صدر حديثا فى أوروبا كتاب «كليوباترا: قصة حياة» وفيه تتناول الكاتبة ستاسى سكيف الأوضاع السياسية فى العالم القديم فى الفترة ما بين 48 و 30 قبل الميلاد، ويمتاز الكتاب حسبما وصفته صحيفة «توداى زامان» التركية بقدرته على تناول العالم القديم بروح آنية كتلك التى يكتب بها كتاب عن إدارة كلينتون وبوش. يبدأ الكتاب بتناول أزمة الصورة العامة التى أرقت الملكة المصرية كليوباترا قبل ألفى عام إذ تنحدر عن أصول رومانية، والتى لديها أجندة فى المنطقة. وكتاب «سكيف» قائم على أجندة نسوية خاصة به، تهدف لإنقاذ كليوباترا ذات القدرة الواضحة للعيان من افتراءات التاريخ، وعوضا عن «الغرق فى جرأتها الجنسية» التى تشكو سخيف انحياز الكتّاب من قبلها إلى تناول هذا الجانب بشكل لاذع، «كان فى النهاية سببا فى العجز عن الاعتراف بمواهبها العقلية». فكليوباترا قادت باقتدار وامتياز مصر عسكريا، ونظمت اقتصادها، وترأست معابدها (ككاهنة وإلهة) وتفاوضت مع القوى الأجنبية. «ما هو حجم ثرائها؟» تتساءل سكيف، وترد: «ذهبت إلى خزائنها نصف ما أنتجت مصر تقريبا»، وهى كمية مذهلة من النقود جعلتها «أغنى من أى شخص آخر فى منطقة البحر المتوسط بشكل لا يقارن». خلال ملكها الممتد ل22 عاما، اهتزت الدولة الرومانية بحرب أهلية، انتهت فى العام ال 48 قبل الميلاد، حين هزم يوليوس قيصر بومباى العظيم، وطارده إلى مصر حيث قُتل مومباى، واُسر يوليوس قيصر 52 عاما فى شباك حب كليوباترا ذات ال21 عاما. اغتيل القصير عام 44 قبل الميلاد، وفى الحرب اللاحقة، هزم الأوتوقراط ومن بينهم القائد مارك أنتونى ومنافسه أوكتافيان الجمهوريان، وبخزانتهم التى تنضب، احتاج المنتصرون أموال كليوباترا واحتاجت هى خدمات الرومان لتنتعش امبراطوريتها. فى عام 41، التقت أنتونى فى تيرشيش (تونس القديمة)، صانعة ما وصفته سخيف ب«أهم مدخل مذهل» فى التاريخ، بعدها صارا شريكين وحبيبين. وبعد مرور ما يقارب العقد، أعلن أوتفيان الحرب على غريمه، وهزم الحبيبان فى معركة أكتيوم فى أواخر عام 31 ق.م، وحين اقترب منهما فى الإسكندرية، قتل أنتونى نفسه فى أول أغسطس، ولحقت به كليوباترا فى 10 أغسطس (وتوضح سخيف أنها انتحرت بالسم). وأصبح أوكتافيان القيصر، وأضيف شهر أغسطس للتقويم، ليحيى إلى يومنا هذا ذكرى سقوط الإسكندرية. منذ هذه اللحظة صارت كليوباترا «أشر امرأة فى التاريخ» كما دعاها سيسل بديميلا حين كان يعرض الحكم على كلوديت كلوبيرت» لأن تلك الصورة تتناسب مع أغراض أوغسطس. كان أوغسطس سيد التلفيق، ولم تقف سخيف عن هذه النقطة، لتبرز أوجه التشابه بين العالم القديم وواشنطن اليوم، إذ تستنتج سخيف أن أوغسطس كان ديك تشينى روما المتملق والقاسى، وقد يكون أنتونى الطائش المتهور هو بيل كلينتون. وبعد موت كليوباترا آلت مصر إلى الحكم الرومانى وانحدرت عاصمتها، حتى صار معظمها غارقا فى البحر والبعض الآخر مدفون تحت المدينة الحديثة.