حذر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، من اندلاع حرب أهلية في البلاد، بعد تنفيذ طائرة تابعة لقوات خليفة حفتر، الأربعاء الماضي، غارات جوية على قاعدة "تمنهنت" الجوية جنوبي ليبيا. جاء ذلك في بيان أصدره المكتب الإعلامي ل"السراج"، عقب لقائه رئيس الوزراء الفرنسي، برنار كازنوف في تونس الجمعة. وقال السراج إن حادث قصف قاعدة "تمنهنت" تعتبر "تطورا خطيرا لا يساهم بأي حال في استقرار البلاد، وإنما تزيد من فرص اشتعال فتيل حرب أهلية يسعى المجلس الرئاسي وجميع الليبيين إلى تجنبها". وأكد على "ضرورة التزام جميع الأطراف بالحوار والابتعاد عن أي تصعيد". وشدد على أن "اهتمام فرنسا وأوروبا بصفة عامة لا يجب أن يقتصر على قضية الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر فقط، بل يجب أن تهتم أيضاً وبصيغ فعالة بمعاناة المواطنين الليبيين الذين هم من ضحايا هذه الهجرة". والخميس الماضي، قال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، في بيان، إن "الاعتداء على قاعدة تمنهنت الجوية (جنوب)، يسعى بوضوح لإجهاض كل الجهود المبذولة لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار في بلادنا". وحذر المجلس من استمرار "التصعيد غير المبرر، والعبث بأمن واستقرار الوطن الذي يفتح الباب أمام حرب أهلية". ودان المجلس بأشد العبارات "الهجوم المبيت والقصف العدائي الذي تعرضت له قاعدة تمنهنت الجوية واستهداف قوات تابعة لحكومة الوفاق وجدت في القاعدة لحماية السلم الأهلي". وشنت طائرة تابعة لقوات "برلمان طبرق" بقيادة خليفة حفتر، الأربعاء الماضي، غارات جوية على قاعدة "تمنهنت" الجوية جنوبي ليبيا، بحسب مصدر عسكري. وقال جمال التريكي آمر "القوة الثالثة" (تابعة لحكومة الوفاق) للأناضول إن "الأضرار كانت مادية فقط، دون تسجيل أي إصابات في صفوف القوات المتمركزة في القاعدة". ويأتي الهجوم بعد أيام من إعلان مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة لحكومة "الوفاق" في مدينة سبها (جنوب)، رفضها لكل المحاولات التي تسعى إلى "جر المنطقة الجنوبية للحرب الأهلية والنزاعات المسلحة. وتسعى قوات حفتر للسيطرة على "بوابة قويرة المال" المدخل الشمالي لسبها وقاعدة "تمنهنت" الجوية. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالقذافي؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً.
