توقف ميدان التحرير لأول مرة منذ شهور، عن استقبال المتظاهرين، بعد أن أعلنت كل القوى السياسية والثورية عن عدم مشاركتها بأى فعاليات طوال الأيام القادمة، مكتفين بالحشد للعزل الشعبى ضد مرشحى الفلول، خاصة أن الفترة المتبقية على انتخابات الرئاسة باتت قليلة، ولا تتحمل مزيدًا من إضاعة الوقت وتشتيت الجهود. ودعت حركة شباب 6 إبريل، إلى إقامة سلاسل بشرية اليوم وغدًا، ضد ترشيح الفلول فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدين تدشينهم حملة لا لفلول مبارك للرئاسة. وقال محمود عفيفى عضو المكتب التنفيذى للحركة، إن نشاطهم طوال الأيام القادمة لن يعتمد على النزول للميدان، وإنما سيتحول إلى جهد من نوع خاص وهو تكثيف الحملات المناهضة لفلول النظام. من جهتها، كثف اتحاد شباب الثورة من نشاطه بصورة ملحوظة لتكريس فكرة العزل الشعبى. وقال محمد السعيد، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد إن المرحلة التالية لا تستدعى النزول لميدان التحرير والتظاهر، وإنما تحتاج إلى حشد الجهود لنشر ثقافة "لا للفلول". وأضاف "لن نسمح بإقامة نظام مبارك من جديد، من خلال استنساخ أحمد شفيق الذى قامت الثورة من أجل التخلص منه ومن نظامه، موضحًا أن أعضاء الاتحاد بالمحافظات والمكاتب التنفيذية تقوم بحملة موسعة لتوعية الناخبين من الفلاحين والأميين . وأكد مشاركتهم مع الحركة الشعبية لمراقبة الانتخابات لمنع أى تجاوز أو تزوير لإرادة الشعب. فيما سخّرت حكومة ظل الثورة كل إمكانياتها للوقوف ضد الفلول وتطبيق العزل الشعبى على عمرو موسى وأحمد شفيق. وأكد على عبد العزير رئيس حكومة ظل الثورة، أن جهودهم الحالية لن تكون فى التواجد بميدان التحرير أو غيره من الميادين، قائلاً "إن ميدان التحرير فقد بريقه ولم يعد ذو معنى أو قيمة، لذلك سنكثف من نشاطتنا ونعمل على توجيه الرأى العام وتوعيته لاختيار مرشحى الثورة". فى الوقت ذاته، تواجد بعض الأشخاص فى الميدان لتنبيه المواطنين بعدم انتخاب فلول النظام السابق، فى الوقت الذى دعت فيه بعض الحركات السياسية إلى جمعة مليونية "العزل الشعبى"، مثل حركة "أمسك فلول"، والتى اقتصرت المشاركة فيها على تمزيق بوسترات وبانرات مرشحى الرئاسة المحسوبين على النظام السابق، وهم عمرو موسى، والفريق أحمد شفيق، والفريق حسام خير الله، ومحمود حسام، بالإضافة إلى الدعوة للخروج فى مسيرات فى جميع أنحاء الجمهورية، على أن يتم توزيع منشورات "أمسك فلول"، والتى توضح فساد الفلول وعلاقتهم بالنظام السابق. بينما قام عدد من رسامى الجرافيتى برسم العديد من الرسوم الساخرة، على حوائط الجامعة الأمريكية وجميع الحوائط بشارع محمد محمود، تطالب بعدم إجراء انتخابات الرئاسة فى ظل حكم المجلس العسكرى. وقال أحمد المصرى أحد الرسامين ل"المصريون" بدأنا قبل 25 يناير بالدعوة للنزول إلى التحرير من خلال الرسوم، ونستمر الآن لتحقيق بقية مطالب الثورة، مشيرًا إلى أن هذه الرسومات التى نقوم برسمها الآن توضح التزوير، الذى سيجرى فى انتخابات الرئاسة، وأن الرئيس القادم لمصر سيأتى على تفصيل المجلس العسكرى. وعلى جانب سور ميدان التحرير، أقيمت منصة صغيرة لمجموعة من الثوار أطلق عليها "الثوار المستقلين المعتصمين فى ميدان التحرير" مطالبين المجلس العسكرى من أعلى المنصة بالموافقة الفورية على مبادرة الشباب لعدم التشكيك أو التزوير فى انتخابات الرئاسة القادمة من خلال مساندة اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية فى جميع أنحاء الجمهورية. ورفع الثوار لافتة كبيرة بجانب المنصة مكتوب عليها "مطالبنا من الرئيس القادم" تضمنت تحقيق مطالب الثورة والإفراج الفورى عن جميع المعتقلين السياسيين والثوريين من بداية أحداث يناير وحتى هذه اللحظة، وأيضا الإفراج الفورى عن جميع الشرفاء من ضباط الجيش الشرفاء، خاصة ضباط 8إبريل.