بدا من الواضح أن هنا تغييرًا في الإستراتيجية التي تنتهتجها ألمانيا تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، بدليل تصريحات المستشارة أنجيلا ميركل الأخيرة ردًا على انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها بقولها: "نحن لسنا أصدقاء"، بحسب وكالة رويترز. وتابعت الوكالة في تقرير لها، أن "ترامب" كان قد سبق ووصف سياسات "ميركل" بالغير معقولة والغير منطقية، وهو ما تبعه رد حاسم من الأخيرة بأن العلاقة التي تجمع برلينوواشنطن هي علاقة شراكة فقط، مسقطةً كلمة صداقة من قاموسها بعد أن سبق ووصفت علاقتها بأمريكا عام 2013 بالصداقة، بل أن أمريكا كانت حجر الأساس في علاقات ألمانيا الخارجية. وأشار التقرير، إلى أن البرنامج الانتخابي الجديد الذي أعدته المستشارة يفتقد بوضوح مصطلح "صداقة" وأصدقاء، معلنًا بداية مرحلة جديدة، وعلى الرغم من ذلك تظل أمريكا محتفظة بموقفها تجاه ألمانيا بعيدًا عن الأشخاص، مؤكدةً أن برلين تمثل أقوى شركائها في أوروبا. وترى الوكالة، أن تغيير المصطلحات المستخدمة حاليًا، هو إشارة جديدة لمدى تراجع العلاقات بين واشنطن تحت إدارة "ترامب" وبرلين، منذ تنصيب الأول رئيسًا لأمريكا في يناير الماضي. يذكر أن "ترامب" ذكر خلال حملته أن "ميركل" تفسد ألمانيا بفضل سياساتها تجاه التهجير واصفًا تلك السياسات ب"المجنونة"، مكررًا أكثر من مرة انتقاداته لبرلين وشركاء أوروبيين آخرين بوصفهم يدينون لحلف شمال الأطلنطي بمبالغ مالية ضخمة. وبحسب استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث الأسبوع الماضي، فإن نسبة الألمانيين الذين يحملون مشاعر طيبة للولايات المتحدةالأمريكية قد تراجعت من 57% إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلى 35% خلال إدارة "ترامب". واعتبر التقرير، أن فرنسا قد تمثل بديلًا للولايات المتحدةالأمريكية، مشيرًا إلى الرابط الخاص الي يجمع بين برلين وباريس، بصفتهم محركي أوروبا، متعهدين بتجديد اصداقة بين الدولتين. واستشهد التقرير بحكومة ألمانيا قولها: "نحن مستعدون، سويًا مع الحكومة الفرنسية الجديدة، لتطوير المنطقة الأوروبية خطوة بخطوة"، طارحة خلق صندوق نقدي خاص بها، كمثال لتطوير العلاقات.