«التحديث الأخير».. سعر الذهب اليوم بعد ختام التعاملات في سوق الصاغة    جلسة حوارية في مؤتمر السكان 2024 تكشف عن استراتيجيات جديدة لتحقيق النمو الشامل    اليوم.. وزارة المالية تبدأ صرف مرتبات شهر أكتوبر 2024 للموظفين    أحمد الجندي: انضمام مصر ل «بريكس» سيحقق لها أكبر استفادة    طيران الاحتلال يستهدف مقر الهيئة الصحية في بلدة البازورية جنوبي لبنان    «70 دولة و15 منظمة» تجتمع بفرنسا لإيقاف الحرب على لبنان    قصف إسرائيلي عنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة    فصائل مسلحة عراقية تنفذ عملية نوعية في الجولان المحتل    الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك    تحرك عاجل من لجنة الحكام تجاه أمين عمر قبل إدارته نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك    الزمالك والأهلي.. أخبار سارة لجماهير الأبيض خلال ساعات بشأن ثلاثي الفريق    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا الجمعة 25 أكتوبر    أول تعليق من المطرب أبو الليف بعد حريق هائل بشقته    مصرع شخص وإصابة 2 في حادث انقلاب سيارة بحدائق أكتوبر    اليوم.. افتتاح الدورة السابعة من مهرجان الجونة بحضور نجوم الفن    علي الحجار يحيي «حفل كامل العدد» بمهرجان الموسيقى العربية.. (صور)    علي الحجار: مهرجان «الموسيقى العربية» عالمي.. وهذا الفرق بين المطرب والمغني    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    ماذا يحدث عند وضع ملعقة من السمن على الحليب؟.. فوائد مذهلة    موعد بداية التوقيت الشتوي 2024 في مصر وطريقة ضبط الساعة    تجديد حبس فني تركيب أسنان قام بقتل زوجته وألقى بجثتها في الصحراء بالجيزة    الأحد.. هاني عادل ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الخميس 24 أكتوبر 2024    سيارات رباعية وصواريخ.. نتنياهو يكشف خطة حزب الله لغزو إسرائيل    وزارة الصحة: أكثر من 131 مليون خدمة طبية مجانية ضمن حملة "100 يوم صحة"    لاعب الزمالك السابق يكشف ملامح تشكيل الفريق أمام الأهلي    بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الفراخ وكرتونة البيض في الشرقية اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024    أستون فيلا وليفربول بالعلامة الكاملة، ترتيب دوري أبطال أوروبا بعد الجولة الثالثة    تبدأ من 40 دينارا.. أسعار تذاكر حفل أصالة نصري في الكويت    حب وحظ وحسد.. عبير فؤاد تكشف عن أبراج تتغير حياتهم الفترة القادمة (فيديو)    موعد مباراة ريال مدريد القادمة في الدوري الإسباني    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواطنين بمدينة نصر    لا توجد ضحايا.. الطيران الأمريكي البريطاني يستهدف مطار الحديدة باليمن    3 عقوبات تنتظرهم.. وليد صلاح يكشف الحكم الذي ينتظر ثلاثي الزمالك بالإمارات (فيديو)    المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد.. نوفمبر المقبل    محافظ بورسعيد للمعلمين المحالين للمعاش: رسالتكم لم تنتهِ.. وأبناؤكم وأحفادكم أمانة فى أيديكم    قصف مدفعي وسط وشرق مدينة رفح الفلسطينية    وفاة و49 إصابة خطيرة.. اتهام ماكدونالدز أمريكا بتفشي مرض في الوجبات    ناصر القصبي يغازل فتاة روبوت في ثاني حلقات "Arabs Got Talent" (صور وفيديو)    «شكرا أخي الرئيس».. كل الأجيال لن تنسى فضله    «اتصالات النواب» توضح حقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    ضبط المتهم بواقعة سرقة قرط طفلة بالشرقية    نشرة التوك شو| موعد المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.. وحقيقة رفع أسعار خدمات الإنترنت    القبض على سائقين قتلا شخصًا في عين شمس    أكروباتية خرافية من هالاند.. سيتي يقسو على سبارتا براج بخماسية في دوري أبطال أوروبا    قصة عجيبة.. سيدة تدعو على أولادها فماتوا.. والإفتاء تحذر الأمهات من ساعة الإجابة    أذكار النوم: راحة البال والطمأنينة الروحية قبل الاستغراق في النوم    منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة .. انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب    الذكرى ال57 للقوات البحرية| الفريق أشرف عطوة: نسعى دائما لتطوير منظومة التسليح العسكري    حزب مستقبل وطن بالأقصر ينظم قافلة للكشف عن أمراض السكر بمنطقة الكرنك    الأكاديمية الطبية العسكرية تنظّم المؤتمر السنوى ل«الطب النفسي»    جامعة الأزهر تكشف حقيقة شكاوى الطلاب من الوجبات الغذائية    «آركين».. «كل نهاية بداية جديدة»    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    «المصريين الأحرار»: لا يوجد نظام انتخابي مثالي.. والقوائم تتجنب جولات الإعادة    وزير الصحة يبحث دعم خدمات الصحة الإنجابية مع إحدى الشركات الرائدة عالميا    محافظ المنيا: تقديم خدمات طبية ل 1168 مواطناً خلال قافلة بسمالوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهلباوي : عاكف آخر المرشدين الكبار.. ولست محتاجاً لمناصب الإخوان
نشر في المصريون يوم 26 - 04 - 2012

عاش كمال الهلباوى أكثر من 23عامًا خارج مصر هاربًا من قبضة النظام السابق ومن سجون المخلوع وبعد أن شغل أكثر من منصب داخل الإخوان وعلى رأسها المتحدث الرسمى باسم الإخوان لفترة طويلة ومسئول ملف آسيا داخل الإخوان والمحرك لوجود الإخوان داخل أفغانستان منذ وفاة كمال السنانيرى رحمه الله فى ثمانينيات القرن الماضى وجد نفسه فى النهاية مُقالاً من قبل مكتب الإرشاد داخل الجماعة.. ولكن الهلباوى الذى يرتبط اسمه بزخم هائل داخل مخيلة الإخوان أنفسهم وداخل مخيلة شبابها أكد أنه مازال محتفظًا برباطة جأشه قائلا إنه على أتم استعداد لخدمة الإخوان وللتضحية مرة أخرى من أجلهم.
* قضيت سنوات طويلة فى الخارج كم بلغت؟
قضيت بالخارج مدة لا تقل عن 23عامًا
* أنشأت فترة وجودك بأوروبا ما يعرف بمنتدى الوحدة الإسلامية فهل ثمة علاقة تنظيمية بينه وبين جماعة الإخوان؟
لا ليس له علاقة بالإخوان فبداخله إخوان وغير إخوان ويوجد به سنة وشيعة فالمنتدى يحاول جمع شتات المسلمين ويقوم بالتقريب بين الأفكار والتخفيف فى حزمة التحديات القائمة بينهم والشدة فى الاتهامات المتبادلة بين شقى الأمة من سنة وشيعة.. وفى النهاية يسعى إلى الوحدة بين المسلمين جميعًا.. فالأمة ممزقة طائفيًا وعرقيًا وهذا التقسيم يساعد على الهيمنة الأمريكية وعلى التدخل الأجنبى وتزكية الصراعات.. لذلك فإن عملنا فى المنتدى ينصب على معالجة هذه التحديات.
* قلت مواجهة التحديات فأى تحديات تقصدها؟
أليس تقسيم الأمة تحديًا.. أكبر تحدٍ فسايكس بيكو هى التى قامت بتقسيم الأمة الإسلامية.
