على الرغم من إعلان دول جوار ليبيا بما فيها مصر، عقب اجتماع عُقد في العاصمة الجزائر الثلاثاء الماضي، تحت عنوان "تسوية شاملة من أجل ليبيا"، رفضها لأي تدخل أو خيار عسكري في ليبيا, والتشديد على ضرورة التوصل لحل سياسي للنزاع, والامتناع عن استعمال العنف أو أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد يحول دون مواصلة مسار التسوية السياسية هناك، ويؤثر مباشرة على استمرار معاناة الشعب الليبي, إلا أن مصر لم تعلن بعد وقف الغارات الجوية على ليبيا. وقال خبراء عسكريون، إن الضربات التي ينفذها سلاح الجو المصري لن تتوقف حتى تردع "التنظيمات الإرهابية" في المناطق الليبية والقوى الداعمة لها, مشددين على أن ذلك حق أصيل للدولة المصرية ضد كل من تسول له نفسه المساس بقدسية الوطن وسلامة أراضيه. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء جمال مظلوم, إن "مصر ستوقف ضرباتها الجوية على المناطق الليبية حال التأكد من ردع المسلحين هناك", مشيرًا إلى أن "دول الجوار غير متأثرة من إرهاب ليبيا بقدر الدولة المصرية، وعلى هذه الدول أن تتفهم الخطر الحقيقي الذي يهدد الحدود المصرية جيدًا". وأضاف ل"المصريون": "مصر عانت كثيرًا من الإرهاب منذ الثورة الليبية، وحان الوقت لاقتصاصه من جذوره", موضحًا أن "الغارات الجوية على ليبيا ستمنع تكرار مثل تلك العمليات". وأكد الخبير الأمن, أن الضربات المصرية حققت نجاحًا كبيرًا، وأصابت تنظيم "داعش" الإرهابي في معقله, موضحًا أن القوات المسلحة لم تتردد في حماية حدودها وشعبها من الخطر الذي يهددهما. من جانبه، أكد اللواء على عبد الرحمن, الخبير العسكري, أن "الضربات المصرية للمناطق الليبية التي تحوي إرهابًا تأتى في إطار دفاع مصر عن نفسها", مشيرًا إلى أن "مصر لم تتدخل في ليبيا إلا بعد تأكدها من ضلوع عناصر من الجماعات المتطرفة هناك في عمليات مسلحة نفذت على الأراضي المصرية". وشدد عبد الرحمن على ضرورة دعم دول الجوار وكل دول العالم لمصر في عملياتها ضد العناصر المسلحة، التي تشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة، مؤكدًا أن الإرهاب أصبح يطرق كل أبواب الدول العربية وبات يهدد البيت العربي من الداخل. يذكر أن سلاح الجو المصري، شن غاراته على ما يسمي ب"مجلس شورى مجاهدي درنة" في مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا بالتنسيق الكامل مع سلاح الجو الليبي, ردًا على الهجوم الدموي الذي استهدف أقباط المنيا قبل أسبوعين، لتتوسع فيما بعد الغارات لتشمل منطقة الجفرة التي كانت تسيطر عليها "القوة الثالثة" الموالية لحكومة الوفاق، والمتحالفة مع متطرفي ما يسمى ب"سرايا الدفاع عن بنغازي". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي, قد أكد أن عناصر متطرفة تابعة ل"داعش" ليبيا اخترقت الحدود المصرية الغربية ونفذت هذا العمل الإرهابي, الذي راح ضحيته عشرات الجرحى والقتلى.