تحل اليوم ذكرى وفاة شيخ المجاهدين الشيخ "أحمد ياسين"، مؤسس حركة حماس، فهو الأب الروحي والسياسي المتميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، الأمر الذى جعل منه واحدًا من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي. مولد ونشأة ياسين: ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية "جورة" بعسقلان في يونيو 1936، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد الصهاينة داخل الأراضي الفلسطينية، مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية عام 1948، وكان يبلغ من العمر وقتها 12 عامًا، التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين عام 1948 وشردت أهلها، لم تستثن هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة شأنها شأن معظم المهاجرين من مرارة الفقر والجوع والحرمان، الأمر الذي جعل ياسين يترك دراسة لمد عام لكي يعمل في احد المطاعم ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد. سبب الشلل: تعرض ياسين في السادسة عشرة من عمرة إلى حادثة خطيرة أثرت فى حياته كلها، منذ ذلك الوقت حتى استشهاده، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه، ووضعت رقبته داخل "جبيرة" من الجبس والتي اتضح بعد ذلك أنه سوف يعيش بقية عمره رهين الشلل، الذي أصيب به في تلك الفترة، بالإضافة إلى أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيب بضربة على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسري أيضاً، والتهاب مزمن بالإذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى. بداية شيخ المجاهدين في العمل السياسي: بعد أن انتهي أحمد ياسين دراسته الثانوية عام 1958، ونجح وحصل علي فرصة عمل، رغم اعتراض الكثير من أسرته بسبب حالته الصحية، شارك ياسين وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي قامت في غزة احتجاجًا علي العدوان الثلاثي، والذي استهدف مصر عام 1956، وأظهر فيها قدراته الخطابية والتنظيمية الملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدًا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم. علاقته بالجماعة: كانت فتره الخمسينات والستينيات من عمر الحركة القومية العربية في أشد وهجها، وكانت السلطات المصرية في ذاك الوقت تشرف علي قطاع غزه وألقت القبض على الشيخ أحمد يس بتهمه الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وكان رجال الشيخ والجماعة يهربون من بطش رأس السلطة في مصر الممثلة في "جمال عبد الناصر" ولكن بقي في القطاع ولم يغادره. وكان الشيخ من أروع مواهب فلسطين في الخطابه وقد ظهرت عليه وبقوه تلك الموهبة ما برز في أوساط غزه، والتي لفتت اليه أنظار المخابرات العامة المصرية التي كانت تعمل في القطاع، فتم القبض عليه في حمله اعتقالات واسعة عام 1965 نفذها الأمن المصري لكل جماعة الإخوان المسلمين، الذين تم اعتقالهم في السابق عام 1954، وتركته بعد شهر من اعتقاله لعدم إثبات انتمائه للجماعة، وقد قال عن تلك الفترة إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية". مؤسس حركة الجهاد "حماس": بعد هزيمة 1967، واحتلال اليهود جزء من الأراضي الفلسطينية عمل رئيسًا للمجمع الإسلامي، واعتنق فكر جماعة الإخوان المسلمين، وعمل علي إنشاء تنظيم إسلامي يحارب اليهود، أطلق عليه حركه المقاومة الإسلامية "حماس" وكان إنشاؤها مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ونجح في نشر فكر الحركة في العالم، ما جعل العالم يحترمه ويقدره في كيفية نشر قضية فلسطين في العالم، ما أزعج السلطات الإسرائيلية واعتقلته بتهمة حيازة أسلحة وتم الحكم عليه ب13 عامًا ولكن بعد قضائه 11 شهرًا وتم الإفراج عنه في صفقه تبادل أسري. الإقامة الجبرية والاغتيال: واصل "يس" عمله الجهادي وتدريب مجاهدين، إلا إن الخلاف الذي دب بينه وبين السلطة الفلسطينية "فتح"، قد اتسع، حتى تم فرض الإقامة الجبرية وقطع الاتصال عنة، في مقر متواضع يسكن فيه، وتم فك الحصار عنه بعد الضغط الشعبي . وفي 22 مارس 2004 قامت القوات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ استهدفت الشيخ بعد صلاه الفجر في حي "صبرا" في غزة، وتناثرت أشلاء جسده في المكان واستشهد معه في تلك العملية التي أشرف عليها رئيس الوزراء "أرئيل شارون" سبعة من مرافقيه وإصابة اثنين من أبنائه.