رأت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن توصل موسكو إلى اتفاق أولى مع القاهرة يسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام القواعد الجوية والمجال الجوي لها، يعد أحدث مظاهر امتداد القوة الروسية في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة، فى تقرير لها، إن الاتفاق المصرى الروسى يعد توبيخًا لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك لتحالفها مع أحد أقرب الحلفاء العرب لواشنطن. وسردت "نيويورك تايمز" أمثلة لتقارب المواقف بين القاهرةوموسكو قائلة: "مصر تحت حكم السيسي، تظهر في بعض الأحيان تعاطفا مع الأسد كرجل قوي يدافع عن الوضع الراهن ويحارب الإسلام السياسي". ومضت تقول: "موقف القاهرة تجاه سوريا تسبب حتى في موقف اختلاف مع الرعاة الخليجيين، السعودية والإمارات اللتين تنظران إلى الحرب ضد الأسد باعتبارها حرب بالوكالة ضد إيران، أكبر حليفة إقليمية لبشار". وفيما يتعلق بالشأن الليبي، فإن كلا من القاهرةوموسكو تدعمان قوات الجنرال خليفة حفتر في معركته المستمرة من أجل السيطرة على الدولة، مما وضع مصر في خصومة مع الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى تدعم حكومة وفاق كمحاولة لإنهاء القتال، بحسب التقرير. ويبدو الجنرال حفتر أحيانا وكأنه يقدم نفسه كنموذح مشابه للسيسي، في محاربته للمسلحين الإسلاميين للسيطرة على مدينة بنغازي، ويجسد صراعه مع حكومة الوفاق باعتباره جزء من حربه ضد الإسلام السياسي. ويسعى السيسي أيضا لغرس علاقات مباشرة مع روسيا والجيش الروسي كتحوط جزئي مناهض لاعتماد الجيش المصري على المساعدات والمعدات والصيانة الأمريكية. واستطرد التقرير: "كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد اتخذ قرارا بالتعليق الجزئي للمساعدات الأمريكية لمصر بعد 2013، ورد السيسي بتحديث التعاون مع موسكو". وواصلت الصحيفة: "خلال تلك العملية، أحيا السيسي العلاقات مع روسيا التي كانت قد انتهت عندما تحول السادات إلى التحالف مع الولاياتالمتحدة قبل حوالي 40 عاما". وتتلقى مصر 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنوية من الولاياتالمتحدة منذ ثمانينيات القرن المنصرم. وفي وقت سابق من العام الجاري، حجبت إدارة ترامب 291 مليون دولار من المساعدات لمصر لمخاوف تتعلق بسجل السيسي في حقوق الإنسان وعلاقة القاهرة ببيونج يانج، بحسب الصحيفة، في خطوة وصفها وزير الخارجية سامح شكري بأنها "سوء تقدير". ووفقا لبنود الاتفاق الأولي المصري الروسي، فإن القاهرة سوف تكسب فقط الحق المتبادل في استخدام القواعد الروسية. وتضغط روسيا لتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط، الذي كان قد تقلص مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ونهاية الحرب الباردة، وتزايد الحضور العسكري الأمريكي.