فجر سقوط كل من د. محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية مرشح الوطني أمام المرشح المستقل علي سيف في دائرة المنتزه ، وكذلك سقوط السيد راشد رئيس الاتحاد العام لنقابات مصر ومرشح الوطني أمام محمود الشاهد في دائرة سيدي جابر العديد من التساؤلات. وتساءل عدد من قادة الصف الثاني بالحزب الوطني في الإسكندرية عن الأسباب التي دفعت الحزب لترشيح هذين الرمزين ، وعما إذا كان الحزب يريد إسقاطهما في إطار تصفية حسابات بين الأجنحة المتصارعة داخل الحزب أم أنها أسلوب جديد لحرق الوجوه القديمة والتخلص منها؟ . واعتبر هؤلاء القادة أنه كان من الأفضل عدم ترشيح الرموز التي سقطت ، لأن سقوطها سقوظ للحزب ويهز الثقة في قوته. في المقابل ، أكد أنصار محمد عبد اللاه أن ترشيحه لم يكن محاولة لإحراقه أو التخلص منه بدليل أن جمال مبارك شخصياً كان يدعمه ويطالب قيادات الحزب في الإسكندرية دوماً بدعمه انتخابياً إلا أن حقيقة الأمر أن عددا من الوزراء وكبار المسئولين بمؤسسة الرئاسة كانوا يدعمون المرشح المستقل علي سيف ، بل وطلبوا من كبار المسئولين بالإسكندرية دعمه أيضاً علي خلاف ما كان يطلبه جمال مبارك. وكشف أنصار عبد اللاه عن الصلة الوثيقة التي تجمع بين د. محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان والمرافق وبين المهندس علي سيف صاحب شركة سيف للإنشاءات ، كما كشفوا أيضاً عن الصداقة التي تربط بين علي سيف والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية مؤكدين أن علي سيف كان أحد المقاولين الذين أسند إليهم أعمال تطوير بعض القصور الرئاسية. ورفض أنصار عبد اللاه كشف مغزى وأسرار صداقة علي سيف بوزير الإسكان أو برئيس ديوان رئيس الجمهورية. وأكدوا أن زيارة كمال الشاذلي الأخيرة للإٍسكندرية كانت بتكليف من مؤسسة الرئاسة بعدما أشتكى محمد عبد اللاه من عدم دعمه من قبل المسئولين بالإٍسكندرية ، إلا أن الشاذلي خصص معظم حديثه مع المسئولين التنفيذيين بالإسكندرية عن ضرورة دعم رجل الأعمال عبد المنعم راغب ضيف الله في دائرة العامرية وكذلك أحمد عبد الفتاح مرزوق في دائرة غربال صاحب شركة لتوريد البسكويت لمدارس وزارة التربية والتعليم ، الأمر الذي أثار استغراب الحضور . من جانبهم ، أكد أنصار السيد راشد أن النية كانت مبيتة من أجنحة كثيرة في الحزب الوطني للإطاحة به ، وقد اتضحت هذه النية عندما دفعوا بأحد الأشخاص بالطعن علي صفة السيد راشد العمالية ، رغم صدور حكم القضاء بتعديل الصفة ثم الحكم الثاني بوقف الانتخابات. ولم يستبعد أنصار راشد أن يكون طارق طلعت مصطفي والذي فاز بنفس الدائرة بمقعد الفئات قد شارك في مؤامرة إسقاط السيد راشد سواء في الجولة الأولي أو جولة الإعادة. وكشف أنصار راشد عن قيام طارق طلعت مصطفي بقيد حوالي ألفي صوت قيداً جماعياً من عمال شركاته من محافظات مختلفة إلا أن أي منهم لم يصوت للسيد راشد لا في الجولة الأولي ولا في جولة الإعادة. وكانت المفاجأة ، كما يقول أنصار السيد راشد ، إن رجال طارق طلعت مصطفي في جولة الإعادة صوتوا لصالح المرشح المستقل محمود الشاهد . في المقابل ، أكد مراقبون للوضع بالإسكندرية أن سقوط راشد وعبد اللاه لم يكن مفاجأة لأي محلل أو مراقب للأحداث لأن كلاهما لم يخض مرة واحده في حياته انتخابات حقيقية حيث كان الحزب ورجال الأمن يتولون دوما مهمة إنجاحهم بأي وسيلة ، والمشكلة أنهما صدقا أنفسهما بأن لهما شعبية وقوة في الشارع ، وفي المرة الوحيدة التي خاض فيه انتخابات عجز فيها الحزب والأمن أن يمارس دوره القديم ، لذا كان السقوط عن جدارة واستحقاق.