*أنت تتحدث من منظور أعلى من المنظور المحدود الموجود لدينا فى البلدان الإسلامية ونحن للأسف نتعاطى مع هذا المنظور الضيق على أساس أنه لا يوجد غيره.
أنا لا يهمنى ما تعودت عليه فى مصر أو فى البلدان العربية لأن ما تعودت عليه فى مصر جزء من سايكس بيكو.. فالتفكير الوطنى رغم أنه مفيد للوطن إلا أن وقوف التفكير عند حد الوطن ولم ينتقل إلى الأمة العربية والأمة الإسلامية هو تفكير فى إطار سايكس بيكو.
*أتظن أن ما يحدث فى مصر الآن هو جزء من تفكير سايكس بيكو؟
أنا لا أظن أن من فكر فى الخلاص من فساد مبارك ومن نظامه يقفون عند حد سايكس بيكو، ولذلك أنا أنادى الشعوب الجميلة فى مصر وفى تونس وفى المغرب وفى الجزائر بأن تخرج إلى الحدود التى وضعها الاستعمار، وتقول إن الشعوب تريد إسقاط الحدود ولا تقف الوقت كله فى ميدان التحرير وتنغلق على نفسها.. وأنا أرى أن هذا كله معناه أن هذه الدول مثل قطر والبحرين والإمارات المنكفئة على نفسها الآن لن تستطيع أن تدافع عن نفسها فى يوم من الأيام.
*إذن أنت تنادى بأممية العالم الإسلامى أليس كذلك؟
لا ليست أممية إنما أنادى إلى أمة.. فالقرآن يقول "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" فهذه هى الأمة الواحدة وهى ما ندعو إليها بغض النظر عن مذاهبها إن كانت سنة أو شيعة أو أباضية أو زيدية.. لأن هذه المذاهب لها مجالها ولها محاور علمية من الممكن دراساتها ومناقشتها سواء فى ميدان العقيدة أو العبادة أو التشريع.. إنما الشعب المسلم العادى أنا أريد أن يتحد فالمصرى يتحد مع الإيرانى مع التركى مع القطرى مع العراقى والكويتى.. ليصبحوا أمة واحدة ويشعرون بتحديات واحدة ويواجهون مشكلات واحدة يتعاونون ويتكاملون هذا ما أدعو إليه.
*أنا أشعر أن تجربة السنين التى لديك أثقلتك بمشروع فكرى كبير جدًا هل توافقنى على ذلك؟
نعم وأنا أنادى دائما بالوحدة فسايكس بيكو عار على الدول العربية والإسلامية فأيام الاحتلال كان يحافظ على سايكس بيكو لكن بعد زواله وقدوم الحرية ما الذى يجعلنى أفعل تلك الاتفاقية وما الذى يمنعنى من الاتحاد مع الجزائريين كمثال ولا أقول الخليجيين حتى لا يقولوا إننا نطمع فى بترولهم وذلك على أساس أنهم هم الذين أتوا به وليس منه من الله عز وجل ولنقل نتحد نحن مع المغرب والجزائر وليبيا وتونس والسودان فلماذا لا نتحالف معهم ويصبح وجود لمجسم وحدوى شبيه بالولايات المتحدة الأمريكية.. توجد به إدارات ذكية داخل كل إقليم كما توجد إدارة فيدرالية كاملة تحرك التعليم والسياسات والمناهج التعليمية والمصالح.. وقل لى انت ماذا فعلت الجامعة العربية.. واتفاقية الدفاع المشترك ماذا فعلت.. إذا لا يوجد حل إلا الوحدة.. لأن هذا ما قاله الله عز وجل حين قال "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
* هل ترى أن الربيع العربى مقدمة لتمكين المستضعفين فى الأرض؟
جزء منه تقديم لتمكين المستضعفين فى الأرض وأنا اعتبر هذا إذا سار فى الطريق المستقيم أما إذا تفرق الناس فى كل اتجاه وانكفئوا على ذواتهم واستدرجوا إلى اتفاقيات ومصالح ليست مما يدعو إلى الوحدة واقتصروا على مصالح ذاتية صغيرة فسيكون الوقت أطول ولكنها على أى حال ستتحقق فى يوم ما.
