نفى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية، أن يكون هناك عداء من أى فصيل سياسى أو تيار بعينه ضد المشروع الإسلامى، حتى الليبراليين تجدهم يصلون ويصومون، مشيراً إلى أنّ الزعيمين الوطنيين أحمد عرابى وسعد زغلول من أبناء المشروع الإسلامى. وأضاف خلال مؤتمر حاشد عقدته "الدعوة السلفية" وحزب "النور" بميدان محطة مصر بالإسكندرية مساء السبت، والذى امتد حتى الساعات الأولى من صباح الأحد أن الإسلام يتضمن كل مبادئ الحرية والرحمة، التى تنادى بها الأفكار الأخرى، مشيراً إلى أن أصحاب المشروع الإسلامى لن يطلبوا أكثر مما طلبه النبى صلى الله عليه وسلم وهو أن يخلوا بينهم وبين الناس. وأعرب أبو الفتوح عن تقديره الكبير لعلماء الأزهر ولشيخه، مشدداً على أن مرجعيتنا ستكون للأزهر عندما ترد له عافيته وأوقافه، ويصبح مستقلاً عن الدولة ويخضع لموارد مالية بعيدا عن التحكم من أى طرف، وأن تكون له هيئة علمية من كبار العلماء. واتهم أبو الفتوح الإعلام بأنه يمارس قصفاً على المشروع الإسلامى الذى أجمع عليه الشعب المصرى، متسائلاً عن سر التخوف من هذا المشروع وشن حملات ضده، بالرغم من أنه الأقدر على توفير المقومات الأساسية للشعب المصرى دون أى تمييز. واعتبر أن عمرو موسى المرشح الرئاسى ليس أكثر من ممثل دبلوماسى فى حين أن الدولة تحتاج رجل دولة يدير مصر، مشيراً إلى أن مصر لن يحكمها فرعون مرة ثانية، وإنما سيحكمها موظف عام وخادم لها. وتعجب أبو الفتوح من استطلاعات الرأى التى أتت بالفريق أحمد شفيق الخامس ثم الأول، متسائلاً عن مغزى هذه الفكرة وهل تعد تمهيدا للتزوير كما يتخوف البعض؟ وأكد أن الشعب المصرى قدّم شهداءه ليأتى بنظام جديد نحلم به وليس لاستعادة النظام السابق. واستدرك قائلا: لن نسمح لأحد أن يجرح الشرف العسكرى، مشيراً إلى أن الجيش سيحمى الانتخابات من أى عبث وسيحافظ عليها كما حمى الانتخابات البرلمانية. ولفت أبو الفتوح إلى أن السياسة الخارجية لمشروعه تسعى للتواصل مع الجميع بضوابط، مشيراً إلى أن المعاملة ستكون بالمثل ولن نبيع وطننا أو أن نقبل بضغوط من أمريكا أو إسرائيل. وشدد على أن معاهدة السلام ستتم مراجعتها لأنها حرمتنا من تنمية سيناء وانتقصت كثيراً من كرامة المصريين. من جهته، أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، أن تأييد أبو الفتوح رئيسا جاء بناء على دراسة وتصويت حر مباشر نزيه، فى كلٍّ من حزب النور، والهيئة العليا، ومجلس الشورى العام للدعوة، مشيراً إلى أن نسبة التأييد تجوزت ال 80% بعد أن استمعوا إلى المرشحين وبرامجهم. وأكد برهامى أن الشيخ محمد إسماعيل المقدم أعلن التزامه بقرار الدعوة، وإن خالف ما يراه شخصيًا، مشيراً إلى أن القرار جاء بعد أن أكد أبو الفتوح أن قضية الشريعة مسئولية يتحملها الجميع. وجدد القطب السلفى تأكيده على أن أبو الفتوح صاحب مشروع إسلامى وأنه ابن الحركة الإسلامية منذ نشأته ولم يفارقه وإن كان وصف البعض بأنه ليبرالى جاء بالمفهوم الغربى فنحن نبرئه من ذلك، مضيفاً "سوف أعزيه عند فوزه بالرئاسه قبل أن أهنئه بها لأنها مسئولية كالجبال ولا يمكن لفصيل إسلامى أو حزب أن يحملها منفرداً بل الجميع سواء أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، حتى غير المسلمين". فيما اعتبر الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، أن دعمنا لأبو الفتوح أكبر مكسب جنته الدعوة، مستنكراً تشكيك البعض حول كون أبو الفتوح إسلاميًا. وأكد أنه فى حال عدم وصول أبو الفتوح لمنصب الرئاسة سنقول له "عافاك الله"، مشيراً إلى أن الدعوة ستتعاون مع كل ما ترى فيه مصلحة لدين الله والأمة المصرية.