قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الخميس، إن بلاده تعمل مع روسيا لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة. وأشار إلى أن البلدين متفقان على الحاجة إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة. جاء هذا خلال مؤتمر صحفي مشترك للجبير ونظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو مساء اليوم، على هامش الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا. وقال الجبير: "نعمل مع روسيا عن قرب لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة وتوسيع نطاقها لتستطيع الدخول في العملية السياسية في جنيف". بدوره، قال لافروف إن "روسيا تدعم جهود السعودية ودورها المتواصل لتوحيد المعارضة السورية لاتخاذ موقف بناء للحوار بينها وبين الحكومة السورية (حكومة النظام) تنفيذا للقرار الأممي 2254". وينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الصادر في ديسمبر / كانون الأول 2015، على تأسيس هيئة حكم انتقالي بعد محادثات بين النظام والمعارضة خلال ستة أشهر، تقوم بكتابة دستور جديد في 12 شهرا، ثم إجراء انتخابات. وبين أنه "مع استمرار المساعي لحل الأزمات تجلت ضرورة التفاهم المشترك لمكافحة الإرهاب، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تطلق روسياوالرياض المبادرات في إطار الأممالمتحدة والجهود الدولية". وقال إن المباحثات بين الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناولت الأزمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن والخليج العربي والقضية الفلسطينية. وبين لافروف أن "الزعيمين شددا على ضرورة الحوار بين الأطراف المتنازعة لحل الأزمات وإيجاد الحلول المناسبة السلمية والسياسية على أساس احترام القوانين الأممية والدولية". وأردف: "وهذا ما رأيناه من تقدير الملك سلمان للجهود المبذولة لحل الأزمة السورية في أستانة". ووصل الملك سلمان إلى موسكو أمس في زيارة تستمر 4 أيام هي الأولى لملك سعودي إلى روسيا. وتتباين رؤية موسكووالرياض حول الأزمة السورية، إذ تدعم روسيا النظام، وتدعم السعودية المعارضة. ورغم مساحات التباين، فثمة مساحات اتفاق، حيث دعمت السعودية روسيا لإرساء مناطق خفض التصعيد وفق آلية أستانة، فيما دعمت روسيا جهود الرياض لتوحيد المعارضة السورية تمهيدا للتوصل إلى حل نهائي. ويؤيد البلدان وحدة الأراضي السورية، وتحقيق السلام على أساس مقررات مؤتمر "جنيف 1"، والحل السياسي للأزمة، وحق الشعب السوري في تحديد مصيره، ويختلفان على آليات تحقيق هذه الأهداف، ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.