*أين يذهب المجتمع المصرى فى ظل الاستقطاب الحادث بين السلفية والإخوان؟
أنا سأرد عليك بصورة لمجتمع غير مسلم أتمنى من مجتمعنا المسلم أن يتناول مسألة الحريات مثله.. فى وقت من الأوقات كنت أنا كمال الهلباوى فى لندن ومعى راشد الغنوشى والبيانونى وأبو قتادة فى لندن وأبو حمزة المصرى فى لندن وعمر بكر مؤسس حزب التحرير فى لندن وهانى السباعى وياسر السرى وأسامة رشدى كلهم فى لندن.. فلندن استوعبت كل هؤلاء فمندوب أسامة بن لادن خالد الفواز كان فى لندن وكان يدير مكتبًا للنصيحة وأنا أتمنى أن تسعى مصر للجميع.. والتصحيح الفقهى أو الرأى الفقهى وآليات الاستخدام والمواجهة لابد أن تتم فى حلقات يشترك فيها من هو أهل العلم فى هذا الأمر.. إنما الأمور البسيطة فنحن متفقون عليها والأصول أيضًا متفقون عليها.. فلماذا لا يتفق الإخوان والسلفية وغيرهما ونقوم بالحل وذلك بوضعنا قائمة أولويات هى التى ستحدد أمورنا.
*الإخوان يمثلون أغلبية فى مجلس الشعب فكيف ترى تعاملهم مع السلفيين تحت قبة البرلمان؟
الإخوان تعاملوا مع العفاريت أيام مبارك.. ودخلوا البرلمان زمن مبارك وتعاملوا مع الظلمة والفاسدين وتحملوهم ووضعوا فى السجون والمعتقلات فالإخوان اصبر الناس على التعامل مع الآخرين.. والتحدى هنا هل يستطيعون استيعاب السلفيين أم لا.
*ولكن يقال إن السلفيين ليس لديهم رؤية سياسية فما رأيك؟
فى الغد القريب سيكون لديهم.. ويوجد من داخل السلفيين مَن درس السياسة ومن درس الإدارة وليس كل السلفيين مثل بعض.. فأنت لديك سلفيون يحرمون الاشتراك فى الانتخابات وسلفيون يعتبرون أن الديمقراطية حرام وكفر.. وهناك سلفيون أيضًا يرون عدم الخروج على الحاكم وإن أخذ مالك وجلد ظهرك دون تأويل، وهناك سلفيون فى غاية الاستنارة والعلم والعمل فى السياسة، وهناك سلفيون فى الكويت موجودون يسمحون للمرأة بقيادة السيارة ودخولها للبرلمان وهناك سلفيون فى السعودية لا يسمحون للمرأة بقيادة السيارة فكلهم ليسوا على شاكلة واحدة.
*إذن فأنت ترى أنهم سيكونون متفاعلين داخل المجلس؟
نعم سيتفاعلون وسيكونون أكثر إيجابية.
*إذا ماذا سيفعل الإخوان فى حالة رغبتهم فى تفعيل قوانين مثل الحسبة وتغيير المنكر وغيرها من القوانين الأخرى التى يخشاها البعض؟
إذا وجد أمر بالمعروف ونهى عن المنكر عن وعى وليس النموذج السعودى.. فالنموذج السعودى نموذج فاسد وبه جزء كبير من الفساد.. فالتطبيق به الكثير من العور ففى وقت من الأوقات كانوا يدخلون الكثير من الناس فى الشارع إلى صلاة العصر بالمسجد ولا يهم ديانة الذى يدخلونه؟ وهل هو متوضئ أما لا؟.. فقوانين الحسبة تعتمد فى الأساس على التطبيق.
