تتجه الأوضاع داخل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في المرحلة القادمة إلى الانفجار حيث يسعى كل من الحرس القديم ومجموعة أمانة السياسات إلى تأكيد سيطرته التامة على الأوضاع داخل الحزب وتوجيه ضربات شديدة إلى المعسكر المعارض في إطار حرب طحن العظام المشتعلة في أروقة الحزب. وقد اشتعلت حدة الصراع بين الطرفين بعد أن تقدم كل فريق بقائمة تضم 21 مرشحا لرئاسة اللجان ال19 داخل المجلس ومنصب الوكيلين حيث يسعى كل فريق لفرض رجاله على هذه المناصب خصوصا أن حوالي 9 من رؤساء اللجان السابقين قد فشلوا في الحفاظ على مقاعدهم مما سيجعل المنافسة ضارية بين كل فريق . ويسعى الحرس القديم الذي كان يسيطر على أغلب اللجان لتعويض خروج فايدة كامل رئيس لجنة الثقافة وأحمد أبو زيد رئيس لجنة الشئون العربية والدكتور أحمد حسن رئيس لجنة الزراعة وأمين مبارك رئيس لجنة الصناعة ومحمد علي محجوب رئيس لجنة الشئون الدينية وغيرهم من رؤساء اللجان واستبدالهم برؤساء لجان موالين للحرس القديم وكذلك فرض استمرار العديد من رؤساء اللجان الذين استطاعوا تجاوز المعركة الانتخابية ومنهم المستشار محمد جويلي رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى وحمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات وعبد العزيز مصطفى رئيس لجنة القوى العاملة. من جانبها ، تسعى مجموعة لجنة السياسات التي تقدمت بقائمة مماثلة إلى فرض ممثليها لرئاسة هذه اللجان والدفع بمرشحين أقوياء للسيطرة على منصب الوكيلين وتحاول المجموعة إقناع القيادة السياسية بأن استمرار هيمنة الحرس القديم على البرلمان سوف تساهم في تزايد حدة الغضب الشعبي على النظام وإضعاف شعبيته باعتبار أن هذه المجموعة هي التي أحبطت أي محاولات للتغيير والإصلاح ويشكل استمرارها إساءة للنظام كما أنها المسئولة عن الهزائم التي لاقاها الحزب في انتخابات مجلس الشعب. ويتوقع المراقبون أن تتصاعد حدة المواجهة بين التيارين خصوصا أن كل تيار يراهن على أن هذه الجولة تعد معركة حياة أو موت لكليهما.