لاقت «العملية الشاملة سيناء 2018» التي أطلقتها القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة منذ 5 أيام، تأييدًا كبيرًا بين معارضي سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووحدت حرب الجيش على الإرهاب بسيناء أراء المؤيدين والمعارضين، وأكدوا أنها ضرورية ولابد من اجتثاث الإرهاب من سيناء، كما شددوا على ضرورة مراعاة أهالي سيناء واحتوائهم وتوفير متطلباتهم. من جانبه قال المهندس الاستشاري والناشط السياسي ممدوح حمزة، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» :« أخيراً تواصلت مع أصدقائي من رفح وبئر العبد والشيخ زويد وجميعهم لهم نفس الرأي: مهاجمة الإرهابيين مؤثره وموجهة للارهابيين فقط ولا نيران عشوائية وأسموها الضربة القاضية ومعاملة الأهالي جيدة ولأول مرة لا يدخلون البيت في حالة وجود نساء فقط.. استشعرت حالة رضا لأول مرة من من تحدثت معهم». وتابع :« ممكن نكون متفائلين ونعتقد ان دخول جيشنا سيناء بهذه الكثافة وفرض السيطرة العسكرية عليها لأول مرة منذ 1967دخول وسيطرة نهائية ويتمركزون بلا عودة دخول محمود واستمرار فرض السيطرة حتي بعد القضاء علي الاٍرهاب لماذا؟ لأن الفراغ العسكري جلب وولد الاٍرهاب ويجب الا يحدث مرة اخري». فيما قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية :« علمت أن هناك قدر كبير من الرضى من أهل سيناء على الحملة الحالية ضد الاٍرهاب الداعشى الأسود فى سيناء حيث لا يتم إذاء المدنيين او اقتحام منازل ليس بها الا النساء والاعتدال فى التعامل .أهل سيناء جزء عزيز علينا جميعا كمصريين وهم مع جيش الوطن حماة حدودنا الشرقية حفظ الله كل الوطن». في السياق ذاته أيد الكاتب الصحفي جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون، حملة الجيش على الإرهاب بسيناء، قائلًا :« لا أعتقد أن ثمة خلافا وطنيا على أهمية المعركة التي يخوضها الجيش والشرطة ضد أوكار الإرهاب في شمال سيناء أو أي مكان بالأرض المصرية ، وهناك إجماع على أهمية دعم مؤسسات الدولة في تلك المعركة لأنها معركة وطن وليست معركة نظام سياسي نختلف معه أو نتفق معه ، وعلينا أن نتذكر أن تحدي الإرهاب لم يتوقف عند حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وحده ، وإنما هو ممتد من قبل ذلك ، لأنه ظاهرة لها طابع دولي وإقليمي ومتصل بمجمل تغيرات المنطقة ، صحيح أنه توسع بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد بعد الثلاثين من يونيو 2013 بدوافع عديدة ولأخطاء سياسية لا ننكرها ، ولكن في النهاية خطر الإرهاب يهدد الديمقراطية ذاتها ويهدد القوى الوطنية بالكامل ، معارضة أو موالية ، فللإرهاب أفكاره الخاصة وعقله الضيق في فهم الأحداث والأفكار والعقائد أيضا». وتابع في مقاله اليوم :« وأعتقد أنه من باب دعم مؤسسات الدولة وتعزيز تلك الجهود يكون من الواجب التنبيه على أهمية الاستماع الجاد إلى شكاوى أهلنا في شمال سيناء ، والتي انتشرت على نطاق واسع مؤخرا وسمع بها الجميع داخل مصر وخارجها أيضا ، وأن يتم الفصل بين المواجهة مع الإرهاب وخلاياه وبين الإضرار بالأهالي من جراء تلك المواجهات ، لأنهم مواطنون لهم حقوق دستورية وقانونية ، بل لهم حقوق أخلاقية تجاهنا جميعا قبل القانون والدستور ، فلا ينبغي أن يضار أهالي شمال سيناء من تلك المواجهات التي فرضت عليهم ، وابتلوا بها ، وينبغي أن تشعرهم الدولة بالفارق الكبير والحاسم في تعاملها وحساباتها معهم وبين جماعات الإرهاب». وتابع :« طوال الأيام الماضية وهناك استغاثات كثيرة تتردد عبر شبكات الانترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي العريش والشيخ زويد ورفح ، يشتكون من الحصار الخانق الذي فرض عليهم في معاشهم وحياتهم وضرورات تلك الحياة ، فلا يوجد وقود في محطات الوقود وبالتالي أصبح هناك شلل في الحركة والسيارات ، ولا يوجد هناك تزود بالسلع الغذائية فأصبح هناك شح كبير فيها ، وكذلك الدواء ، وغير ذلك من الاحتياجات الحياتية المهمة ، وتعددت المناشدات لإنقاذ المنطقة من هذا الشح الكبير في المواد الغذائية والطبية». وأوضح : أعتقد أنه من المهم أن تقوم الجهات الرسمية المعنية ، بحماية الجيش والشرطة ، بدورها في سد هذا الفراغ والعمل على توفير السلع والاحتياجات الطبية للأهالي في شمال سيناء ، وإن تعذر فيقوم جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بهذا الدور مباشرة ، وهو قادر على إنجاز ذلك بسرعة وكفاءة ، ويمكن أن تتاح الفرصة للجمعيات الأهلية أيضا أن تتعاون في هذا المجال ، كنوع من إعلان التضامن الشعبي مع أهالي سيناء ضد آثار الإرهاب ومخاطره . وأكد "سلطان" : مهم للغاية أن يشعر أهالي سيناء باهتمام الدولة بهم ، وعنايتها باحتياجاتهم ، وأنهم غير مستهدفين بأي شكل من الأشكال وبأي نوع من الضرر من العمليات العسكرية ، كما أن هذا الجهد المأمول يقطع الطريق على مروجي الإشاعات التي تروج لحدوتة تفريغ شمال سيناء ، خاصة في ظل الحرب الإعلامية الشرسة التي تعيشها مصر والمنطقة كلها الآن وتدع الحليم حيرانا ، وفي تصوري أن تكثيف جهود الدولة في هذا المجال بدعم أهلنا في شمال سيناء وتوفير احتياجاتهم وتخفيف الضغط عليهم سيكون له أبلغ الأثر في دعم جهود الجيش والشرطة في معركتهم الحاسمة مع عناصر الإرهاب هناك .