رفضت معظم القوى السياسية تحميل المرشح الرئاسى المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل المسئولية الكاملة عن أحداث العباسية، مؤكدين أن المجلس العسكرى قد أخطأ من البداية فى معالجة الأزمة بعدم استجابته للمعتصمين وكذلك استخدامه للقوة المفرطة فى فض الاعتصام. واعتبر محمد عبد العزيز، منسق حركة "كفاية" أن المسئول الأول عن مجزرة العباسية هو المجلس العسكرى وهو المتورط الوحيد فى سفك دماء الأبرياء، مشيرًا إلى أن اتهام أبو إسماعيل بشكل كامل سيفجر أزمة حقيقية داخل الشعب المصرى، لافتًا إلى رفضه التام للتضحية ب "أبو إسماعيل" ككبش فداء لتحمل أخطاء المجلس العسكرى، خاصة بعد إثبات تحريضه ودعمه للثورة المضادة. ومن جانبه، رفض عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى "التحالف الشعبى الاشتراكى" تحميل الشيخ أبو إسماعيل كل المسئولية عن أحداث العباسية وما نتج عنها من أحداث فوضى وقتل وذبح، موضحًا أن أبو إسماعيل وغيره من القيادات الثورية التى لم تمنع مؤيديها من الاعتصام فى محيط وزارة الدفاع باعتبارها منطقة سيادية وخطيرة لايجوز الاعتصام أمامها تتحمل جزءًا من المسئولية، ولكن الجيش قد فشل فى معالجة الموقف بعدم تدخله من البداية وترك البلطجية يقهرون المعتصمين كما أنه فشل أيضًا عندما تدخل وقام بفض الاعتصام بقوة مفرطة. فيما أكد الدكتور يسرى العزباوى، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ضرورة الاعتراف بتورط عدد كبير من الحركات الثورية والأحزاب السياسية مع أبو إسماعيل فى تصاعد أحداث العباسية، إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان الذين فضلوا السفر إلى المملكة العربية السعودية لحل أزمة الجيزاوى على المشاركة فى إقناع المعتصمين بخطورة استمرار اعتصامهم أمام وزارة الدفاع، الأمر الذى تسبب فى سفك الكثير من دماء الأبرياء. وأوضح العزباوى أن أبو إسماعيل على الرغم من أنه تسبب فى جزء من الأحداث إلا أن جميع أصابع الاتهام ستشير إليه بقوة لمحاسبته وإلقاء المسئولية كاملة على عاتقه، خاصة بعد كثرة الحديث عن دوره الرئيسى فى تصعيد الأحداث والشحن المعنوى ضده، لافتًا إلى أنه لو لم يجد قانون يدينه ستتم إدانته سياسيًا لاعتبارات وطنية تؤكد تورطه سياسيًا. وبدوره نفى كريم حسين، القيادى بحركة "طلاب الشريعة" ما يتم تداوله من قبل وسائل الإعلام بتوجيه كل أصابع الاتهام إلى المرشح الرئاسى المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل وتحميله مسئولية مجزرة العباسية, التى وصفها بأنها إعلام موجه لتشويه صورة التيار الإسلامى كله فى شخص أبو إسماعيل, وأكد أن المرشح المستبعد لم يطلب منهم أبدًا الاعتصام فى محيط وزارة الدفاع، مؤكدًا أنهم لم يلتقوا أبو إسماعيل منذ اليوم الأول للاعتصام ولم يتلقوا منه أى اتصالات حتى الآن. وأكد حسين، أنهم قرروا الاعتصام عند وزارة الدفاع بعدما يأسوا من الاعتصام داخل ميدان التحرير دون الاستجابة إليهم وبعد أن أدركوا أن الاعتصام عند وزارة الدفاع سيكون بمثابة الاعتصام عند القصر الرئاسى أيام المخلوع وحينها تمت الاستجابة إلى مطالب الثوار. وتساءل لماذا كل هذا الإصرار على التأكيد أن أنصار أبو إسماعيل فقط هم من قاموا بالاعتصام والتعتيم الإعلامى على مشاركة الكثير من القوى الثورية والإسلامية الأخرى؟ على الرغم من أنه قد سقط بالفعل الكثير من داخل صفوف هذه القوى أثناء الاعتصام ومنهم شهيد حركة "6إبريل" وشهيد الجبهة السلفية مؤكدًا أن الهدف من وراء إثارة وتهييج الرأى العام ضد أبو إسماعيل وإلصاق تهمة إثارة الفوضى أصبح هدفًا واضحًا للجميع من قبل جهات معينة أبرزها المجلس العسكرى بغرض ذبح وحرق أبو إسماعيل واغتياله شعبيًا.