"فتنة" الجمعية التأسيسية للدستور كشفت بوضوح القائمة السوداء للفلول والمهللين للانقلاب العسكرى، مرحبين ببوادر الصدام بين الإخوان والعسكر، حتى وصل الأمر إلى شعور بالفرحة والشماتة والمطالبة بحل البرلمان وتكرار سيناريو 54 الذى شهد مذبحة ضد الإسلاميين وحملات اعتقالات وإعدامات لرموزهم. الدعوة للانقلاب ليست جديدة من نوعها، فالمعسكر الليبرالى "جدا" دأب على التلويح بهذا الورقة واستدعائها كلما حلت به هزيمة مدوية فى صناديق الاقتراع، ومع انصراف رجل الشارع عنه، صار يستدعى لغة التحريض لدفع العسكر للانقلاب على شرعية الصندوق. أبرز رموز المعسكر الليبرالى، والذين كانوا ضيوفًا على موائد وجوائز مبارك، لا يخفون سرا بغضهم للديمقراطية إذا جاءت بغيرهم، وبالتحديد الإسلاميين، وأغلبهم يعانون نزعات عدوانية ويحملون فيروسات إقصائية ضد كل ما هو إسلامى، بشكل يصل إلى المساس بأركان الإسلام، والإفطار جهارًا فى رمضان، وشرب الكحوليات، وتقبيل النساء بدعوى "الزمالة"، وهى أمور يعرفها جيدا كل من اختلط أو اقترب من هذا المعسكر "الليبرالى" جدا. الجنرال عبدالله السناوى – تقمص دور جنرالات الجيش- عقب نجاح الثورة مهددا بتكرار السيناريو الجزائرى، وسامح عاشور أحد فلول النظام البائد، ونقيب المحامين فى عهد المخلوع، دعا العسكر للتدخل لوقف ما أسماه دستور الإسلاميين، وعماد أديب الإعلامى الفلولى المقرب من عائلة مبارك، يدعو لوقف ما أسماه مهزلة الدستور، وزوجة شقيقه – عماد أديب- والتى تعرف إعلاميا ب"أم الفلول" لميس الحديدى تهتف "حسبنا الله ونعم الوكيل". لغة الجنرالات تغلب على رموز التيار الليبرالى واليسارى، وقد سبق أن هدد الناشط كمال خليل العام الماضى فى مؤتمر بنقابة الصحفيين بحمل السلاح للدفاع عن الدولة المدنية، وسبق أن دعا الجنرال الروائى جمال الغيطانى إلى مد الفترة الانتقالية ثلاث سنوات، وتولى المشير حسين طنطاوى رئاسة الدولة حتى 2014، كما دعا الجنرال محمد حسنين هيكل إلى انتخاب المشير رئيسًا. قائمة الجنرالات الليبراليين تضم نجيب ساويرس وعلاء الأسوانى ويحيى الجمل، وانضم إليهم مؤخرا، عمرو حمزاوى ومحمد أبوحامد، والجنرال -الباحث بالأهرام سابقًا- عمرو هاشم ربيع، والذى طالب بحل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة ربما تأتى بهم وتطيح بالإسلاميين، - بعد طبخها- كما كان يحدث فى عهد النظام السابق. الملف فى الأمر أن الجنرال المستشار هشام البسطويسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، دخل على الخط هو الآخر متوعدًا بانقلاب عسكرى إذا واصل الإسلاميون محاولاتهم الانفراد بالسلطة والسيطرة على البرلمان والحكومة ومقعد الرئاسة معًا، زاعمًا خلال حديثه لقناة الحرة "الأمريكية" أن الشعب سيؤيد هذا الانقلاب ويرحب به. صفوف المعسكر الليبرالى الداعم لسيناريو الانقلاب، تتقدمها كتيبة من جنرالات صحف التمويل الأجنبى وبرامج التوك شو، والتى تهلل ليل نهار للصدام بين الإخوان والعسكر، ووصل الأمر بصحيفة ممولة من أموال نجلى صفوت الشريف، وممدوح إسماعيل مالك عبارة الموت إلى الخروج بمانشيت يحمل عنوان "الانقلاب"، كما خرجت صحيفة ساويرس مهللة تحت مانشيت "وبدأ الصدام". إخوانى.. جنرالات المعسكر الليبرالى.. أهلا بالانقلاب حتى نرى من سينحاز إليه شعب مصر، وأهلا بحل البرلمان حتى تُجرى انتخابات جديدة نكتسح خلالها كل المقاعد، دون أن "نتوافق" معكم على مقعد واحد، وأهلا بثورة ثانية حتى نطهر الدولة بشكل حقيقى من الفلول وجنرالات الانقلابات.