مع انخفاض درجات الحرارة بدخول فصل الشتاء نصبح أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا، مما يتسبب في سرعة انتشار الأمراض الفيروسية والتي يقلل من انتشارها وجود جهاز مناعي قوي، لذا يجب المحافظة على سلامة الجهاز المناعي واختيار الأطعمة والمشروبات التي تعمل على تقويته. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال الندوة التي ألقاها بقصر ثقافة مصر الجديدة، أن هناك مجموعة من الأغذية الغنية بفيتامين "سي" ومضادات الأكسدة التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي والأغشية المخاطية والجهاز التنفسي وبالتالي تحمينا من الفيروسات التي تهددنا بالأمراض المعدية والخطيرة ومن أهمها: الثوم والتي أثبتت العديد من الدراسات أنه منشط طبيعي للجهاز المناعي، كما أنه يكافح فيروسات البرد، وفيتامين "أ" الذي يرفع المناعة المخاطية في الجهاز التنفسي، ويتوافر في الجزر، البطاطا، السبانخ، القرع، البنجر، المشمش، المانجو، الباباز، البسلة، الفلفل الرومي، البروكلى، البيض، البقدونس. كما أننا نحتاج فيتامين "سي يومياً بصورة طازجة، فالأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين "سي" تزيد قابليتهم للإصابة بالبرد وبمرض الربو ومضاعفاته، مؤكداً أن فيتامين "سي" يفسد بالتسخين والغليان ويقل بالتثليج والتبريد والحفظ، كما أن تدخين سيجارتين يومياً ( فقط سواء تدخين إيجابى أم سلبي) يجعل رصيدك من فيتامين "سي" صفر، ولهذا يعاني أطفال الأسر المدخنة في فصل الشتاء أكثر من البرد. ويتوافر فيتامين "سي" في الجوافة، الكيوي، الفلفل بألوانه، الطماطم، البرتقال، اليوسفي، الليمون، الأعشاب العطرية كالنعناع واليانسون والبابونج. أما السبانخ فهى هدية ربانية للمناعة في فصل الشتاء، وذلك لأنها منجم من مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التهتك والسرطانات، لذا ينصح بدران بعدم المغالاة في تسخينها. وأوضح بدران أن أحد أسباب انتشار نزلات البرد هو التلامس اليدوي من الشخص المصاب إلى السليم أو تعرضه للسعال والعطس، مشيراً إلى أن الرذاذ ينتشر في الهواء بسرعة 300 متر في الساعة لحوالي 3 أمتار. وفي دراسة حديثة عن مدى إنتشار فيروسات البرد على الأسطح الغير معقمة التي نلمسها مثل مقابض الأبواب، الحنفيات، أزرار الكهرباء، أجهزة الريموت كونترول، والأقلام تبين أن فيروسات البرد موجودة في الأسطح الغير معقمة، لذا ينصح بالنظافة الشخصية التي تحمي من انتقال العدوي. وأشار بدران إلى أن نزلات البرد هى من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي بفيروس من فيروسات البرد التي يصل تعدادها إلى حوالي المائتين. وأوضح بدران أن أصابع القدم والأصابع والأذنين والأنف هى الأكثر تأثراً بالبرد، فهذه المناطق ليس لديها عضلات هيكلية تنتج حرارة، كما أن الجسم خلال التعرض للبرد، يفضل توفير الطاقة للأعضاء الداخلية، و بالتالي يتم الحد من تدفق الدم إلى الأطراف. أخطاء شائعة العدس يظهر البرد لا، بل العدس مفيد خاصةً في الشتاء، حيث يحتوي العدس على البروتينات بنسبة عالية جداً 25% مثل اللحوم والأسماك التي تفيد في بناء أنسجة الجسم. البيض والسمك يسببان الحساسية لاعلاقة بين البرد والبيض أو الحساسية إلا مع التحسس للبيض وهذا سهل التأكد منه بظهور أعراض التحسس من البيض والتأكد منه بإختبارات التحسس الحديثة. أما الأسماك غنيه بمعدن الفسفور الذي ينشط الذاكرة ويقوي الجسد، كما أنها تختلف عن الأغذية الحيوانية الأخرى بإحتوائها على نسبة عالية من فيتاميني "أ" ، "د"، ويتميز فيتامين "أ" برفع مناعة الإنسان. لبس الشراب يسحب النظر لأن نزلات البرد تبدأ من القدمين، فعندما تتعرض القدمين إلى درجات الحرارة البارده لفتره عشرة دقائق أو أكثر تتضاعف فرص الإصابه بالبرد، وذلك لسببين أولهما برودة القدمين تسبب انقباض الشعيرات الدمويه في الأنف وبالتالي انكماش الدوره الدمويه فيها وانخفاض أعداد الخلايا المناعيه مما يسمح بدخول 200 نوعاً من الفيروسات التي تسبب البرد. كما أن بطء حركه الدم تخفض من كفاءة الأهداب التي من طبيعة عملها طرد هذه الفيروسات وبالتالي تتمكن الفيروسات من الإستيطان والتكاثر وظهور أعراض البرد بعد فترة يومين إلى خمسة أيام. الألبان تزيد إفراز المخاط اللبن يرفع المناعة فهو يعد مصدراً هاماً للبروتينات ذات القيمة الغذائية العالية والكالسيوم الفسفور، وفيتامين "أ"، "د"، "ب2" المانع لمرض البلاجرا وهو مرض يسبب حساسية الجلد وإسهال مزمن وعصبية زائدة، ينشط سكر اللبن البكتيريا النافعة للإنسان. المضادات الحيوية تعالج البرد أكذوبة، لأن البرد ينشأ من فيروسات، والمضادات الحيوية تعالج البكتيريا فقط وليست الفيروسات، كما أن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة التي تنشط المناعة وتحمي من الحساسيات، والمضادات الحيوية في الرضع تزيد من معدلات الربو. الأسبرين يعالج البرد يحذر بدران من الإستخدام العشوائي للمسكنات خاصةً الأسبرين مع البرد، ويسبب الأسبرين بعض الأثار الجانبيه مثل، القئ، الغثيان، آلام ونزف من المعده، ضيق الشعب الهوائيه مما يفاقم من مرض الربو، يضر الكبد خاصةً مع مرضى الذئبه الحمراء. مصل الأنفلونزا يحمي من البرد هناك فرق بين الأنفلونزا والبرد، فهو يحمي من الأنفلونزا وليس البرد وهى تختلف عن أمراض البرد التي يسببها حوالي200 نوع من الفيروسات. نصائح للوقايه من البرد الاهتمام بالنظافه الشخصيه، كغسل الأيدى جيداً، مع تجنب لمس الأنف أو العين، واستخدام المناديل الورقيه عند العطس أو البصق أو الكحه والتخلص منها بطريقه صحيه، وتهويه الغرف وتجنب الأماكن المزدحمه سيئه التهويه، التنفس عن طريق الأنف يمنع الكثير من الميكروبات والأتربه من الوصول إلى الجهاز التنفسي. كما ينصح بالابتعاد عن المضادات الحيويه فهى ضد البكتيريا وليس لها أى فائده ضد الفيروسات، والابتعاد عن القلق والتوتر الأمر الذي يقلل من مناعه الجسم. ويوصي بتناول السوائل خاصةً الدافئه والتي تساعد على احتفاظ الأغشيه المخاطيه بحيويتها وتمنع جفاف الأنف وتسهل خروج البلغم.