توقع كثيرون فى مصر أنه بمجرد رجوعك من لندن ستتولى منصبًا داخل مكتب الإرشاد ولكن هذا لم يحدث بل حدث العكس فما السبب؟
أنا لست محتاجًا لتولى منصب فى مكتب الإرشاد وأنا مثلما قال البنا عندما قال ماذا تريد أن تكون قال أنا أريد أن أكون مرشدًا معلمًا أعلم الناس الخير ومن هم فى مكتب الإرشاد فهؤلاء إداريون وهم إخوان كرام ولكنهم إداريون وبالنسبة لى أنا كنت موجودًا فى مكتب الإرشاد وأنا موجود فى لندن ولكنى أحب العمل بالبحث والدراسة والناحية الفكرية فقد أعطينا للإخوان الكثير على مدى أعوام طويلة ولا يوجد غضاضة من وجود إخوان مؤهلين للعمل الإدارى الآن.
*يقال إنك كنت داعمًا للمرشد السابق محمد مهدى عاكف هل هذا صحيح؟
نعم كنت أدعمه وأرى أنه آخر مرشد من المرشدين الكبار أتى إلى مصر فحتى بعض الأشياء التى قالها هذا الرجل وأثارت لغطًا فى مصر قالها بتجرد وإخلاص وخطأه أنه لم يشرحها.. وكان من الواجب عليه شرحها.. فعندما قال أنا لا يهمنى أن يأتى شخص ماليزى ليحكم مصر قصد بذلك أننا أمة واحدة لا فرق فيها بين المسلمين جميعًا وعند كوننا أمة واحدة يأتى أى شخص من تلك الأمة ليحكم وهو من تختاره الناس.. وهو لم يشرح هذا الكلام والناس لم تفهمه.
*ولكن مهدى عاكف خاض معارك واضحة فى مصر والكل يعلمها؟!
نعم ومثل ذلك عندما قال "طظ" فى مصر فاللفظ لم تعتد عليه الناس ولا يصح أن يقوله إنما هو قاله قاصدًا به أن مصر بمفردها لا تستطيع فعل شىء فلابد من اتحادها مع الأمة ككل.. وكان لابد أن يشرح للناس الكلام بطريقة أخرى.. وأنا كنت أدعمه وأرى أنه آخر مرشد من المرشدين الكبار يأتى للإخوان المسلمين فى مصر إلا أن يجود الله على الإخوان بمن هو مثله.
*هل صحيح أن أعضاء مكتب الإرشاد رفضوا رجوعك إلى مكتب الإرشاد؟
يرفضون أو لا يرفضون لا يهم عندى فأنا لم أطلب الانضمام لمكتب الإرشاد ولم أسع إليه وإذا عرض على فسأرفض لأننى سأعمل فى وسط الإخوان وفى مجال آخر.
*أنت لك شعبية كبيرة داخل أوساط الشباب من الإخوان فهل هناك تخوف من سعيك لمنصب المرشد؟
هم أولادنا وشبابنا.. ونحن طيلة عمرنا نضحى من أجل الإخوان ومن أجل الدعوة.. وأنا لم أكن بعيدًا عن الإخوان ولا بعيدًا عن مصر وقمت بعمل جبهة إنقاذ مصر بعيدًا عن إطار الإخوان ولكنى كنت ملتزمًا بالإخوان طيلة هذه السنوات أينما ذهبت وأنا غير محتاج لتولى مناصب.. فأنا أهم شىء لدى هو التطوير والفكر وتربية الشباب ونقد الأداء حتى فى الإخوان.. فلا يصح أننا كنا نقوم بنقد مبارك قبل ذلك وعندما يأتى الإخوان ليحكموا نقول إن كل ما يفعلونه هو الصحيح.. فأنا لدى مهمة أساسية أقوم بها.
