جيوس يوليوس قيصر، قائد رومانى ولد فى مثل هذا اليوم عام 100 قبل الميلاد، وخرج للدنيا بعد شق بطن أمه، ومن هنا يطلق على الولادة بشق البطن "ولادة قيصرية"، وتوفى عام 44 ق.م وهو أول من أطلق على نفسه لقب إمبراطور، ويعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية الفذة فى التاريخ وسبب ثورة تحويل روما من جمهورية إلى إمبراطورية. لم يكن يوليوس قيصر مجرد طفل عادى، بل تجلت منذ بواكير عمره ملامح ومعالم وقدرات فذة أثارت الدهشة واستحوذت على الإعجاب، لقد اتصف الطفل يوليوس بالذكاء والكرم والجود والعطاء والنبل والشجاعة والوضوح والصراحة وتناول الأمور والقضايا بصور لا تخلو من الجدية اللافتة للانتباه، وتمتع بالقدرة على نسج علاقات اجتماعية عديدة ومتنوعة مع مختلف رجال روما، مما أكسبه قدراً هائلاً من التقدير والاحترام لدى أهالى روما الذين كانوا يشيرون ليه بوصفه رجل روما القادم، وسيدها المنتظر، وإمبراطورها المرتقب. كان يوليوس قيصر منذ صغره محباَ للعلم حيث درس فى اليونان العديد من العلوم، إذ كانت اليونان مركز العلوم فى ذلك الحين وكان أبناء أثرياء روما يرسلون إليها للتعلم ثم التدرج فى العمل السياسى أو ما شابه، وانضم قيصر إلى المعترك السياسى منذ بداياته حيث كانت عائلته معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء فى مجلس الشيوخ، ثم انضم إلى صفوف الجيش الرومانى كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطاً على الإطلاق. انشغل قيصر بقيادة حملاته فى بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من فرنسا ومصر والشام وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكمًا لإسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاَ، ونصب بعد ذلك حاكماَ على فرنسا. بعد موت كراسوس، الأمر الذى نتج عنه حرب أهلية وهزيمة لجيش بومبى فى إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك إلى روما ليكون حاكمها الديكتاتورى المطلق، حيث عاد بعد انتصار عظيم على بومباى ومجلس الشيوخ الذى كان جيشهم أضعاف جيش قيصر، ولكن حكمة قيصر وخبرته العسكرية جعلت الأمور فى صالحه. حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تتم عن صدق وأمانة، وأعلن فى عام 44 ق.م عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكماًَ دائماً على روما، غير أن أعداءه الكثر دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله فى مارس من نفس العام.