد المدنيين الابرياء. واستنكر وادان العلماء بشدة اعمال الارهاب ضد المدنيين فى العراق، وحثوا أبناء الشعب العراقي على توحيد صفوفه ونبذ الطائفية والعنصرية والتعصب الاعمى. وطالبوا الامة الاسلامية بمساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه كاملة بكل الوسائل المالية والسياسية والتطوعية. وطالبوا المسلمين بمناصرة قضية القدس وتمويل المشروعات العملية لدعم واسناد الشعب الفلسطيني في الداخل، وخصوصا في مدينة القدس، وتعميم مشروع المؤاخاة بين العائلات العربية والاسلامية في العالم، وبين العائلات الفلسطينية في الداخل، ولا سيما في مدينة القدس وقراها وبلداتها، وتعميم مشروع التوأمة بين المؤسسات والمجتمعات المدنية العربية والاسلامية وبين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل، ودعم المدارس والمستشفيات ودور الايتام في الداخل الفلسطيني، والعمل على كل ما من شأنه تثبيت الوجود الفلسطيني في الارض المباركة، وعدم النزوح عنها، وتقديم سائر اشكال الدعم الممكنة لهذه القضية. واستنكر العلماء آثارة النعرات المذهبية والقومية، في العراق وتضخيم نقاط الاختلاف. وقال العلماء أنه ينبغي أن يشعر العراقيون جميعا أنهم شعب واحد بأديانه واعرافه كافة، وان الواجب الشرعي والوطني يقتضي نبذ خلافاتهم ووقوفهم صفا واحدا من اجل طرد الاحتلال وبناء عراق موحد لجميع ابنائه. والتأكيد على ما أعلنه الاتحاد من قبل من ان ما ترتكبه الجيوش الاجنبية الغازية للعراق، من فظائع ومن خرق فاضح لاتفاقية جنيف وسائر الاتفاقات المتعلقة بالمدنيين في اثناء الحروب، وبالعاملين في الخدمات الصحية، وبأسرى الحرب، ومن استخدام لانواع الاسلحة المحرم استخدامها دوليا، وهو استخدام اثبتته الوثائق التسجيلية الدامغة في الفلوجة وفي غيرها، ومن تخريب للبيوت والمباني والمساجد والكنائس وقصف للمستشفيات ومنع للفرق الطبية من اداء واجبها الانساني نحو الجرحى والمصابين، ومن تعذيب ومعاملة غير انسانية للاسرى والمعتقلين. كل ذلك عار في جبين الدول التي تقوم به. ويهيب الاتحاد بحكومات هذه الدول بلا استثناء، ان تثوب الى رشدها، وان تسترجع انسانيتها، وان تكف على الفور عن هذه الاعمال التي تحرمها وتجرمها كل المواثيق والدساتير والقوانين والاعراف، وان تنسحب من العراق انسحابا فوريا، يتولى بعده الشعب العراقي ادارة شؤون بلاده بنفسه. ودعا العلماء: المقاومة العراقية لاستنكار الاعمال الارهابية فى العراق وفضح اجرامهم. وقال العلماء (اذا كان الله عز وجل قد أذن للمستضعفين والمعتدى عليهم برد العدوان، في قوله تعالى "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا"، فإنه قد وضع لهم من الضوابط والضوامن ما يكفل مراقبة الله واتباع السلوك الانساني النبيل، فلا يرد الواحد منهم الا عدوان من اعتدى عليه، ودون تجاوز: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعدوا". ولا يسوغ لاحد ان يعتدي على غير المقاتلين، لان للنفس البشرية حرمتها، والعدوان عليها عدوان على البشرية جمعاء: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا"، ولا يحل لاحد قتل المدنيين الابرياء ولا اختطافهم ولا ارتهانهم ولا ترويعهم بحجة الانتقام من المعتدين، فقد قال تعالى: "ولا تكسب كل نفس إلا عليها، ولا تزر وازرة وزر اخرى"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجني جان إلا على نفسه". ويستنكر الاتحاد اشد الاستنكار جرائم التفجير البشعة التي تعصف بالابرياء، في العراق وغيره، وآخرها تفجير الفنادق الثلاثة في عمان، التي راح ضحيتها عشرات من القتلى والجرحى، ويعرب عن تعازيه لاهالي الضحايا، ويدعو لهم ان يتغمدهم الله برحمته، ويدعو للجرحى بالشفاء العاجل. وجاء في البيان أن: من حق أي مظلوم أن يعبر عن مظلمته بالوسائل السلمية التي تكفلها القوانين النافذة في فرنسا وغيرها من البلدان الغربية, وإذا كان الاتحاد يأسف اشد الاسف لوجود شريحة كبيرة من المهمشين في تلك البلاد, والمضيعين صحيا وتعليميا, والمتعرضين إلى التمييز العنصري ضدهم أو القسوة البالغة في التصدي لهم, ووصفهم بعبارات تتنافى مع كرامة الانسان، فان الاتحاد يهيب بهم ان يجتنبوا الانزلاق إلى أية اعمال تخريبية بحجة الانتصاف ممن جار على حقوقهم أو ظلم المستضعفين من امثالهم, فالاموال والانفس والاعراض معصومة بعصمة الله, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال, وحرم الله عز وجل الفساد في الارض واهلاك الحرث والنسل. والاتحاد يدعوهم الى الاندماج في مجتمعاتهم وعدم الانعزال عنها, والى الاسترشاد والاستعانة دائما بالعلماء والدعاة, ويدعو في الوقت نفسه حكومات البلدان التي اكتسبوا مواطنتها أو ولدوا فيها أو يقيمون على ارضها, ان تعمل على احترام انسانيتهم وحل مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية, وتحسين أحوالهم المعيشية وتيسير اندماجهم في مجتمعاتها.