جدد نشطاء بجماعة "الإخوان المسلمين"، غضبهم على سياسة إدارة الجماعة من قبل القيادات التاريخية، وعدم اعترافهم بالانتخابات التي أجرتها "الجبهة الشبابية" مؤخرًا. وفيما اتهم هؤلاء، الجبهة التي يقودها محمود عزت، نائب المرشد العام، والقائم بأعماله، بأنها انحرفت عن مسارها وانقطع فيها الأمل، قال باحثون في الحركات الإسلامية، إن "القيادات التاريخية" نجحت في إفشال التمرد واستغلوا أسلحتهم في إخماد ناره. وقال عز الدين دويدار، الناشط الإخواني، وأحد الداعين لما يسمى ب "التأسيس الثالث للجماعة"، إن "الكيل طفح بمجموعة عزت وانقطع فيهم الأمل، وإنهم كسروا رايتنا مرة بعد مرة واستنفذوا قلب الأمة وأهدروا طاقة خيرها وعكروا صفو يقينها وأملها حتى أمن لهم الخصوم واستأنس طريقتهم الأعداء". وأكد دويدار أنه صدم من قيادات مجموعة عزت التي قال إنها انحرفت عن مسارها، قائلاً إنه تبرأ أمام الله من أفعالهم. وكانت جبهة الشباب بالجماعة أعلنت في منتصف ديسمبر2016، عن انتهائها من تعديل اللائحة الداخلية، ومن ثم إجراء انتخابات مجلس الشورى العام، وانتخاب مكتب إرشاد جديد تحت مسمى "المكتب العام للإخوان بالقاهرة"، والإطاحة بمختلف القيادات التاريخية للتنظيم، وفي مقدمتهم الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد، وإبراهيم منير أمين التنظيم الدولي، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة. لكن سريعًا خرج محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وأمين عام الجماعة، ليؤكد عدم اعترافه بجبهة الشباب وانتخاباتها، مطالبًا إياهم بالاعتذار عما ما بدر منهم. وقال حسين وقتها، إن "من خرجوا علينا لا يتعدون ال10% فقط"، نافيًا في الوقت ذاته وجود أي انشقاق داخل الجماعة، بل تعرضت لهزات كثيرة ومازالت متماسكة. من جهته، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "جبهة العواجيز تتعامل بنوع من الاستعلاء مع مجموعة الشباب الذين تمردوا عليهم، واعترضوا على طريقة إدارتهم للجماعة، بعد فشلهم طيلة الفترة الماضية في تحقيق أي إنجاز يذكر". وأضاف ل"المصريون": "استمرار جبهة العواجيز في قمعها للشباب، قد يؤدي إلى توجههم للعنف؛ وبالتالي سيكتبون نهايتهم بأيديهم". مع ذلك، رأى أن "الجبهة الشبابية ليست لها أنياب أو تأثير؛ لأن القيادات يمتلكون سلاح التمويل كما أن التنظيم له جذور في كل دول العالم". وأوضح أن "كثيرين من الجبهة الشبابية، مثل عصام تليمة هاجموا عواجيز الإخوان بسبب اعتراضهم على سياستها، إلا أن الجماعة لا تقبل الفصائل المتمردة وسيتلاشون مع الوقت". في السياق ذاته، قال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "سر تجديد اعتراض الجبهة الشبابية على العواجيز أنهم لم يجدوا فائدة من انتخاباتهم التي جرت مؤخرًا، واكتشفوا عدم وجود رابط بينهم". وأعرب عن توقعه بأن "هذه الجبهة ستنقسم على نفسها مع مرور الوقت"، مضيفًا: "الجبهة الشبابية لن تنجح في مواجهة تنظيم القدامى، وستلاحقهم الانقسامات بسبب أفكارها المختلفة".