6 الصحافة الأمريكية تهاجم الإسلام والمسلمين وتروج لإسرائيل وأكاذيبها ، ولا تسمح للعرب بمساحة للرد على الإفتراءات والأباطيل الصهيونية ، أو للدفاع عن أنفسهم ودينهم. والكتاب المقربون من الحكم في صحافة مصر"القومية" يهاجمون المعارضين عامة و(الإخوان المسلمين) خاصة ولايسمحون لهم بمساحة للدفاع عن النفس . في الصحافة الأمريكية المصهينة إذا أردت مساحة للنشر عليك بنفاق إسرائيل والترويج ل "ديمقراطيتها" . وإذا أردت مساحة في صحافة مصر "القومية" عليك بنفاق نظام الرئيس مبارك والترويج ل "إنجازاته". 7 الصحافة والإعلام هما سلاح للتجهيل والتضليل يحتكره الصهاينة في أميركا والحزب الحاكم في مصر لترويج الأجندات الشريرة عن طريق الاستخفاف بعقول البسطاء. ولذا يعمد الصهاينة في حملاتهم الإعلامية إلى شيطنة المسلمين ونزع الأنسنة عنهم لتسهيل السخرية منهم ومن دينهم واسترخاص دمائهم وأعراضهم . وكانت أحد نتائج هذه الشيطنة هو ما جرى في سجن أبو غريب وجوانتانامو من إنتهاكات. وشيطنة المعارضة هي أيضا سياسة راسخة للحكام العرب وعلى رأسهم النظام السياسي المصري . ولذا تُستباح حرمات بيوتهم وكراماتهم ويتعرضون للضرب في الشوارع وهتك أعراض النساء. 8 التلجراف ، أقرب صحف بريطانيا لإسرائيل ، يعمل بها مراسل إسمه كون كوفلين أتابع تقاريره عن إسرائيل منذ خمسة عشرة عاما عندما بدأت عملي في جامعة أكسفورد عام 1990. والانطباع الذي خرجت به من متابعتي دون تفاصيل لا يتسع لها المجال هو أن هذا الصحفي الإنجليزي له علاقات وثيقة بالموساد ، ولا يتردد في نشر أحط الأكاذيب للتغطية على جرائم إسرائيل . وكذلك في مصر، زرعت مخابرات الحزب الحاكم (المعروفة باسم "أمن الدولة") عملاءها في الصحف القومية. ووصلت الدناءة بأحد هؤلاء العملاء إلى درجة الزعم بأن الصحفية التي أعتدي عليها يوم الاستفتاء هي التي مزقت ملابسها بنفسها. هؤلاء العملاء أيضا يروجون أكاذيبهم للتغطية على جرائم مسئولي الحزب الحاكم. 9 مثل إسرائيل ، يسعى حزب الرئيس مبارك إلى سن قاعدة جديدة في التعامل مع خصومه : من يمارس حقه في مقاومة الإحتلال عليه أن يتحمل عواقب مقاومته بالقتل أو الإصابة المقعدة ، مع تعميم العقوبة على أهله بتدمير بيتهم . وفي مصر، على من يمارس حقه في التعبير عن رأيه بحرية أن يفعل ذلك على مسئوليته ويتحمل عواقب مقاومته للاستبداد بالضرب والبلطجة أوالإعتقال ، مع تعميم العقوبة على أهله بترويعهم وانتهاك حرمة بيتهم وحرمانهم من الأب أو الإبن أو الزوج . كل من دولة شارون وحزب مبارك يحصر التعامل مع المقاومين لاحتلال الأول واستبداد الثاني في الناحية الأمنية مع التجاهل الكامل لحقوق الفلسطيني والمصري . وكل منهما يرفض تقديم أدنى تنازل في سبيل تخفيف الإحتقان والغضب المعتمل في النفوس. وكل منهما مهووس بأمنه الشخصي وأمن نظامه القمعي . 10 فرضت إسرائيل رؤيتها للسلام في كامب دافيد 2000 ، وقال باراك لعرفات عليك أن تقبل بها وإلا تتحمل مسئولية ما سيجري. وفور إنتهاء القمة شن الصهاينة في الإعلام حملة "إغتيال شخصية" ضد ياسر عرفات لتدمير سمعته وربطه بالإرهاب إنتقاما منه لرفض عرض باراك ، وذلك قبل أن تشن إسرائيل حربها الثأرية على المجتمع الفلسطيني التي استمرت أربعة سنوات. وفي مصر، فرض نظام حكم مبارك رؤيته للإصلاح عبر مهزلة التعديل الدستوري ، وقال للمعارضة عليكم أن تقبلوا بها ، وإلا فهي حرب تدمير سمعة ضد الرافضين لحكم مبارك وإبنه ، تعقبها إعتقالات وبلطجة وربما محاكم عسكرية. [email protected]