سأتوقف مؤقتًا عن سلسلة مقالاتي الخاصة ب"نقد الإخوان".. آملاً أن تكون الرسالة قد وصلت إلى مَن "نعنيهم".. ولْيعلموا أننا نملك ألسنة أطول من طريق "القاهرةالإسكندرية" الصحراوي.. وإن عادوا عُدنا. لم تكن معركتي يومًا ضد "رُفقاء" النضال الوطني".. ولا مع د. محمد مرسي.. فهو "بلدياتي" .. لا يفصل بيت والدي رحمه الله عن شقته بمدينة الزقازيق غير مسافة عشر دقائق تُقطع ب"توكتوك" على "قد حاله".. غير أن "الأغبياء" هم الذين حمَلوني حملاً على الدخول في صدام لم أكن أتمناه يومًا. خلال أيام قليلة.. سيُدلي المصريون بأصواتهم لاختيار رئيس الجمهورية.. واللافت أن "وصيف" مبارك الفريق أحمد شفيق يتحدث بصلف وبغطرسة مثيرة للدهشة، ولا يُخفي "هويته" باعتباره "فلولاً".. إذ يتكلم عن "جنات" مبارك الموعودة والتي سيعيدها سِيرتها الأولى.. ويهدد كل مَن سيعترض عليه حال فوزه بتصفيته رسميًا بالسلاح المِيري.. وهو تهديد لم يجرؤ عليه مبارك ذاته أيام جبروته، وهو في حماية أجهزته الأمنية القمعية والدموية.. بل إن ثمة تطابُقًا لا يحل للمراقب أن يُعرِض عنه حال استدعى المشهدين معًا: الأول هو تزامن الانفلات الأمني والفوضى في البلاد وانتشار عمليات السطو المسلح والبلطجة في البلاد مع تولي أحمد شفيق رئاسة الوزراء في 29 يناير 2010.. والثاني تزامن عمليات فوضى وبلطجة وحرائق وسطو على البنوك واسعة النطاق مشابهة للأولى مع دخول شفيق السباق الرئاسي في صيف 2012.. وما أعقبه من تصريحات صدرت من الأخير بقدرته على "لَم البلطجية" في 24 ساعة.. وأنه بيده أن يُخرج "الفلوس" من "تحت البلاطة".. وهي كلها مفردات مبعثَرة.. غير أن تجميعها قد يعيد رسم الصورة على حقيقتها.. ولتضع "شفيق" في بؤرة الاتهام بتورُّطه في سيناريوهات هندسة البيئة الأمنية على النحو الذي يصوغ رأيًا عامًا حالمًا ب"رامبو" القادم من داخل نظام مبارك؛ باعتباره "المنقذ" من الفوضى و"شجّيع السيما" القادر على مواجهة "الظلاميين" الذين استولوا على البرلمان. يعتبر شفيق مشروعًا "دمويًا" وفوزه في الانتخابات الرئاسية سيكون مقدمة لحرب أهلية متوقعة، قد تتورط فيها القوة الصلبة في البلاد.. شفيق ذاته يعرف ذلك جيدًا.. حين أشار إلى دور الجيش في حمايته من أية ثورات حتمية ضده حال وصل إلى السلطة.. ولا يُخفي نيته في استباحة دماء المصريين إذا اعترضوا على وجوده على رأس مصر بعد الثورة!، أنا على يقين بأن شفيق لن يفوز في الانتخابات.. والأكاذيب التي تدَّعي بأنه "مكتسح" شغل صبياني يراهن على "دروشة" مفترَضة في الرأي العام، قياسًا إلى عصر مبارك. فوز شفيق سيكون إهانة كبيرة ليس فقط لدم الشهداء الذين سقطوا برَصاص أمن شفيق ذاته، حين كان رئيسًا للوزراء بالرصاص الحي وتحت أقدام الخيل والجِمال في ميدان التحرير. وإنما إهانة للشعب المصري الذي طرد شفيق وسيده من قصور الرئاسة. فإذا عاد عبر صنادق الاقتراع وهو مستبعد ومستحيل فإنه لن يمر إلا على جثث ملايين يتوثبون لتلك اللحظة.. اشترَوْا أكفانهم وودعوا أهلهم.. ولا يفصلهم عن الميدان إلا دقائق ما بعد إعلان النتائج. [email protected]