*أتقصد أنك رسمت لنفسك دورًا تقوم به بغض النظر عن كونه "إخوان" أم ماذا؟
أنا لست منتظرًا من أحد أن يقول لى ماذا أفعل فأنا أعلم طريقى.. فأنا لست منتظرًا وظيفة داخل الإخوان ولست منتظرًا من أحد أن يحدد لى مهمتى ولكن الإخوان إن طلبوا منى شيئًا فأنا مستعد لفعله إنما إن استكفوا هم فجزاهم الله خيرًا فرغونا لمهمة أخرى.
*أعود وأقول هل رجوعك لمصر كان يعنى شأنًا آخر داخل الإخوان؟
ماذا تعنى بشأن آخر وهل من يخدم الإخوان سيكون له شأن آخر.. والآن هل أنا عاطل لا أفعل شيئًا.. فوجودى أنا فى مكتب الإرشاد أو وجود غيرى يعد مهمة ليس إلا.
*بغض النظر ما أقصده أن بعد تلك المسيرة لابد من تكريم لك يكون على الأقل منصب داخل الإخوان؟
أنا لدى مشغوليات كثيرة.. ولست فى حاجة إلى وظيفة إلا إن احتاج الإخوان إلى شىء فأنا تحت أمرهم.
*ما تفسيرك لما حدث لبعض الشخصيات من الإخوان أمثال عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وإبراهيم الزعفرانى والهلباوى وغيرهم؟
أنا أعتقد أن ما حدث مع عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب والزعفرانى وحامد الدفراوى وغيرهم من شريحة الشباب كان سوء توفيق وسوء إدارة رغم أن هناك مبررات فاللوائح بها مبررات ولكن دائمًا اللوائح لا تحل كل شىء، إنما روح العدل والإنصاف والتكامل والمودة هى التى لابد أن تسود.. وأنا أعتقد أن الأفراد حين يعملون مع بعضهم لفترات طويلة لعشر سنوات أو يزيد ويقومون بحل مشاكل إدارية ويتبادلون الآراء ويعملون معًا داخل التنظيم أنا أعتقد حدوث حساسيات معينة فإن لم يكن الإنسان على قدر راقٍ جدا من التجرد الذى يكاد يكون به شبيه بالملائكة فى تجرده فكل شىء سيعلق فى ذهنه، ففلان علق فى الاجتماع الفائت بكذا، وفلان علق على كلامى بكذا وأنا أرى أناسًا بهذا الشكل داخل الإخوان وأنا رأيت الإخوان وأعرفهم من الشرق للغرب ومن استراليا إلى أمريكا وكندا وأرى مثل هذه الأمور لذلك فمن الاقتراحات الجميلة التى تمت بالنسبة للمرشد أو لأعضاء مكتب الإرشاد أن كل منهم يعمل لمدة دورتين اثنتين فقط ويخرج ليترك منصبه مثل الأستاذ مهدى عاكف ليعمل فى أشياء أخرى أوْلى وأحسن.
