سلاحان لا ثالث لهما يمتلكهما التيار الليبرالى واليسارى لتشويه الإسلاميين، والسعى للانقلاب على الديمقراطية التى لم تأتِ بهم عبر الاقتراع النزيه، أولهما "الإعلام" والذى تحوَّل إلى مِدفعية من العيار الثقيل تقصف الإخوان والسلفيين وكل ما يمُت بصلة للإسلام ليلاً ونهارًا، والسلاح الثانى "المال الأمريكى والأوروبى والخليجى" والذى تم ضخّه بالمليارات عقب ثورة يناير، وتم توجيهه إلى قنوات فضائية وصحف خاصة ومنظمات حقوقية وائتلافات شبابية لتعطيل مسار الانتقال الديمقراطى وتشويه إنجازات الثورة طالما جاءت بالإسلاميين! إزاء قراءة هذا الواقع، يبدو أن الليبراليين يخوضون معركة النفس الأخير ضد "التأسيسية" من ناحية، و"الرئاسية" من ناحية أخرى، مع الأخذ فى الاعتبار أنهم لن يرضوا عن الإسلاميين حتى يتبعوا ملتهم، ونغمة "القواسم المشتركة" تكتيك حربى للتغطية على حرب البذاءات والسباب اليومى، والتستر على التحالف القائم مع الفلول ورءوس الأموال المشبوهة لتشويه الثورة، وترويج دعاوى الانفلات، ولصق أزمات وطن على مدار 30 عامًا بأبناء التيار الإسلامي الذين دفعوا الثمن غاليًا من دمائهم وحرياتهم وأموالهم، فى وقت كانت تتم فيه استضافتهم فى قنوات "المخلوع" ويحظون بجوائزه ويُعينون فى صحفه بتوصيات من جهاز مباحث أمن الدولة، وينالون حقائبه الوزارية ومناصبه المرموقة وأوسمته المشبوهة. بواقعية شديدة، يمكن القول إن الإسلاميين فى حاجة ماسة عبر خطة عاجلة وحازمة لتجريد هذا التيار من سلاحَيْه، وفرض رقابة قوية على الأموال التى تتدفق عليه، وفتح ملفات ممولى قنوات الفلول والصحف المشبوهة، على أن يكون ذلك ب"القانون"، ووفق بلاغات رصينة للأجهزة الرقابية، وإجراءات لكشف حجم القروض التى حصلوا عليها من بنوك المخلوع، وملايين الأفدنة التى اشتروها بثمن بخس، فى إطار حملة قوية لكشف فساد الليبراليين واليساريين وأتباعهم من الفلول، وفضحهم أمام الشعب. ومن الأهمية أن يتم تعزيز هذه الحملة بتغطية إعلامية واسعة النطاق، وتدشين مدفعية "توك شو" قادرة على إلجام المتطرفين والمزايدين والحنجوريين المنتمين لهذا التيار، وعمل "لوبي إعلامى" بين قنوات وصحف ومواقع الإسلاميين لدك حصون تيار أثبت أنه يبغض الديمقراطية عندما لا تأتي به! الخُطة يجب أن تشمل كذلك تأسيس "كتيبة" لتوثيق جرائم هذا التيار خلال عقود، وحجم الامتيازات والجوائز والمِنَح التى حصل عليها فى عهد الرئيس المخلوع، وأبرز رموزه والمواقع التى يحتلونها، ويدافعون عنها باستماتة، ويخشَوْن الإطاحة بهم من ثكناتهم فى وزارات "الثقافة" و"الإعلام" و"المجلس الأعلى للصحافة" و"المجلس القومى للمرأة" و"المجلس القومى لحقوق الإنسان" و"ماسبيرو" وغيرها من المؤسسات التى عششوا فيها وباضوا وفرخوا الكثير من تلامذتهم وجنودهم فى مواقع مختلفة. الأمر جِدٌّ خطير، والمواجهة بصراحة دون مواربة أو دبلوماسية، بين مشروع إسلامي يبحث عن هوية ونهضة لهذا الوطن، ومشروع عَلماني تغريبي إقصائي يحاول اقتلاع الجذور، ويشوه مَن يخالفه الرأى، ولا يريد برلمانًا ولا دستورًا ولا رئيسًا يحمل مَسحة إسلامية. أقولها.."دون دبلوماسية": إذا حكم رئيس ناصرى أو ليبرالى أو يسارى فسيقمع الإسلاميين، وسيعمل جاهدًا لخدمة توجُّهه السياسى، ولن يرحم معارضيه، فهم إقصائيون فى ثوب "الحَمَل الوديع"، ويحملون جِينات الديكتاتورية، والبغض للإسلاميين يسرى فى دمائهم وهرموناتهم! لتكن مواجهة بالقانون والعلم والتخطيط والتوك شو، والإنجاز على أرض الواقع، والمصالحة مع جموع هذا الشعب، لدك حصون تيار تربَّح "أغلب رموزه" من نظام المخلوع، وخدم ومازال فى بلاط "الفلول".