تصيب فيروسات البرد العام common colds وهي اكثر من 200 فيروس، أغلبها من مجموعة فيروسات رينو rhinoviruses ، وأيضاً فيروس الإنفلونزا influenza virus الكثير من الناس علي مدار العام، وتعتبر مزعجة حيث أنها من أهم أسباب تغيب التلاميذ والأطفال عن مدارسهم، والكبار عن اعمالهم، وفي الوقت الذي يشفي المصابون بالبرد العام من الفيروسات بأنفسهم، فإن الإنفلونزا flu تقتل نحو 250-500 ألف من البشر سنوياً وذلك حسب ما ذكرته مراكز مقاومة والوقاية من الأمراض CDC. تتشابه الحالتين في الكثير الأعراض، لكن يرتبط البرد العام غالباً بأعراض ثلاثة هي إلتهاب الحلق، زكام-إنسداد الانف-والكحة، وحوالي ربع المصابون لا يعانون تماماً من أي أعراض، بينما الإنفلونزا والتي تسببها ثلاثة انواع من فيروس الإنفلونزا هي A, B and C، والتي تتبع عائلة أورثوميكسوفيريدي Orthomyxoviridae، والتي لها أعراض واضحة وتتمثل خاصة في إرتفاع في درجة الحرارة، وألم وعرق بارد ورعشة او قشعريرة. تحدث الإصابات بالإنفلونزا علي مدار العام، لكن اغلب الحالات تحدث في مواسم بعينها، والتي تبدأ في اكتوبر، وتكون الذروة في الشتاء، لكن قد يحدث تفشي للمرض حتي نهاية مايو، هذا وقد ذكرت CDC من خلال الإحصائيات، أن اكثر الإصابات في أغلب الأعوام تحدث في شهر فبراير، يليه ديسمبر، ثم مارس، ويناير، وخاصة عندما تكثر الأمطار والرطوبة العالية. العديد من النظريات لتفسير لماذا يسبب فيروس الإنفلونزا تأثيره المرضي الشديد في الطقس والخرارة المنخفضة، والتي تصاحبها إرتفاع في الرطوبة، وكذلك في الاماكن المذدحمة والاقل تهوية، وأيضاً القليلة التعرض للشمس. من تلك التفسيرات، أن فيروسات البرد والإنفلونزا تدخل غالباً من خلال الأنف، وهي يبطن جدارها من الداخل بطبقة تقوم بإفراز المخاط، وبها شعيرات وهي آليات للدفاع ضد الميكروبات الغازية، وعند دخول الفيروسات، تتصيدها تلك الطبقة المخاطية اللاصقة، ومن ثم نحن نبتلع الكثير من تلك الفيروسات، لكن يتم التخلص من في المعدة بتأثير الحامض الموجود بها. الجو البارد والحرارة المنخفضة، تعمل تلك الظروف علي تبريد ممرات الأنف، ومن ثم يقل أو يبطأ من دخول المخاط الذي تصيد الفيروسات للمعدة، مما يجعلها-فيروسات الإنفلونزا-تبقي في مكانها بالأنف لمدة طويلة، محاولة إختراق الأنف لداخل الجسم، وبمجرد هروب الفيروسات من آلية الأنف الدفاعية، يبدأ الجهاز المناعي في العمل ومحاربتها، فتنشط الخلايا البلعمية كي تلتهم الفيروسات، وتقوم بهضمها، لكن يقل نشاط تلك الخلايا المناعية في الجو البارد. أما الفيروسات المسببة للبرد العام، فإنها تفضل الجو البارد والحرارة المنخفضة، ومن ث تنشط بحيث يصعب تجنب الإصابة بها في تلك الأحوال، هذا بالإضافة إلي أن تلك الفيروسات تعطل-لا تحفز-عملية موت الخلايا المبرمج أو الإنتحار الخلوي وهي عملية تضطر لها بعض الخلايا مضحية بنفسها للتخلص مما بها فيروسات وحتي لا تنتشرللخلايا الاخري. خلال الشتاء تقل مستويات الأشعة الفوق بنفسجية وذلك لغياب الشمس فترة أكثر، ، مما يكون له تاثير مباشر علي إنخفاض مستويات فيتامين D بالجسم في الشتاء مقارنة بفصل الصيف، حيث قد ثبت من خلال دراسات سابقة دور فيتامين D في تصنيع مواد تعمل كمضادات للميكروبات، وقد ثبت معملياً أن لها دور أيضاً في تثبيط تضاعف فيروسات الإنفلونزا والحد من إنتشارها، ونتيجة لذلك، ينصح المختصين بتناول هذا الفيتامين خلال الشتاء للوقاية من الإنفلونزا، حيث ثبت أن تناول الاطفال لجرعة من هذا الفيتامين يومياً يقيهم من الإصابة بفيروس الإنفلونزا النوعA . أحد الأسباب الشائعة الأخري لتفسير إنتشار الإنفلونزا شتاءاً، هو تجمع الناس ومكوثهم في المنازل أطول فترة ، حيث المناخ والجو غير الصحي، ومن ثم إزدحام الأماكن تساعد علي إنتشار الفيروس من شخص مصاب لآخر سليم، من خلال العطس والرذاذ، وعموماً وكما تقول الإحصائيات، فأن الكبار قد يصابون بالإنفلونزا أو البرد العام مرتين أو ثلاثة في العام، وخاصة في الشتاء، لذلك فإن الطريقة الأمثل للوقاية منها تتمثل في غسيل الأيدي جيداً بالماء والصابون، وتجنب لمس الأعين أو الأنف والفم، هذا بجانب تجنب المصابين بتلك الفيروسات.