اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن قرار الأممالمتحدة بتعليق مهمة مراقبيها إلى سوريا يعد أقصى ضربة وجهت حتى الآن للجهود الدولية الرامية إلى التفاوض حول ابرام اتفاق سلام ومنع انزلاق سوريا إلى آتون حرب أهلية مما ينذر بزيادة حدة أعمال العنف الدائرة هناك. ورأت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه على الرغم من كون الهدف من وراء هذا القرار هو حماية المراقبين غير المسلحين، إلا أنه يوجه رسالة غير معلنة إلى روسيا من أجل حثها على التدخل وضمان عدم استهداف المراقبين الدوليين من قبل قوات الأمن السورية أو المتعاطفين معها. وأشارت الصحيفة إلى معارضة روسيا الدائمة إلى أي تدخل غربي في سوريا على نحو أدى إلى تداول تقارير تفيد بضلوعها في تسليح القوات النظامية للرئيس السوري بشار الأسد، حتى جاء قرار الأممالمتحدة بتعليق مهمة مراقبيها إلى سوريا على خلفية التصاعد المتواصل في وتيرة العنف الذي يحول دون قيامهم بعملهم. وأضافت الصحيفة "إن هذا الأمر قد يعني بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشل أخر جهود الغرب التي كانت ترمي إلى التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح بتنحي الأسد وتركه سدة الحكم، لذا فإن الخيارات المتاحة أمام الرئيس أوباما حاليا ليست أفضل مما كانت عليه قبل عام ونصف من بدء الانتفاضة السورية". وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن خيار القيام بضربة عسكرية في سوريا على غرار تلك التي شنت في ليبيا أبان الثورة الليبية العام الماضي، بدعم واسع النطاق من قوات حلف شمال الأطلسي(الناتو) والجامعة العربية، ليس ممكنا في سوريا نظرا لأسباب عديدة منها احتمالية شن الغارات بمناطق مأهولة بالسكان وبالتالي تقل فرص استهداف قوات الجيش النظامي السوري دون التعرض لخطر ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين. واستطردت (نيويورك تايمز) القول أن الإدارة الأمريكية تقاوم حاليا دعوات ضرورة تسليح قوات المعارضة السورية خوفا من ألا تكون قوات منظمة على نحو قد يؤدي في نهاية المطاف إلى أن تنقلب على نفسها ، إذ علق دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى على الأوضاع في سوريا قائلا " إن المشكلة الكبرى تكمن في إنه في حال عدم فعلنا أي شىء تجاه سوريا سنكون أمام صراع أوسع نطاقا بالشرق الأوسط ". وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا يوم أمس دعا فيه مجددا الحكومة السورية إلى الالتزام بتعهداتها الماضية " بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف اطلاق النار "، حسبما ذكر البيان. مؤكدا أن واشنطن تتشاور مع شركائها الدوليين حول الخطوات القادمة حيال التحول السياسي في سوريا الذي سيتحقق قريبا ويزيد فرصة تجنب حرب أهلية طويلة الأمد . وسلطت الصحيفة الأمريكة الضوء على الدور الذي تلعبه كلا من روسيا وإيران في سوريا؛ حيث حرصت الأولى على استخدام الأسد كأداه لبسط نفوذها في المنطقة من خلال وجود القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس السورية إلى جانب وجود تعاملات تجاية واسعة النطاق بين البلدين؛ بينما تعد الحكومة السورية الحليف الحقيقي الوحيد لطهران بالمنطقة.