تتجه الأوضاع داخل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى الانفجار بعد السقوط المدوي لرئيس الاتحاد السيد راشد في انتخابات مجلس الشعب بدائرة سيدي جابر وفشله في تحقيق أقل قليلا من 3 آلاف صوت رغم أنه ملأ الدنيا ضجيجا بقدرته على حشد 17 مليون عامل لدعم الحملة الانتخابية للرئيس مبارك. ويشهد الاتحاد حاليا صراعا شديدا على وراثة تركة راشد الذي يسيطر على الاتحاد منذ أكثر من 15 عاما واستغلال الهزيمة المذلة التي لاقاها للتخلص منه للأبد يتنافس عدد من الوجود العمالية على هذه التركة أبرزهم حسين مجاور أحد أبرز قادة الاتحاد ومحمد مرسي رئيس النقابة العامة للمرافق ووكيل مجلس الشورى وعائشة عبد الهادي مسئولة شئون التثقيف بالاتحاد بالإضافة إلى عبد الحميد عبد الجواد أحد أبرز القيادات العمالية والذي استطاع الحفاظ على مقعده البرلماني بدائرة بركة السبع بالمنوفية. ويعزز من أجواء الصراع أن راشد لا يحظى بأي شعبية داخل الاتحاد وأن الكثيرين يحملونه مسئولية الكوارث التي أصابت الحركة العمالية في السنوات الأخيرة نتيجة صمت راشد على ممارسات النظام "الظالمة" في حق العمال والقطاع العام وعدم اتخاذ أي موقف إيجابي تجاه موجات تشريد العمال المستمرة من 15 عاما. ويعتقد كثيرون أن الهزيمة التي لاقاها راشد في انتخابات مجلس الشعب تأكيد على أنه لم يعد يحظى بدعم النظام الذي استغل الانتخابات للتخلص منه بعد أن أصبح عبئا شديدا عليه. كما أن راشد دفع ثمن الصراع بين الحرس القديم وتيار لجنة السياسات وهو ما سيجعل الإطاحة به من منصبه أمرا متاحا في الفترة القليلة القادمة. وقد نقلت مصادر مقربة من اتحاد العمال أن الحملة الشديدة التي تشنها قوى وأحزاب المعارضة قد لعبت دورا مهما في الإطاحة براشد وساعدت على تنامي الغضب ضده داخل الاتحاد وفي أوساط العمال نتيجة لتركيزها على ممالأته للنظام متوقعة أن يحسم الصراع على خلافة راشد لصالح حسين مجاور خصوصا أنه يتمتع بدعم تيارات عالية النفوذ داخل الحزب الحاكم ولكن هذا لا ينفي وجود فرص لمحمد مرسي وكيل مجلس الشورى لخلافة راشد. إلى ذلك كشفت مصادر رفيعة المستوى داخل الحزب الوطني أن هناك اتجاها قويا لاختيار النائب حسين مجاور زعيم الأغلبية بمجلس الشعب وكيلا للبرلمان عن العمال خلفا ل راشد. فيما أعلن عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب الأسبق والذي نجح في جولة الإعادة من المرحلة الثانية بالدائرة العاشرة بنجع حمادي محافظة قنا أنه الأحق بوكالة المجلس باعتباره أقدم نائب ومنذ عام 1971 وقال لقد نجحت مستقلا بعد أن استبعدني الحزب من ترشيحاته ونجحت بتفوق على مرشح الحزب الوطني وقال لقد طلبت مني قيادات عليا رفيعة المستوى بالعودة إلى صفوف الحزب وأمام هذا الطلب لم أستطع الرفض. وأشار الغول إلى أنه أقدم النواب ومارس العمل السياسي والبرلماني وأنه جاء الوقت ليأخذ الفلاحين حقهم في وكالة المجلس بعد أن ظل هذا الموقع لسنوات طويلة في أيدي نائب عمالي وتساءل لماذا التمسك بمجاور وهو ليس رئيسا لاتحاد العمال وقال هذا ليس انتقاص من مجاور لكن لابد أن يأخذ النائب الذي يحمل صفة فلاح حقه على أكمل وجه. يأتي ذلك في الوقت الذي حسم الحزب الوطني موقفا نهائيا باختيار النائب مصطفى السلاب رئيسا للجنة الاقتصادية وعماد الجلدة للجنة الشباب ومحمد سيد أحمد للجنة الصناعة وعادل ناصر للجنة الإدارة المحلية وسيد عطية الفيومي للجنة الثقافة.