*هناك أكثر من تصريح للإخوان بخروجك من الجماعة وأنت قلت لى الآن إنك لم تخرج؟
أنا ليس لدى خبر بخروجى من الإخوان المسلمين.. وأنا لم ادع للتحقيق.. ولم توجه لى تهمة ولم أخرج بسبب شىء.. لكننى مرة قرأت بيانًا للدكتور محمد رشاد بيومى يقول فيه إن كمال الهلباوى غير متحدث باسم الإخوان وليس له وضع داخل تنظيم الإخوان.. وأنا بالطبع لم أتحدث باسم الإخوان منذ يوم تركى مهمة المتحدث الرسمى ولم أزعم أننى قيادى فى يوم من الأيام ودائمًا أقول إننى لست قياديًا فى الإخوان الآن فكل شىء سابق بالنسبة لى.. وأنا ليس لدى قرار بالإقالة وليس لدى فصل أو تحقيق من قبل الإخوان.. ووجهة نظرى أن أى أخ لا يؤدى واجبات الإسلام نحو أخيه الذى فصل أو فصل نفسه أو علق عضويته يكون أخًا مخطئًا مهما كانت عضويته فمن يرى عبد المنعم أبو الفتوح كمثال ولا يسلم عليه أو يتجاهله فى مكان ما أو يرى عدم دعمه فهذا أمر غير لطيف وكذلك مختار نوح عندما ترشح لنقابة المحامين.. فالإخوان كان لابد أن يدعموا مختار نوح لأنه ابنهم وابن الدعوة وابن الإخوان.. وقدم كثيرًا للإخوان ومن يحقن بحقنة الإخوان فالإخوان يجرون فى دمه سواء استمر فى الإخوان أم لم يستمر لذلك أنا كنت حزينًا حينما سمعت أن بعض الإخوان من دمنهور حققوا معهم لأنهم تناولوا الإفطار مع عبد المنعم أبو الفتوح فى رمضان.. فهذا لا يليق بجماعة كبيرة مثل الإخوان تستوعب الجميع بل إننى أتمنى أن يقوم الإخوان بعمل نادٍ للإخوان لكبار السن أو للذين فصلوا حتى يظلوا على صلة بالإخوان وإن كنت أرى الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله والإمام حسن الهضيبى وغيرهم من مرشدى الإخوان يبحث عن الذين كانوا فى يوم من الأيام من الإخوان يسلمون عليهم ويدعونهم للعشاء ويستمعون إليهم.. وليس أن يقفوا ضدهم أو أن يقوموا بفعل تصرف منافٍ لآداب الإسلام فلا يليق بالإخوان ذلك أيا كان موقعهم التنظيمى داخل الجماعة.
*دائمًا ما يردد شباب الإخوان كلمة لماذا يفعلون ذلك ويقصد بتلك الجملة ما فعل مع كمال الهلباوى وعبد المنعم أبو الفتوح ما تعليقك؟
الشباب أنا أقول له يا أبنائى يا أولادى يا إخوانى لابد من الالتزام وراء القيادة وإذا لم تعجبهم تلك القيادة فليكفى أن تعجبهم الدعوة وليصوتوا ضدهم فى الانتخابات عندما توجد الانتخابات داخل الإخوان.. هذه هى الوسيلة لإعلان الرفض فلابد أن يختار الشباب من يعجبه ومن يريده.. فإذا جاء من يريده الشباب فأهلا وسهلا وإن أتى غيره فأهلا وسهلاً.. فالشباب يخدمون الدعوة ولا يخدمون أشخاصًا ويخدمون الدعوة ولا يخدمون مكتب الإرشاد.. فى أى موقع كان الإخوانى وحتى إن لم يكن له أى موقع قيادى فهم يخدمون الإخوان.. ويكفى للشخص أنه كان فى هذه الدعوة وتعلم فيها.. لأن الفرد منهم وإليك مثال من رحم الإخوان وليكن عبد المنعم أبو الفتوح.. فكم تعلم عبد المنعم أبو الفتوح ومن علمه أساتذة وأخذ دورات كثيرة وحضر كثيرًا، وهو الآخر علَّم كثيرًا من شباب الإخوان.. فالفرد من الإخوان عندما يتكون ينفق عليه الكثير من مال الإخوان ومن جهدهم ومن الفكر ومن التنظيم.. فلا يوجد كيانات تنفق على أفرادها وتعدهم مثلما يفعل الإخوان.. ونحن إذا اختلفنا مع قيادات الإخوان الآن فالصحابة اختلفوا مع بعضهم قبل ذلك.. ولكن القيادة يجب أن تكون أوسع الإخوان صدرًا وأيضًا يجب أن تكون هناك معايير لاختيارهم وليس مجرد الاختيار فقط.. فلابد من وجود معايير لانتخابهم مثل الأستاذ الذى يترقى فى الجامعة بناء على أبحاث وإشراف على رسالات الدكتوراه.. وصحيح أن الديمقراطية هى وسيلة لاختيار الأفراد لكن من الممكن وجود شخص محترم فى تخصص ولم يأتِ فى الانتخابات فليوضع فى لجنة داخلية من لجان الإخوان ليعمل وليخدم الإخوان.. فلو استوعب الإخوان هذا الأمر فلن يتركوا أحدًا حتى يستعين بمن ليس فى الإخوان من الكفاءات التى قد تكون نادرة فى الإخوان.. هذه سعة العقل وسعة الصدر.
