شبهت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية تغاضى المجتمع الدولى والرئيس الامريكى باراك اوباما عن اصدار قرارا بالتدخل العسكري فى سوريا عقب مضى أكثر من عام من مواصلة الجيش النظامى السوري لهجماته الوحشية بحق المواطنين السوريين الابرياء، بتجاهل المجتمع الدولى للمذابح التى ارتكبت فى البوسنة عام 1990 والتى راح ضحيتها نحو 250 ألف مسلم معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. واشارت الصحيفة الامريكية - فى سياق تقرير اوردته على موقعها الالكترونى اليوم الخميس- إلى تصريحات الرئيس اوباما العام الماضى بشأن تدخل القوات الامريكية فى ليبيا و فرض حظر جوي لحماية المدنيين الليبيين من بطش العقيد معمر القذافى ومقارنتها بسيناريو البوسنة " ان المجتمع الدولى استغرق نحو عام كامل للتدخل فى البوسنة عقب عدة مذابح وحشية ارتكبت بها فى اوائل التسعينات، غير أننا استغرقنا شهرا واحدا لاتخاذ قرار التدخل العسكرى فى ليبيا من أجل انقاذ المدنيين "، لافتة -الصحيفة- إلى أن تلك التصريحات مناقضة لما يحدث فى سوريا فى الوقت الراهن من مذابح جماعية ترتكب بحق المواطنين والاطفال السوريين الابرياء . واردفت الصحيفة بالقول أن رؤية الادارة الامريكية التى اعلنها المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني حول الوضع فى سوريا بقوله " لا نعتقد أن التدخل العسكرى لمجرد عسكرة الوضع في سوريا في هذه المرحلة يمثل خيارا صائبا واشارته إلى أن التدخل العسكرى فى سوريا لن يؤدى سوى إلى مزيد من المذابح وانتشار للفوضى ، تضع الجانب الامريكى فى نفس موقف المجتمع الدولى المتخاذل ازاء مذابح البوسنة ". وسلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية الضوء على مذبحة الحولة فى سوريا الاسبوع الماضى التى راح ضحيتها نحو 108 مواطن معظمهم من الاطفال والنشاء ، مشيرة إلى أن هذه المذبحة الوحشية وضعت الرئيس الامريكى فى موقف حرج وسط دعوات التدخل العسكرى فى سوريا، حيث أن اوباما قام بسحب القوات الامريكية من العراق فى مطلع العام الجارى وبصدد سحب القوات الامريكية من افغانستان فى عام 2014 ، لافتة إلى ان اوباما يحاول الابتعاد قدر الامكان عن خوض المزيد من الحروب، وخاصة وسط معارضة قوتين عظميتين مثل روسيا والصين لخطوة التدخل العسكرى فى سوريا . ونقلت الصحيفة عن السفير الامريكى السابق لدى سوريا ادوارد ديجيرجان تحذيره من ان الوضع فى سوريا قد يأخذ منحنى خطيرا قد تصل فظاعته إلى مجزرة (سربرنيتسا) التى شهدتها البوسنة والهرسك فى عام 1995 على أيدي القوات الصربية حيث راح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة والتى تعتبر من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وتابع قائلا " أن هذه المجزرة التى شهدتها البوسنة اجبرت المجتمع الدولى للتدخل العسكري، مشددا على ضرورة التحرك الفورى لانقاذ المدنيين السوريين قبل وقوع مثل هذه المذابح فى سوريا. ورأت الصحيفة الامريكية أن المجتمع الدولى على الرغم من مذبحة الحولة البشعة لا يزال يعتقد ان الوقت ليس مناسبا للتدخل العسكري فى وسوريا ، حيث أكتفت واشنطن وعدد من الدول الغربية بطرد السفراء السوريين من البلاد، فضلا عن فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على المسئوليين السوريين . وتابعت صحيفة (نيويورك تايمز) لافتة إلى ان الادارة الامريكية لا تحبذ خطوة التدخل العسكرى فى سوريا فى الوقت الراهن ، حيث اكتفت بالدعوة إلى ضروروة تسليح المعارضة السورية او بذل المزيد من الجهود للتعاون مع الدول الاخرى لحل الازمة السورية ، وذلك - وفقا لما اكده مستشاريين امريكيين - لتفادى انتشار اعمال العنف من سوريا إلى الدول المجاورة لها مثل لبنان والاردن وتركيا ، مما قد يؤثر على استقرار منطقة الشرق الاوسط باكمله . واختتمت الصحيفة الامريكية لافتة إلى ان جميع الخطط التى درست وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تنفيذها فى سوريا ، كانت بها تداعيات خطيرة على النقيض من ليبيا ، مشيرة إلى عدم وجود مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية مثلما كان الوضع فى سوريا اضافة إلى ارتفاع قدرة القوات السورية المدعومة بالاسلحة والانظمة الروسية المتطورة المضادة للطائرات ، مما ينعكس بالسلب على إجراء فرض هجمات جوية على مناطق بعينها يسيطر عليها الجيش النظامى السورى لتتقدم بها قوات المعارضة السورية لتسيطر عليها، وذلك فضلا عن انعدام دعم الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية لخطوة التدخل العسكرى حتى الان حيث رأت (نيويورك تايمز) أن الحل الوحيد لحل الازمة فى سوريا هو قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضغط على حليفه الوثيق الاسد للتنحى عن السلطة .