كشفت مصادر مقربة من جماعة "الإخوان المسلمين" عن تدخلات تمارسها "القيادات التاريخية" للجماعة، المعروفة باسم "الحرس القديم" لدى الحكومة التركية، وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم لمنع الشباب الذي يحمل الفكر الثوري من الدخول إلى أراضيها. يأتي ذلك في ظل الأزمة التي تضرب الجماعة اعتراضًا على طريقة إدارتها والتي وصلت إلى ذروتها خلال الشهور الأخيرة، وكان من أبرز تداعياتها منع "الجبهة التاريخية" التي يتزعمها الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، الإنفاق على شباب الإخوان المقيمين في السودان، المحسوبين على جبهة الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الراحل. وقال هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية ل "المصريون"، إن "القيادات التاريخية للجماعة هي من تتحكم في التأشيرات الممنوحة للشباب الذي ينتهج الفكر الثوري، ويريد السفر إلى تركيا أو السودان". وأضاف: "يحدث هذا في شكل تقديم تسهيلات أو منح تأشيرات ولابد أن تنال ضوء أخضر من قيادات الإخوان المتواجدين هناك". وأكد خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، أن "هناك تخوفات كبيرة من جانب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا من الأفكار المتطرفة والإرهابية، وبالتالي فهي حذرة في التعامل مع الجهة الشبابية التي يطغى عليها هذا التفكير". وأوضح الزعفراني، أن "تركيا تستشير قيادات الإخوان التابعين لجبهة محمود عزت في ذلك، لمنع دخول أي أفكار متطرفة لتركيا، لاسيما عقب الأحداث الدامية التي شهدتها اسطنبول في الآونة الأخيرة وأسفرت عن قتلى وجرحى بالعشرات في عدة مناطق متفرقة". وأشار الزعفراني إلى أن "السودان ينتهج هذا الأسلوب منذ فترة، فحكومة عمر البشير لا تريد شبابًا يحمل فكر ثوري وتحاول التضييق عليهم بشتى الطرق المتاحة، وهو ما ظهر في الآونة الأخيرة من خلافات بين القيادات القديمة والشابة". وتعد تركيا أكبر الدول التي رحبت بجماعة الإخوان عقب أحداث 3 يوليو، وفتحت لهم قنوات ينقلون عبرها وجهات نظرهم ويعارضون من خلالها النظام، وقد رحبت بالقيادات البارزة من جماعة الإخوان المسلمين بعدما طلبت منهم قطر. ومؤخرًا أثير أزمة جديد داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين بالسودان، بسبب طرد جناح "محمود عزت" 11 من شباب الجماعة في السودان من سكنهم، وتهديدهم بفضح سجلهم الأسود، ونشر فضائح اختلاساتهم المالية فى اسطنبول- بحسب الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل. ويعود صراع الإخوان في السودان لأواخر 2016 حينما جمدت جماعة الإخوان المسلمين عضوية أحمدى قاسم، عضو المكتب التنفيذى لرابطة جماعة الإخوان المصريين فى السودان، وعضو مجلس الشعب السابق عن الجماعة، من قبل جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان. وكشف عدد من شباب الجماعة أن أبناء الإخوان في السودان أنهم يعانون "الأمرين" هناك ويذلون وينكل بهم من قبل القيادات الإخوانية المتواجدة هناك بسبب الخلافات الفكرية بين أطراف الأزمة في مصر. وقالوا إن قيادات السودان طردت شباب الإخوان المصريين، وأصبحوا يعيرونهم بالأكل والشرب، وحجز جوازات سفرهم، عقابًا لهم على مخالفتهم جبهة محمود عزت. وكان السودان استقبل عددًا كبيرًا من الشباب الهارب من مصر قبل أكثر من عامين فارين من تهم وجهت إليها من قبل السلطات على إثر أحداث 30 يونيو. محمد جلال، القيادي ب "الجبهة السلفية"، قال إن "الشباب الإخواني الذي أضطر للهرب من مصر متوجها إلى السودان يعاني الأمرين هناك، من ذل واستعباد وتضييف في الرأي وتكميم للأفواه"، قائلا: "إن السودان صارت جحيم على الشباب هناك"، مضيفًا: "أنا أعرف أكتر من واحد رجعوا مصر قالوا نتمسك وسط أهلنا أحسن ما يتحكم فينا حد". كما تحدث عن الموضوع ذاته عز الدين دويدار، الناشط الإخواني، الذي حمل مسئولية ما يحدث للشباب فى السودان ل"الحلوجي"، قائد التنظيم في السودان، مشيرًا إلى أن القيادة الإخوانية هناك تعانى من الفساد وتقرب "المنافقين والمطبلاتية" لجبهة "عزت"، ومعاقبة أى معارض لهم، واستخدام الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع، مقابل التوسع على المؤيدين بالعطايا من أموال التنظيم.