بفضل الله ورحمته أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسًا لمصر.. المعركة كانت شرسة وطاحنة مع فلول الحزب البائد وقوى المصالح، لكن قوة وصلابة التيار الإسلامى والقوى الوطنية استطاعت تحقيق النصر فى الفوز بالرئاسة. ولولا تكاتف وتآزر الشعب المصرى كله وراء محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة ما تحقَّق النصر.. نجاح مرسى بالرئاسة أنقذ الثورة من الضياع وأنقذ البلاد من ورطة كبرَى وفتنةٍ لا يعلم مداها سوى رب العالمين.. لأنَّ الشعب المصرى ما كان له أن يسلِّم طواعيةً بفوز أحمد شفيق، الأمر الذى يعنى فشل الثورة وضياع دماء الشهداء، لكن الله سلَّم البلاد والعباد وهو ما يستوجب شكر النعمة.. شكر النعمة يكون بالوحدة واعتصام الجميع بحبل الله، خاصةً أنَّ الحوادث أثبتت عدم قدرة أى فيصل سياسى أن يحكم مصر بمفرده، فلابدَّ من وحدة كل القوى الإسلامية والوطنية لبناء مصر الحديثة. ولابدَّ أن نتعلم من الماضي؛ فالخلافات السياسية وحالة الاستقطاب التى انتشرت بعد الثورة بين كل القوى ساعَدت على الكيد السياسى الذى مارَسَه العسكر وكانت النتيجة المؤلِمة هى ضياع الثورة، لولا لطف رب العالمين بالمصريين. من الضرورى جدًّا التعاون والتكاتف من أجل أن نتخلص من كابوس الأصنام والأوثان التى تسترت خلف الطاغية حسنِى مبارك، والتى حاربت وقاتلت من أجل مصالحها وأغرقت البلاد فى الفوضى من أجل عرقلة الثورة. رأينا هؤلاء ينفقون المليارات من أجل شراء الذِّمم خلال انتخابات الرئاسة، والترويج للبضاعة الفاسدة المتمثلة فى أحمد شفيق، هؤلاء الذين شاخوا على كراسى السلطة يريدون أن ترجع بلادنا إلى التخلف والرجعية والاستبداد من أجل مصالحهم، هؤلاء انكشفت ألاعيبهم فيجب أن نقضى عليهم ونطهِّر البلاد والوزارات والهيئات من شرورهم. السكوت عليهم جريمة فى حق الثورة وحق مصر، لابدَّ من ملاحقة جميع الأصنام والأوثان التى كانت تتستر وتختفى وراء مبارك لابدَّ من تطهير البلاد من أصحاب المصالح وقوَى التخريب والفساد.. فلا معنى للثورة وهؤلاء ينشرون الفساد فى جنبات الوطن.. لا معنى للثورة وإعلام الفلول ينخر كالسوس فى المجتمع وينشر الفتنة والأكاذيب على الشعب ليل نهار.. نريد تغييرًا حقيقيًا للمجتمع.. نريد ثورة مجتمعية وليس تغيير حاكم فقط، "إنَّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". السكوت على قوى الفساد المترابطة من خلال شبكات الدولة العميقة يعنِى الإطاحة بحلم الحرية، ونشر الفوضى والخراب فى البلاد. لقد كادت الثورة المضادة أن تنتصر فى معركة الرئاسة بترهيب الشارع المصرى من الإسلاميين وشيطنتهم وتخويف المواطنين على مستقبل مصر إذا فاز مرشح الثورة محمد مرسي، وقد رأينا ماكينة إعلامية هائلة، وصحفًا جديدة وقنوات إعلامية وسياسيين ومثقفين يقفون بكل قوة وراء أحمد شفيق، كلهم عادوا خلال الأسابيع الماضية للعمل بقوة، مع أجهزة الأمن والجيش، فى محاولةٍ لإيقاف الثورة والعودة عبر بوابة "أحمد شفيق"، بعد أن ألقوا بتَرِكة مبارك السيئة فى السجن، ليبدأوا من جديد، لكن الله أبطل مخططهم وخيَّب سعيهم وردَّ كيدهم فى نحورهم، {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}!.