قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن مسارعة بعض أعضاء الجالية المسلمة لاتهام حكومة تيريزا ماي بالتأخر في الاستجابة لحادث الدهس, الذي استهدف مصلين قرب مسجد بشمال بلندن, لها ما يبررها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 يونيو, أن تعليقات بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إن الاستجابة الرسمية كانت أقل تجاه حادث المسجد عنها في الهجمات الإرهابية السابقة، فيما ردت الشرطة البريطانية بأنها وصلت إلى مكان الهجوم, وأعلنت أنه هجوم إرهابي خلال دقائق معدودة. وتابعت الصحيفة " مشاعر عدم الثقة تعود إلى الإساءات اليومية التي يتعرض لها كثير من المسلمين في بيئة يسودها الخوف المتصاعد من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والعنف اللفظي على الإنترنت ورفض توظيفهم وإسكانهم, وتحريض اليمين المتطرف ضدهم باستمرار". واستطردت " رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يبدو أنها أدركت أخيرا أنها لم تكن محقة عندما هاجمت ما سمته التسامح مع الإسلام المتشدد عقب هجوم جسر لندن, ما أعطى الذريعة لليمين المتطرف لتصعيد تهديداته ضد المسلمين". وأشارت الصحيفة إلى أن ماي اعترفت بأن "الإسلاموفوبيا" هي أيضا واحدة من أسباب التطرف, وتسعى لبث الفرقة وتقسيم المجتمع البريطاني, وهو أمر قوبل بارتياح في أوساط الجالية المسلمة, لأنه أكد للجميع أن التطرف يوجد أيضا بين الغربيين أنفسهم, وليس مقتصرا على دين بعينه. وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, قالت أيضا إن حادث الدهس, الذي استهدف مصلين قرب مسجد بشمال بلندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين, سلط الضوء على تصاعد ظاهرة التطرف بين الغربيين أنفسهم. وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 20 يونيو, أن وسائل الإعلام الغربية تركز بشكل كبير على "التطرف الإسلامي", فيما يتزايد أيضا بشكل خطير عدد المتطرفين اليمينيين. وتابعت " عدد المتطرفين اليمينيين البيض في بريطانيا زاد بنسبة 30% خلال عام واحد، كما أن عدد البيض المتطرفين الذين اعتقلوا للاشتباه في ارتكابهم أعمالا إرهابية قفز عام 2016 إلى 91 من جملة 260 معتقلا بالشبهة نفسها, بزيادة نسبتها 20% عن عام 2015". وأشارت الصحيفة إلى أن البيض المشتبهين بالإرهاب يشكلون أيضا نسبة 35% من جملة المشتبهين العام الماضي, مقارنة بنسبة 25% عام 2015. واستطردت " الإحصائيات السابقة يؤكد تصاعد عدد الإرهابيين البيض بشكل كارثي يهدد سلامة واستقرار المجتمعات الغربية". وكانت الشرطة البريطانية قالت إن حادث الدهس الذي استهدف في 19 يونيو مصلين قرب مسجد بشمال بلندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، يحمل كل سمات العمل الإرهابي، وأكدت أن كل الضحايا من المسلمين. وحسب "رويترز", قال منسق شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا نيل باسو في مؤتمر صحفي إنه "جرى نشر مزيد من القوات في لندن، وحث المواطنين على الهدوء". وقد بدأت شرطة مكافحة الإرهاب التحقيق في حادث الدهس، وقال متحدث باسم الشرطة إنه جرى اعتقال مرتكب الهجوم, وأضاف أن سائق السيارة (48 عاما) التي تسببت في الحادث أمسك به المصلون إلى أن اعتقلته الشرطة. وأفاد شهود عيان بأن سيارة "فان" خرجت عن الطريق واندفعت في اتجاه مصلين كانوا يغادرون مسجد في منطقة فينسبرى بارك بعد وقت قصير من منتصف الليل، وفقا لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وقال منفذ الهجوم عقب دهس المصلين الخارجين من المسجد :"قمت بواجبي". ومن جانبها, قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الشرطة تتعامل مع الواقعة كهجوم إرهابي محتمل, ووصفت الحادث ب"المروع". وبدوره, قال زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين في بيان نشر على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "لقد صدمت تماما من الحادث الذي وقع في فينسبري بارك، وكنت على اتصال مع المساجد والشرطة ومجلس إسلينغتون بشأن الحادث، وأفكاري معهم ومع المجتمع المتضرر من هذا الحدث الفظيع". أما مجلس مسلمي بريطانيا, فقال إن واقعة المسجد مظهر عنيف لظاهرة الخوف من الإسلام "الإسلاموفوبيا"، وأكد أن عملية الدهس كانت متعمدة، ودعا السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن خارج المساجد. وشهدت بريطانيا عددا من الهجمات التي وصفت بالإرهابية كان آخرها عملية دهس بشاحنة اندفعت نحو مشاة على جسر لندن أعقبها طعن لعدد من المارة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وقبل ذلك بفترة وجيزة وقع هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 22 شخصا في حفل غنائي بمانشستر