اخفق النظام المصري في احتواء هجوم الصحف الأمريكية ضد تزويره الانتخابات وتهربه من الإصلاحات الأمريكية المقترحة في مؤتمر المنامة .. حيث فشل المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه السفير المصري لتبرير السلوك الرسمي المصري في عدد من القضايا الشائكة والدفاع عنها في مواجهة حملات النقد الشرس في الصحف الأمريكية .. الصحفيون الأمريكيون قاطعوا المؤتمر لإدراكهم طبيعة الردود المصرية التقليدية المعروفة وهو ما دفع السفير للإعلان أن مؤتمره خاص بالصحفيين العرب وحدهم ، محاولا بذلك التعتيم علي مأزقه ، وهو كلام لم يقتنع به الصحفيون العرب الحاضرون ، لإدراكهم أن المؤتمر يستهدف الرأي العام الأمريكي ودعم موقف حكومة بوش الداعم للنظام المصري . دعوة السفير جاءت أيضا كمحاولة منه لامتصاص حملات الصحف الأمريكية ضد إدارة جورج بوش واتهامها بالتواطؤ مع الحكومة المصرية التي تقوم بتزوير الانتخابات وإفشال منتدى المستقبل للدول الثمانية الصناعية ودول بالشرق الأوسط ، لرفضها أية إصلاحات في المنطقة . عندما رفضت حكومة مصر أن يدعم المنتدى منظمات المجتمع المدني غير المرخص لها . وقد قلل السفير المصري نبيل فهمي من صدقية التقارير التي تداولتها الصحف الأمريكية بشأن نشوب خلاف بين مصر والولاياتالمتحدة يتعلق بصيغة البيان الختامي الذي لم يصدر عن "منتدى المستقبل" الذي عقد في البحرين يومي الجمعة والسبت الماضيين .. وقال إن الصحف أجرت عرضاً غير دقيق للموضوع .. مشيراً إلي أنه تم إقرار 3 مبادرات مصرية وأن المبادرة الرابعة وهي "منتدى المستقبل" طرحت بهدف إنشاء مؤسسة لدعم النشاط والإصلاح السياسي .. وكانت هناك مجموعة من النقاط المرتبطة بها ومنها كيفية إدارة وتمويل هذه المؤسسة وقواعد صرف التمويل للجمعيات المدنية . وأوضح أنه كانت هناك آراء كثيرة ولم يكن الحوار قاصراً علي مصر والولاياتالمتحدة ولم تكن مصر هي التي بدأت الحوار ولم تكن آخر طرف أثاره . وزعم السفير نبيل فهمي أن مصر مستمرة في مشروع الإصلاح كمطلب شعبي وطبقا لقناعة الرأي العام بضرورة التحرك والتقدم في اتجاه الإصلاح . وقال إن استمرار الممارسة هو الرد العملي علي أي انتقاد . ونفي أن تكون التحفظات المصرية في منتدى المستقبل مفاجئة لأحد لأن كل المقترحات كانت موضع نقاش وبحث خلال الأسابيع التي سبقت مؤتمر البحرين الذي انتهي دون إصدار إعلان كما توقعت الولاياتالمتحدة . وأوضح أنه لا يوجد خلاف حول المزيد من الإصلاح السياسي لكن الخلاف حول تحديد آليات التمويل والقواعد المنظمة لهذا التمويل ، وأكد أن كل دولة في العالم تضع منظومة قانونية خاصة بها بالنسبة لمسألة التمويل الخارجي والشفافية والمصداقية . ونبه إلى أن ما يعني مصر هو المواطن المصري ، وفي الإطار الإقليمي المواطن العربي ، وأن تركيز مصر عليهما ليس لإرضاء أي طرف خارجي بما في ذلك الولاياتالمتحدة ، لأن أي إصلاح سياسي يجب أن ينبع من المجتمع ويعبر عن الواقع الفعلي علي الأرض . وأضاف أنه يمكن الموافقة علي مقترحات خارجية إذا كانت لا تتعارض مع أهدافنا ، مع تأكيد الحق في الاعتراض علي الأفكار التي لا تتفق مع مصلحة الشعب (!!) .. لأن ما يحكم مصر في النهاية ليس مرجعيات خارجية . وأشار السفير إلى أن التحفظ علي بيان البحرين فيما يخص مسألة تمويل المؤسسات أثارا قدرا من الإحباط لدي المسئولين الأمريكيين عكسته الصحف الأمريكية . ولكن مصر تصر علي ضرورة توفير الشفافية في التعامل مع مؤسسات مصرية يحكمها القانون المصري .