*شباب الإخوان تحدث عن تخوفه من كون المرحلة الحالية التى نعتوها بالفوران داخل الإخوان وخاصة بعد نجاحهم فى مجلس الشعب وحجم المكتسبات التى أخذوها من الثورة مقدمة للتعنت ضد قيادات الجماعة التاريخية.. فهل سيستغل مكتب الإرشاد هذا النجاح فى سبيل بسط سيطرتهم على الجماعة بصور أكبر.. وهل يمهد مكتب الإرشاد لمقولة من ليس معنا فهو ضدنا حتى ولو كان ذلك داخل الإخوان أنفسهم؟
هذا تفكير خاطئ إذا حدث من قبل الموجودين فى مكتب الإرشاد.. فهم الذين يديرون ويجب أن يقوم مجلس شورى الإخوان بوضع السياسات وأن يقوم مكتب الإرشاد بالتنفيذ.. فمكتب الإرشاد يجب أن يقوم بتنفيذ السياسات التى يضعها مجلس الشورى وأرى من الآن أن د. بديع وهو رجل فاضل ومرشد محترم وهو رجل ربانى يجب عليه أن يقول للناس إنه مرشد للإخوان المسلمين فى العالم.. لذلك لابد أن تبحثوا داخل مصر عن مراقب عام للإخوان المسلمين.. وأن يكون المسئول عن مكتب الإرشاد مختلفًا اختلافًا تامًا عن المسئول عن مجلس الشورى.. وذلك حتى يستطيع مجلس الشورى أن يحاسب مكتب الإرشاد محاسبة دقيقة وأن يقوم بدوره.. وما أقوله الآن أتمنى من الإخوان أن يقوموا بذلك.
*هناك تخبط سياسى فى الشارع بسبب مواقف الإخوان فى تلك المرحلة.. هل ترى التخبط فى تلك المواقف تخبطًا فى الآراء داخل مكتب الإرشاد أم شىء آخر؟
من الممكن أن يكون ذلك.. وأنا لا أحضر الآن فى مكتب الإرشاد ولم أستمع لمناقشات إنما مشاهداتى أن الإخوان لا يصح أن يتغيبوا عن ميدان التحرير.. فالثورة تذبل الآن ويجب أن يسعى الإخوان المسلمون مع باقى الفئات التى شاركت فى ميدان التحرير لعمل قيادة لهذه الثورة.. فالثورة هى التى أعطت الإخوان الحرية وأعطتهم ما هم فيه الآن من حريات كبرى فى العمل السياسى وغير ذلك الكثير مثلما أعطت الكثيرين غيرهم مثل السلفيين كما أعطت الليبراليين والعلمانيين فلم يعد عليهم ضغط مثل الذى كان موجودًا أيام مبارك وأحمد عز ومثلما كانت تفعله أمن الدولة.. لذلك لابد أن نحافظ على روح الثورة ونحافظ على إنجاز وإنجاح متطلبات الثورة.. وحتى يوم إن ذهبوا الإخوان إلى المجلس العسكرى ولم يذهبوا إلى ميدان التحرير فكان من الممكن جدا أن يذهب بعضهم إلى المجلس العسكرى وبعضهم يذهب إلى ميدان التحرير ويتركون الشباب هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.