يعتبر محمد كمال الدين محمد على السنانيرى، صهر سيد قطب، وزوج أخته، من أوائل، بل أول عربى يذهب إلى أفغانستان للقتال ضد الروس. وقد وُلد "السنانيري"، فى القاهرة فى مارس 1918م، وحصل على الثانوية عام 1934، ولم يستكمل تعليمه الجامعى، والتحق بالعمل فى وزارة الصحة، وكان يقوم على رعاية ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات بعد وفاة والده. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين سنة 1941م، وسار على دربها إلى أن تدرج فى العديد من المواقع، وتولى الكثير من المسئوليات، وقام بالعديد من المهام التنظيمية والأعمال الدعوية. اُعتقل عدة مرات وبعد خروجه فى بداية عصر "السادات" كان من أوائل الذين سافروا إلى الدول الأوروبية وغيرها؛ لتكوين نواة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين مع القيادى السابق لجماعة الإخوان "كمال الهلباوى". تزوج من أمينة قطب، شقيقة سيد قطب صاحب (ظلال القرآن)، وكان زواجًا غير عادى، حيث تقدم لخطبة أمينة من شقيقها سيد قطب بعد خمس سنوات من السجن، ولم يتم الزواج الحقيقى إلا بعد خروجه من السجن عام 1974، ولم تمضِ فترة طويلة إلا وأخذته الدعوة فى رحلات خارجية، وعندما عاد إلى مصر كان الاعتقال فى انتظاره. وأكد أنور عكاشة، القيادى بجماعة الجهاد، أن سيد قطب طلب من شقيقته "أمينة" الزواج من "السنانيرى"، عقب إرغام أهل زوجته الأولى ابنتهم على الطلاق منه التى وافقت دون تردد، لتكفل أطفاله الصغار أثناء تواجده فى سجون "عبد الناصر". قضى فى السجن عشرين عامًا بعد تخفيف حكم سابق بالإعدام، ورافق خلال سنوات سجنه، عددًا كبيرًا من قيادات وأعضاء الجماعة، وكان من بينهم عمر التلمسانى، ومحمد حامد أبو النصر، واللواء صلاح شادى، وصديقه القريب جدًّا إلى نفسه الفنان التشكيلى "على نويتو". قام بالعديد من الجولات بين البلاد العربية والإسلامية، وقد أوفدته جماعة الإخوان إلى أفغانستان فى محاولة للمصالحة، وإنهاء الانقسام بين الفصائل الأفغانية المسلحة، واستمر فى ساحة الدعوة إلى أن أصدر الرئيس أنور السادات قرارات التحفظ الشهيرة فى سبتمبر 1981، وكان كمال السنانيرى من بين المعتقلين. وعُرف "السنانيرى" بالسرية التامة، والتكتم الشديد الذي يتميز به عناصر التنظيم الخاص للإخوان المسلمين، ما دفعه إلى عدم الإفصاح عن الدور الذى لعبه فى تأسيس التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، ما تسبب فى وفاته فى سجن الاستقبال بطرة أثناء التحقيقات، حيث لم يتحمل وسائل التعذيب التى مُورست ضده بسبب كبر سنه فى ذلك الوقت. كان لإقامة "السنانيرى" فى عابدين الدور الأكبر فى حشد مظاهرة الإخوان الحاشدة في 28 فبراير 1954 أمام قصر عابدين بقيادة عبد القادر عودة؛ للاعتراض على صدام الثورة بالإخوان، واعتقال عبدالناصر لقادتهم. القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين إسلام الكتاتنى، أكد أن الدولة روجت أن "السنانيرى"، قد انتحر داخل السجن، وهو ما لم يقبله أحد، فليس من المعقول أن شخصًا قضى عمره كله فى العمل الإسلامى والدعوة، وله كل هذه المكانة التى كان يتمتع بها وينتحر، ما يؤكد أن الدولة ليس لديها أى استعداد لتقبل الآخر.