أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، اليوم الاثنين، مقتل 12 متظاهرًا في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد النظام الحاكم. ونقلت أسوشيتد برس، عن التلفزيون الإيراني قوله إن "محتجين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مخافر للشرطة وقواعد عسكرية إلا أنهم واجهوا مقاومة شديدة من قوات الأمن". وأضافت أن "10 أشخاص قتلوا خلال اشتباكات ليلة أمس" وأن "اثنين قتلا أمس الأول غربي إيران". ولم يوضّح المصدر أين وقعت الهجمات التي حاول خلالها المحتجون الاستيلاء على مراكز للجيش والشرطة. وركزت المظاهرات في البداية على المشكلات الاقتصادية لكنها تحولت إلى مطالب سياسية فيما بعد حيث رفع بعض المتظاهرين شعارات بإسقاط النظام. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن من حق المواطنين الاحتجاج ضد الحكومة على أن لا يهددوا الأمن. وجاء ذلك خلال اجتماع بعد أربعة أيام من الاحتجاجات، واعترف أن هناك مشاكل يجب حلها، ولكنه حذر من أن الحكومة لن تتهاون مع أحداث العنف. وكانت الحكومة قد فرضت قيودا على شبكات التواصل الاجتماعي التي استخدمت في تنظيم ثالاحتجاجات ضد الحكومة. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن القيود التي فرضت على تطبيقي انستغرام وتليغرام "مؤقتة". ونٌقل عن مصدر قوله إن القرار اتخذ "للحفاظ على الهدوء وأمن المجتمع". وهذه هي أكبر احتجاجات تشهدها إيران منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد الحكومة عام 2009. وبدأت الاحتجاجات في شمال غرب إيران ضد الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، ولكنها تحولت إلى مظاهرات ذات طابع سياسي في العديد من المناطق، رددت فيها شعارات ضد آية الله على خامنئي والرئيس حسن روحاني وسياسة إيران الخارجية. ومع اشتعال العنف في العديد من المناطق، لم يتسن معرفة عدد المظاهرات التي تجري الأحد. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عبر عن تعاطفه مع الاحتجاجات وقال إن "الإيرانيين بدأوا أخيرا بالنظر بحكمة إلى مآل ثروتهم التي تسرق وتبذر على الإرهاب". فرد عليه الرئيس روحاني قائلا "هذا السيد في أمريكا يحاول أن يبدي تعاطفه مع شعبنا، لكنه نسي أنه قد وصف الإيرانيين بأنهم إرهابيون قبل بضعة أشهر". لماذا التضييق على شبكات التواصل الاجتماعي؟ في بيئة تفرض فيها قيود مشددة على الإعلام، فإن الكثير من المعلومات عن المظاهرات ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي. ولجأ المحتجون والمتظاهرون إلى استخدام انستغرام وتليغرام بكثافة. ويحظى تليغرام على وجه الخصوص بشعبية كبيرة في إيران، حيث يعتقد أن أكثر من 50 بالمئة من عدد سكان البلاد البالغ 80 مليون يستخدم التطبيق. وقال بافيل دوروف، رئيس شركة تليغرام، إن السلطات الإيرانية اتخذت الإجراء بعد أن رفضت شركته إغلاق "قنوات الاحتجاج السلمي". وأوضح دوروف في رسالة عبر موقع تليغرام أن قناة أمادنيوز، وهي قناة معارضة بارزة تصدر من خارج إيران، تم حجبها السبت من قبل التطبيق بعد أن طالبت بالعنف ضد الشرطة. وقال إن "قناة سلمية" جديدة تم إنشاؤها لمئات الآلاف من المستخدمين، ولكن هذه القناة تم التضييق عليها. وكان وزير اتصالات الإيراني محمد جواد أزاري جهرومي قد اتهم قنوات مثل أماد نيوز بالترويج ل "انتفاضة مسلحة والاضطراب الاجتماعي". دأت الاحتجاجات في شمال غربي البلاد في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان. وخرج الناس في مظاهرات للتعبير عن الغضب إزاء ارتفاع الأسعار، وعن غضبهم من روحاني. وأُلقي القبض على 52 شخصا لترديد "شعارات شديدة اللهجة". وكانت الاحتجاجات انتشرت الجمعة إلى ما لا يقل عن ست مدن. وفي بعض المدن اشتبكت الشرطة المجهزة بمعدات مكافحة الشغب والدراجات النارية مع المتظاهرين. وتطورت بعض الاحتجاجات إلى احتجاجات أوسع ضد السلطات، مطالبين بإطلاق سراح السجناء السياسيين وإنهاء قمع الشرطة.