عزز البيان الذي توجهت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" إلى القمة العربية عشية انعقادها في الأردن اليوم من عمق الأزمة التي تشهدها الجماعة منذ شهور، على خلفية التباين في الرؤى في التعامل مع تبعات الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وفي بيان أصدره مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن، الذي يترأسه إبراهيم منير، نائب مرشد الجماعة، طالبت الجماعة القمة العربية ب"العمل على الوحدة وتجاوز أسباب الخلاف والوقوف دقيقة حداد على ضحايا الأمة العربية". فيما تبرأت المكتب العام للجماعة – الذي لا يعترف به الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان – من البيان، وشن هجومًا على القادة العرب واتهمهم بمساندة من أسمتهم ب"القتلة". وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "هذا الموقف من جانب جماعة "الإخوان المسلمين ليس بجديد عليها، فعادة ما تصدر بيانات خلال انعقاد القمم العربية". وأضاف في إشارة إلى الجبهة الرافضة للبيان: "أما المجموعة الثورية، ففكرها غير محددة وغير واضح المعالم"، معتبرًا أن "هذه الخلافات باتت شيئًا طبيعيًا سنراه يتكرر في كثير من الأحداث والمستجدات السياسية". وقال إن "ذلك سيزيد من الفجوة القائمة بين طرفي الإخوان ويبشر بانقسام قريب في جبهة الثورين". ووافقه في الرأي إسلام الكتاتني، الباحث في الحركات الإسلامية، معتبرًا أن ذلك "يشير إلى خروج الانشقاق بين جبهتي الجماعة للعلن، مدللاً بإذاعة قناة "الحوار" الإخوانية للبيان الذي يدعو الحكام العرب بلغة هادئة ولم يخرج أحد من القيادات (حسين عبدالقادر- إبراهيم منير) ليعلقوا عليه بسبب التضارب في الرؤى. وأوضح الكتاني ل"المصريون"، أن "هذا الأمر سيضع الجماعة في ورطة على المستوى الدولي فهم غير مدركين أي الفرق يمثلون، وإن كان التنظيم متماسكًا في بعض الدول العربية ويحكم في المغرب والجزائر والأردن لكن التماسك لم يعد متواجدًا الآن". وتشهد الإخوان انقسامات التفاهمات لفريقين الأول يضم القيادات القدامى مثل محمود عزت نائب المرشد، والقائم فعليًا بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج. أما الفريق الثاني، غكان يتزعمه الراحل عضو مكتب الإرشاد محمد كمال والذي كان يعتبره الشباب بمثابة المرشد حاليًا في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني.