جامعة قناة السويس تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر (صور)    "راحت عليك" تعود للحياة بعد 100 عام على مسرح الأوبرا المصرية    جامعة المنوفية ال9 محليًا و28 إفريقيًا بتصنيف ليدن الهولندي في التأثير العلمي    «التضامن» تقر تعديل قيد وتوفيق أوضاع 7 جمعيات في 4 محافظات    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم    «جهاز العبور الجديدة»: تسريع وتيرة العمل لتلبية احتياجات المواطنين    داليا الهواري: استراتيجية وطنية متكاملة لتعزيز جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة    الإسكان تعلن موعد تسليم الدفعة الأولى من أراضي "الرابية" بالشروق    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل التعاملات    بمشاركة السيسي، انطلاق أعمال قمة بريكس بلس    دبلوماسيون: حزب الله لا يزال قادرا على استيراد الأسلحة واستبدال القادة الذين يتم اغتيالهم    للمرة الأولى منذ بدء الحرب.. إطلاق 50 صاروخا نحو الجليلين    الهند.. استعدادات لإجلاء مليون شخص وإغلاق المدارس تأهبًا لعاصفة استوائية    بيراميدز يواجه سيراميكا لتحديد صاحب الميدالية البرونزية في السوبر المصري    بعثة الأهلى تعود للقاهرة عقب مواجهة الزمالك فى نهائى السوبر المصرى    أحمد سليمان: تذليل كل العقبات أمام لاعبي الزمالك قبل نهائي السوبر المصري    مران بدنى ومحاضرة أخيرة للاعبى الأهلى قبل لقاء الزمالك فى نهائى السوبر    الشبورة ترفع تأخيرات القطارات اليوم على الوجهين البحرى والقبلى    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى أكتوبر    لبيك اللهم لبيك.. التطعيمات اللازمة للتقديم لحج القرعة عام 2025    المتحف المصري بالتحرير يعرض رأس قناع يرتديه كهنة أنوبيس أثناء الطقوس الدينية    الإسعاف الإسرائيلي: إصابة شخصين بجروح خطيرة في الجليل الغربي    تحرك برلماني عاجل لوقف هدم مقابر الإمام الشافعي    «عبد الغفار»: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 131 مليون خدمة مجانية خلال 83 يوما    رئيس «الرعاية الصحية» يتابع عمل منظومة التأمين الصحي الشامل بالسويس    اتفاقية تعاون بين «المنيا» و«إي اف جى» لتطوير وحدة الغسيل الكلوى    فريق طبي بمستشفى منوف العام ينقذ حياة مريض بعد توقف القلب    تكليف 350 معلمًا للعمل كمديري مدارس بالمحافظات    مهمة جديدة في انتظار شيكابالا داخل جدران الزمالك بعد أزمة الثلاثي    بسبب الأسعار.. اجتماع عاجل لوزراء التنمية المحلية والتموين والزراعة مع المحافظين    «القاهرة الإخبارية»: صافرات الإنذار تدوي في عشرات المواقع شمال إسرائيل    جامعة حلوان ونقابة الصحفيين يوقعان بروتوكول تعاون لتقديم الخدمات الصحية للصحفيين وأسرهم    نيقولا معوض يخدع ياسمين صبري في ضل حيطة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 في المنيا    محافظ أسيوط يتفقد مدرسة النيل الدولية    حبس المتهم بق.تل والد زوجته فى مشاجرة بالقليوبية    تشكيل الاتحاد المتوقع أمام الرياض في دوري روشن السعودي    اعتقال 200 فلسطيني من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة    استقرار أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 24 أكتوبر    علي الحجار يحيي «حفل كامل العدد» بمهرجان الموسيقى العربية.. (صور)    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    هل يجوز الكذب عند الضرورة وهل له كفارة؟.. أمين الإفتاء يوضح    علي الحجار: مهرجان «الموسيقى العربية» عالمي.. وهذا الفرق بين المطرب والمغني    ألمانيا تتعهد بتقديم 60 مليون يورو إضافية مساعدات إنسانية للبنان    الأحد.. هاني عادل ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    لاعب الزمالك السابق يكشف ملامح تشكيل الفريق أمام الأهلي    خبير عن تطرق البيان الختامي ل " البريكس" للوضع في الشرق الأوسط: رسالة للجميع    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    حب وحظ وحسد.. عبير فؤاد تكشف عن أبراج تتغير حياتهم الفترة القادمة (فيديو)    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواطنين بمدينة نصر    المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد.. نوفمبر المقبل    فيديو مرعب.. لحظة سرقة قرط طفلة في وضح النهار بالشرقية    ضبط المتهم بواقعة سرقة قرط طفلة بالشرقية    القبض على سائقين قتلا شخصًا في عين شمس    أكروباتية خرافية من هالاند.. سيتي يقسو على سبارتا براج بخماسية في دوري أبطال أوروبا    محافظ الإسماعيلية ورئيس هيئة قناة السويس يشهدان احتفالية ذكرى انتصارات أكتوبر    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    جامعة الأزهر تكشف حقيقة شكاوى الطلاب من الوجبات الغذائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. كمال الهلباوي .. المستقيل حديثاً من جماعة الإخوان المسلمين.. أمين منتدي الوحدة الإسلامية والمتحدث السابق باسم الإخوان في الغرب
أنا الإخوان المسلمون رفض الجماعة لدعم أبو الفتوح معصية .. لأنك تستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير
نشر في الأخبار يوم 01 - 04 - 2012

تخبط القيادة أضر بالدعوة والجماعة.. ويفقدها مصداقيتها في الشارع
نعم استقلت .. لكني أطالب الشباب بالبقاء والثبات من أجل الإصلاح
الإخوان ظلموا الثورة.. كانوا آخر الملتحقين بها وأول المنسحبين وأكثر المستفيدين منها
لا أمانع أبداً في ترشح قبطي أو امرأة للرئاسة.. ولو ترشحت نهي الزيني أوچورچ اسحق لبايعتهما
من باكستان الي لندن ثم القاهرة رحلة غربة طويلة عمرها أكثر من 23 سنة، سمتها المميزة هو الحرمان من الوطن والأهل، أما رحلة العودة فلم تطل سوي بضع ساعات هي مدة رحلة الطائرة من المنفي الي القاهرة، لكن الأهم هو ان رحلة العودة تلك لم تسنح إلا بعد نجاح الثورة وسقوط النظام السابق. وكانت آخر محطات الرحلة هي استقالته المدوية من جماعة الإخوان التي أعلنها مساء السبت الماضي إثر إعلان الجماعة ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية هو إخواني صميم، لكنه للغرابة يقف علي يسارهم تماماً.
انتقاداته لأداء الإخوان كان يضعها في خانة النصح العلني، آراؤه مذهلة لأنها تتقاطع مع كل المفاهيم والتصورات السائدة عن فكر الإخوان المسلمين، أدلته من القرآن والسنة، وتعاليم الإمام حسن البنا التي ينصحنا نحن والإخوان الجدد بقراءتها وتدارسها جيدا. ينفي تماماً أي أثر لطول إقامته في الغرب علي انفتاح أفكاره.. ويقول تعاليمي أستقيها من الإسلام.
فور استقالته التي كنا نتوقعها والتي جاءت بعد إجراء هذا الحوار بأقل من 48 ساعة، اتصلت به ليبادرني قائلاً: أنا الإخوان المسلمون.. انا علي منهج الإخوان من الصراحة والشفافية والوضوح مع الناس. لم يفصلني أحد واستقالتي لا تعني انني تركت الإخوان المسلمين، لكنني استقلت اعتراضاً علي منهج القيادة التي ترددت كثيرا في موضوع الرئاسة وفي موضوع الميدان وموضوع الثورة التي قالوا انهم سيحمونها لكنهم أعطوها ظهرهم.
استقالتك كانت متوقعة فما الذي أجلها؟ هل كنت تراهن علي مراجعة الموقف داخل الجماعة؟
لا.. كنت انتظر حتي يتضح المشهد ، لكن المشهد ازداد تعقيداً. ففي البداية أعلنوا أنهم لن يرشحوا أحداً ، ثم تعدل الموقف ليعلنوا انهم لن يرشحوا أحداً ذا خلفية اسلامية، ثم تعدل الموقف ليقفوا بالكامل ضد د. عبد المنعم ابو الفتوح ومما قالوه انه خالف هذا القرار، ثم تعدل الموقف بالبحث عن رئيس جمهورية ذي خلفية اسلامية - وهذا بناء علي كلام الدكتور بديع- وبحثوا عن المستشار طارق البشري وحسام الغرياني، ثم في يوم وليلة تعدل الموقف برفع الحظر عن أيمن نور وخيرت الشاطر ليتقدموا به مرشحاً لهم.. لماذا؟ ما الذي تغير؟
ألم تتحدث مع القيادات كالدكتور بديع أو السيد مهدي عاكف وتنقل لهم رأيك هذا قبل الاستقالة؟
كنت اتحدث والمرشد السابق السيد عاكف كان يوافقني في الرأي، وأكد ان الإخوان لن ترشح أحداً للرئاسة.. فإذا كان المرشد السابق وهو استاذنا جميعا يقول هذا الكلام ثم يحدث ما حدث فإن هذا يبين مايدور في الكواليس.
هل يعني هذا وجود ازمة قيادة داخل الإخوان؟ وماذا تتوقع في قادم الأيام؟
مائة بالمائة هناك ازمة. والآن الشباب يدرس وضعه. واتصل بي بعضهم ومن القيادات أيضاً فور إعلاني الاستقالة يريدون ترك الإخوان، لكني أحاول تثبيتهم وأدعوهم للتمسك بالإخوان والبقاء فيها لأن الإصلاح ممكن، وهذه القيادة مصيرها الي زوال وتأتي قيادة جديدة.
هل تتوقع انقلاباً علي قيادة الإخوان مثلاً؟
لو كان فيه انقلاب لانقلبنا علي مبارك. الإخوان ينشأون علي التدرج في الإصلاح بعيداً عن هذا العنف.
وهل أسلوب القيادة الحالية يبشر بتعديل المسار وإمكانية الإصلاح؟
لو زاد الضغط ربما يرجعون عن الأخطاء ويعدلون المسار.
عودة الي البداية
ما ظروف الحرمان من الوطن؟
انا ذهبت إلي باكستان سنة 1988 للمساعدة في موضوع الأفغان والإشراف علي مجهودات الإخوان التنموية والفقهية الدينية والاجتماعية، ففوجئنا أثناء وجودنا هناك بقرار غبي من النظام السابق بقرار »العائدون من أفغانستان« وبعده قرار »العائدون من ألبانيا« فلم يكن هناك مفر من البحث عن مكان يمكن للمرء أن ينطلق منه ليفيد بلده ودعوته بقدر ماهو متاح. فكنت اتردد علي الغرب لألقي المحاضرات وأتحدث في الندوات والمشاركة في مراكز البحوث. كان مُيسراً ان اجد مكاناً في بريطانيا وذهبت الي هناك سنة 1994. وأنا كنت باقيا في باكستان لولا ان حدثت ضغوط أمريكية تزامنت مع الضغوط المصرية. من قبيل ان الأولاد لايستطيعون الحصول علي شهاداتهم الدراسية لدرجة انني اذكر حين كنا في باكستان وأردنا المغادرة بعد نجاح الأولاد رفضت السلطات هناك منحهم شهاداتهم. وفعلاً لم نحصل علي الشهادات إلا بعد سنة حينما تدخل أحد الأصدقاء بعد ان اصدرت له توكيلاً ولم نتسلمها في لندن إلا بعد سنة كاملة.
وهناك في لندن كانت الأمور أيسر وفي 1994 قبلت المدارس البريطانية الأولاد بدون شهادات لأنهم صدقونا حين ذكرنا لهم ظروفنا وطلبنا اختبارهم إن أرادوا. والحمد لله جاءت الشهادات مطابقة لما قلناه. بالطبع زادت الضغوط بعدما أسست في بريطانيا المركز الإعلامي للإخوان المسلمين وبعدما اختارني الإخوان المسلمون متحدثاً رسمياً باسمهم في الغرب. وزاد الطين بلة وتضاعفت الضغوط بعدما أسسنا "جبهة إنقاذ مصر" وفيها الدكتور أحمد صابر الذي لايزال هناك لم يستطع العودة حتي الآن الي مصر وكان فيها الدكتورأسامة رشدي الذي تمكن من العودة معي ويسافر بين بريطانيا ومصر.
ماذا كان نشاط جبهة إنقاذ مصر؟
الجبهة قامت بنشاط واسع منها تنظيم المحاضرات، وأطلقت موقعا كبيراً علي الإنترنت تم تدميره حوالي عشرين مرة، وزادت العقبات لأنهم تعقبونا..
أقاطعه.. من الذي كان يتعقبك؟
الله أعلم ربما اليهود، او اسرائيل أو امريكا!
أم السلطات المصرية؟
لا لاالسلطات في مصر كانت وراء المضايقات والنظام السابق كان لا يهتم إلا بتخريب البلاد وتدميرها وتجريفها.
كيف كانت ترتيبات العودة للوطن؟
ناس طيبين من الأصدقاء اتصلوا ودعوني للعودة وقالوا لي اتفضل .. فعدت يوم 5 ابريل من العام الماضي.
من هؤلاء الناس؟ يعني مسئولين أم أصدقاء؟
لا انا لم اتصل بمسئولين.. هم أصدقاء من الشخصيات العامة منهم محامون وأساتذة جامعة ممن لهم صلات متوازنة بالدولة وبالإسلاميين، ولا يتخذون مواقف معادية لطرف من الأطراف. هم فقط أناس يقفون ضد الفساد والديكتاتورية ويعيشون الوضع كما هو عليه.
هل تذكر لنا بعض الأسماء؟
لا أنسي فضل الدكتور محمد سليم العوا في هذا. هو رجل محترم وصديق منذ اربعين سنة.و من اشجع من التقيتهم، كان في عز أيام المطاردة والتضييق يزورني في الغربة ويسأل عني برغم المضايقات التي كان يتعرض لها كل من يحاول الاتصال بي في لندن ولو لتقديم واجب العزاء.
لماذا لم تستمر في موقعك كمتحدث باسم الإخوان؟
في الحقيقة انا لايستهويني العمل الإداري وروحي لا تميل إليه، وأحب العمل البحثي والفكري كالمشاركة في الندوات والمؤتمرات، أو الفهم والتقويم لحالة التخلف التي تعيشها الأمة.. أقصد تقويم الأداء كعلم يعين علي تشكيل المستقبل وتجديد الخطاب الديني هو جزء من تقويم الأداء لأن الخطاب نوع من الأداء، وكيفية ان يكون الخطاب ملائماً للزمن والفطرة والقضية والآمال المستقبلية.
هل تقصد بتجديد الخطاب مجاراة للزمن عن قناعة أم لمجاراة الظرف السياسي؟
شوفي ربنا أعلم بما في النفوس وهناك آيات في القرآن تستوقفنا كلما أعدنا قراءتها." يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" صدق الله العظيم. فمهما واريت أو أتقيت فأنا محاسب به وأنا خرجت من بيئة أسرية " اللي في قلبها علي لسانها" والأسرة علمتني انه يجب علي الإنسان ان يكون واضحا.. شفافاً.. وصريحاً ولكن بشرط عدم الإخلال بالأدب أو المنطق فلا يصح ان نجرح الناس بدعوي الصراحة، أو نسبب إحراجاً لأحد. لقد تعلمنا في الدين أن الكلمة الطيبة صدقة. فالخطاب الديني يجب ان يكون صادقاً ، شفافاً، لا يؤذي أحداً، أن يعبر عن الحقيقة بمحتوي سليم وفوق كل هذا ان يكون مقبولاً. فتجديد الخطاب الديني مهم لمواجهة الأفكار والفتاوي الشاذة التي أصبحنا نسمع بها هذه الأيام الله ورسوله أمرانا بالتيسير والبعد عن التشدد والعنف وبرغم ذلك تجدين الأفكار المؤدية الي التشدد والعنف بكلام قد يصل الي تكفير من يقول لا إله الله.
هل تسببت الصراحة والمباشرة اللتان تتصف بهما في إفساد علاقتك بالإخوان في أي مرحلة من المراحل؟
ممكن بالطبع الإخوان بشر ونفوس وليسوا ملائكة، ولا هم ظل الله في الأرض. لقد تميزوا في نواحي التربية والتنشئة والحفاظ علي الآداب والقيم والسلوك. لكن النفس أحياناً.... الإمام البوصيري يقول: وخالف النفس والشيطان واعصهما.. وإن هما محضاك النصحَ فاتّهمِ.الإخوان فيهم التجرد وحب التضحية لكن يعمل الناس مع بعضهم البعض في النواحي الإدارية لمدد طويلة تكون هناك رواسب في النفوس من الخلافات مثل أي تجمع بشري. ومن هنا تنشأ تكتلات وتجمعات تحب بعضها ويحدث نوع من الانكفاء علي الذات.وهذا موجود أيضاً بين الليبراليين والعلمانيين ، وموجود بين الرجال وأيضاً النساء والشباب. لكنني آثرت الابتعاد عن أي إطارات وبراويز، وأن اركز اهتمامي علي العمل في النواحي الفكرية والبحثية.
هل أفهم من هذا انه لم تربطك أي علاقة تنظيمية بالإخوان؟
يقاطعني هو هذه المرة ويقول بإصرار: لا لا.. ولا في أي جهة لم أكن عضوا بمكتب الارشاد ولا مجلس شوري الجماعة ولافي حزب الحرية والعدالة ولا أي حزب آخر. وأرجو الله سبحانه وتعالي ان يوفقني لخدمة مصر من خلال مصر وليس من خلال أي حزب.
أثناء إقامتك في بريطانيا ألم تكن لك مساهمات مالية أو تمويلية لجماعة الإخوان في مصر؟
لا طبعا، ومن أين لي بالأموال؟ اسمعي قضية تمويل الإخوان أعرف انها تشغل بال الناس لكن الحقيقة وبكل شفافية هي أن تمويل الإخوان من جيوبهم.فمن أهم المبادئ التي يؤمن بها الإخوان ويتمتعون بها هي الاستقلال والتضحية. لأن الإمام البنا - وقد لا يعرف ذلك الكثيرون حتي من الإخوان المسلمين- كان يشجع الإخوان متيسري الحال علي التوصية بجزء من ثرواتهم من أجل الدعوة. يعني يورث الدعوة والعمل الدعوي وليس مثلما اراد مبارك ان يورث الحكم. والأعمال الخيرية جزء من العمل الدعوي كبناء مدرسة او مستشفي اوإقامة الندوات وإعطاء الدروس فيما يعزز الوحدة الوطنية ونشر المحبة والصلح بين الأزواج. وشوفي حكمة ربنا سبحانه وتعالي حين يقول:" وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"، ولم يحدد مناحي الخير كل ماهو في سبيل الله خير. المهم ان تميل الإخوان ذاتي مائة بالمائة.
حضرتك أمين عام منتدي الوحدة الإسلامية وقد لوحظ انك تسعي للتقريب بين السنة والشيعة، وقد فسرت بعض الدوائر قربك من الشيعة بأنه ميل نحو ايران، وخاصة بعد ان هاجمت ملك السعودية والمفتي السعودي هل توضح لنا حقيقة الأمر؟
أولاً المنتدي يسعي الي وحدة الأمتين العربية والإسلامية ثم أنا لست هجاء ولا مداحاً. وسأوضح لك، لقد تعلمنا في دعوة الإخوان ألا نقبل احتلالاً علي أرضنا، فأن أجد القوات والقواعد الأمريكية موجودة في كل أنحاء الخليج هذا أمرغريب. فكيف نتكلم باسم الإسلام ونقبل الاحتلال؟ الإسلام لا يقبل هذا. ثانياً نحن نتمني رؤية أمة واحدة بدون حدود. هذه الدول العربية الموجودة الآن هي نتاج لاتفاقية سايكس - بيكو. والحكام الموجودون حالياً هم حراس لسايكس- بيكو. وسأعطيك مثالاً، انا اركب الطائرة ست ساعات لأنتقل من بوسطن الي فلوريدا بالولايات المتحدة بينما المسافة من البحرين الي قطر لا تزيد علي عشر دقائق. والعرب أضاعوا الأموال والنعم التي وهبهم الله. وحين أجد ان الإمام الخميني رحمه الله حين قام بالثورة الإسلامية طرد السفارة الإسرائيلية وأحل محلها الفلسطينيين. وحين طرد الشاه الذي كان أقوي من صدام حسين لم يستعن بجندي واحد أمريكي أو فرنسي وكانت لديه القدرة علي تحرير بلده فكيف لا أحترمه؟ لكن ان نستعين بالناتو لتحرير بلد عربي او أتخلص من صدام حسين واستبدله بأمريكا. "هي امريكا دي جمعية خيرية تعمل لحساب العرب؟"، وحين أقارن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ببعض الحكام العرب وأجده يستقل سيارته التي يعود عمرها الي عشرين عاماً مضت وحساباته الخاصة في المصرف وثروته معروفة للجميع، وأجد شخصا مثل مبارك وأعوانه حسب كلام كاترين آشتون قد جرف مليارات الدولارات، وأجد فقراء في السعودية يعيشون علي التسول ورغم الثروات الهائلة التي يملكونها تجدين قري لم يصلها التقدم ويتسلق سكانها الجبال كالقرود بالله عليك من أحق بالاحترام مثل هؤلاء أم دولة لديها برنامج نووي أوقف الغرب علي أربع؟
أنا شخص أحب بلدي وأمتي ويعز عليّ حالة التخلف الموجودة رغم النعم والثروات التي نملكها وأتمني ان يكون لنا مكان في الخريطة العالمية و ألاحظ انه ليست لدينا اي إسهامات عالمية وكل علمائنا الأجلاء في الخارج. أين البرنامج النووي المصري الذي بدأناه قبل ايران بعشرات السنين؟
لست هجّاءً ولا مدّاحاً
في الآونة الأخيرة لوحظ إطلاقك لتصريحات نارية ضد الإخوان المسلمين وممارساتهم السياسية، ما الذي تغير في موقفك منهم؟
حسب فهمي الذي انطلق منه للدعوة، وبما يخدم مصلحة الوطن، النصيحة لدينا واجبة. وقبل ان يخرج الإخوان الي العلن ويتمتعوا بجو الحرية ويصبح لديهم حزب، كنا معتادين علي أن نقدم النصيحة في السر. لكن حينما أجد خطأ من أحد الإخوان في التليفزيون لا يمكن ان أنصحه في السر. فحين أجد المرشد وهو رجل محترم الله يكرمه يقول في التليفزيون لن ننتخب أبو الفتوح، أوأن يقول لن ندعم أحداً من المرشحين. هنا أتساءل لماذا اخترت أحدهم بعينه لتتحدث عنه رغم ان هناك عشرة مرشحين ؟ وكان من الكياسة ان يقول إننا في ضوء مصلحة مصر سوف ننتظر حتي يكتمل العدد وسنضع معايير معينة من يلبيها ويلبي مصلحة الوطن سندعمه. هذا هو المنطق والعقل. فحين أسمع المرشد الذي يقود الإخوان ويمثل الإخوان في العالم يقول هذا الكلام لايمكن أسكت.أو حين أقرأ في المصري اليوم حواراً مع الأستاذ مهدي عاكف وهو أستاذ وصديق عزيز وأنا اعتبره آخر المرشدين الكبار- يقول لن ننتخب عبد المنعم أبو الفتوح رغم انه الأفضل.. ألله!!
هنا تكمن مشكلة حقيقية، ليست سياسية فقط ولكنها مشكلة تربوية أيضاً، حين أربي الإخوان علي اختيار الأدني رغم ان الله تعالي يقول:" أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير"
ربما لأنه خرج علي مبدأ السمع والطاعة؟
يا أختنا..المقصود السمع والطاعة المبصرة.. فيما لا ضرر فيه ولا عصيان فيه.
هل هذا الشرط "فيما لاضرر فيه" ومتفق عليه تماماً بين الإخوان؟
بالطبع معروف تماماً انه مبدأ" السمع والطاعة في غير معصية" حين أربي الإخوان علي اختيار الأدني هنا توجد معصية وهذا يضر البلد. وهذه مشكلتنا في البحث العلمي وفي الادارة وفي السياسة. وهنا يستوقفني الأمر. لقد قرأت في العام الماضي بجريدة القدس العربي اللندنية تقريراً لحسنين كروم يوم 3/21 أي بعد نجاح الثورة بأكثر من شهرجاء فيه أن الرئيس السادات كان يبحث عن نائب "حمار" .. هكذا "حمار" يعني الرئيس يبحث عن شخص يعاونه أدني من الآخرين .. هذا يضر مصر ومصالحها العليا. فحين أبحث عن قائد يقود سيارتي من الطبيعي ان ابحث عن شخص محترف ليوصلني بسلام لا عن سائق أهوج أو هاو يحطم سيارتي.فإذا أخذ الإخوان الأدني وتركوا الأفضل يكون ذلك خطأ يجب أن أنبه له ولا يمكن السكوت عليه. الأمر الآخر الذي لاحظته في الإخوان بعد عودتي أن لدينا مكتب إرشاد وهذا مكتب إداري ولدينا مجلس شوري، فكيف يكون المرشد هو رئيس مكتب الإرشاد ورئيس مجلس الشوري الذي يحاسب مكتب الإرشاد؟ هل نطالب الدولة بالفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعندي في الجماعة لاأفعل ذلك وأجمع بين السلطات؟ قلت لا هذا خطأ ويجب تغييره، لكنهم لم يستجيبوا ومايزال المرشد هو رئيس مكتب الإرشاد ورئيس مجلس الشوري.فأنا كما أنقد الأحزاب الأخري أنقد أيضاً الحرية والعدالة. وربما يكون نقدي لصالح الوطن والناس أكثر صواباً ممن ينتقدون من الخارج وهم لا يعرفون فينتقدون الإخوان أو المرشد عن جهل. "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
لكن هل كنت راضياً مثلاً علي قيام الجماعة بتأسيس حزب سياسي؟
نعم ..لابأس من ذلك.
استقلال الحزب عن الجماعة ضرورة
هناك انتقادات عديدة لتطور الأداء السياسي للإخوان. في بداية الأمر تحدثوا عن الحكم بالمشاركة، ثم تحول الأمر الي المغالبة وانتهي الي محاولات الاستئثار والاستحواذ أيضاً قالوا في البداية لن نرشح أحداً للرئاسة وانتهي الأمر بترشيح خيرت الشاطر مارأيك؟
دعيني أخبرك شيئاً. لقد اجتمعت الهيئة العليا للحزب وفي التصويت جاءت النتيجة 57 ضد 13بشأن ترشيح أحد أصلاً من الإخوان ولكن تغير الامر في لحظة . هذه النتيجة تبين ان الناس واعون لخطر هذا القرار الذي من شأنه أن يفقد الإخوان مصداقيتهم.
كثير من القوي السياسية تتساءل عن السند القانوني أو السياسي الذي يجعل الجماعة تسيطر علي قرارات الحزب؟
لا هم يتشاورون ويتناصحون، لكن قرارات الحزب تؤخذ من داخله، أما أن تسيطر الجماعة علي قرار الحزب هذا أيضاً خطأ، ويخلق مشكلة. فحين يحكم الحزب البلاد من خلال أغلبية برلمانية ويأخذ قراراته من الجماعة تصبح مشكلة.
وما الحل لهذه المشكلة؟
أن يستقل الحزب تماماً عن جماعة الإخوان المسلمين. ومن الأحري ان يتم اختيار الشخصيات القيادية التي تتسم بالحنكة والحكمة لضمها الي الحزب. وعلي من يريد من الجماعة أن يشارك في صناعة القرار أن ينضم للحزب وتنصرف الجماعة للعمل الدعوي ولتربية الكوادر من اجل الحزب. وتصبح الجماعة مثل الأم التي تربي أولادها. ولا يليق ان يظل الحزب معلقاً - رغم مافيه من قامات وهامات- علي رأي الجماعة.
هناك مقاومة من جماعة الإخوان المسلمين للإفصاح عن ميزانيتها وإخضاعها للمراقبة، ما رأيك؟
لا أري سبباً لهذه المقاومة بل علي العكس فليس لدي الجماعة ما تخفيه وكل مواردها ذاتية كما ذكرت من قبل ومن المصلحة إثبات ذلك لأنها لاتحصل علي موارد من الدولة او من اي جهة أخري.
في المسألة الرئاسية
قرأت لك من قبل آراء متقدمة جداً علي فكر الجماعة، منها انك لاتمانع في ترشح امرأة للرئاسة بل انك زكيت المستشارة نهي الزيني كما انك لا تمانع من ترشح قبطي ، مع ان هذا يتعارض مع أول شروط الجماعة للرئيس بأن يكون مسلماً ؟
فعلاً وهذا أيضاً خطأ. أنت تعمل في نظام ديموقراطي فلتترك الخيار للشعب،ولو اختار الشعب قبطياً أو امرأة يجب ان تسأل نفسك لماذا؟ الإمام حسن البنا له رسالة مهمة في احترام إرادة الأمة والإسلام لم يفرض أي قيد علي إرادة الأمة يقول تعالي" أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" حتي في العقيدة التي هي أهم وأغلي من رئاسة الجمهورية ليس هناك قيد أو إكراه في العقيدة التي تحدد مصير الإنسان في الآخرة. في الغرب ممكن لأي شخص اقام عدة سنوات أن يترشح للرئاسة، ألم يصبح أوباما رئيساً لأمريكا وهو من أصول كينية؟ نحن لدينا قيود غريبة جداً وسخيفة. يمكنك ان تحترم دينك وحبب الناس في الإسلام وفي الدعوة واتركهم يختارون الرئيس. افترضي انه ظهر رجل مسيحي ثوري ..واحد مثل جورج اسحق في الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية كان يقف يومياً علي باب دار القضاء العالي. هل يصح أن آتي بواحد "راكن" لأنه مسلم أو من الإخوان لأقدمه علي شخص مثل جورج اسحق؟ أكون مخطئاً.
حضرتك في البداية أعلنت انك ستبايع الدكتور العوا لو ترشح للرئاسة، ثم أعلنت انك تدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ما سبب هذا التحول؟
غير صحيح. أنا لم أعلن شيئاً بخصوص هذا أو ذاك، فكلاهما عندي سيّان.
لكن حين يترشح كلاهما فأين ستقف؟
هناك محاولات للتوفيق. وأنا عضو بلجنة المائة التي تضم احمد السيد النجار والدكتور عبد الخالق فاروق والدكتور عمار علي حسن، وآخرين من افاضل الناس، ناقشنا موضوع الانتخابات الرئاسية وتوصلنا الي رأي مفاده تشكيل فريق رئاسي وألا يقتصر الأمر علي منصب الرئيس بحيث يضم الفريق الرئيس ونواباً ومستشارين، ووضعنا بعض المعايير أولها ان يتمتعوا بقبول جماهيري فلا نسقيهم للشعب كالشربة،وأن يتبنوا مطالب الثورة والثوار،والأمر الثالث ان يستعصوا علي الاستقطاب، الشرط الرابع أن يكون لهم تاريخ نضالي ضد الفساد والظلم والديكتاتورية، الأمر الخامس أن يحافظوا علي الثوابت الوطنية والإقليمية، وان يقبلوا مراجعة البرامج بحيث تتفق مع المصلحة الوطنية، وان تكون لديهم مهارة إدارة الحملة الانتخابية، فضلا عن طهارة اليد وكل هذه الشروط تنطبق علي العوا وعلي ابو الفتوح وحمدين صباحي وعبد الله الأشعل وأبو اسماعيل، ونحن نسعي للتوفيق خاصة ان مؤسسة الرئاسة تتسع لجهد الجميع، فلو لم يتفق هؤلاء ستخسر مصر كثيراً ويستفيد الفلول وأصدقاء النظام السابق.
كيف كان الإخوان يستقبلون أفكارك وآراءك هذه بعد كل طلقاتك النارية ضدهم ؟
لا أعرف توجهي لهم بهذا السؤال. لكن ما أعرفه انني كنت عضواً بالإخوان ولم يفصلني أحد ولم أخضع لتحقيق أو مراجعة.
حين أعيش في لندن وأجدها تحتضن نوعيات من البشر لايمكن تخيلها.. أبو حمزة المصري وأبو قتادة وياسر السري وكمال الهلباوي وعمر بكري من حزب التحريرالذي أفتي بقتل جون ميجور وراشد الغنوشي. لماذا لا تصبح مصر هكذا؟ هل خلق الله الغرب بعقول أفضل من عقولنا؟ لماذا يتقدم الغرب في الحريات ونتخلف نحن؟
أتصور أن الرد سيكون ان ذلك حفاظ علي الإسلام.
يا ابنتي اسمعي ماذا يقول الإمام حسن البنا عن الإسلام والدعوة. البنا لديه رسالة اسمها رسالة التعليم، ورغم انها لا تتجاوز الخمس أو الست صفحات إلا أنها من أنفس ماكتب، لأنها تتضمن أركان البيعة العشرة، وبها عشرون أصل من الأصول هي ضوابط لفهم الإسلام. في الضابط أو البند الثامن عشر من رسالة التعليم يقول حسن البنا:" الإسلام يحرر العقل، ويحض علي النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع من كل شئ، فالحكمة ضالة المؤمن،أنّي وجدها فهو أحق الناس بها"هذا هو حسن البنا فهل أتعلم منه، ام من الأجيال اللاحقة؟
ما رأيك في تساؤل السيد مهدي عاكف في أحد حواراته التليفزيونية عن شباب الثورة: من هم شباب الثورة وماذا قدموا لها، أوماذا قدموا أكثر مما قدمه الإخوان؟
أنا لم أشاهد البرنامج لكن لو كانت هذه هي الفكرة السائدة فدعيني أؤكد ان الإخوان ظلموا الثورة،كانوا آخر الملتحقين بها رسمياً، وأول المنسحبين، وأكثر المستفيدين. إذا أنكر الإخوان هذا الفضل للثورة فإنني اكون حزيناً جداً وأستغرب كيف لم تؤثر فيهم التربية الطويلة في الإخوان خاصة القيادات؟ هل عندما اعترف بالفضل للثورة بعد الله سبحانه وتعالي أكون منكراً لفضل الإخوان؟لا مجال هنا للمقارنة. أنا أقول الثورة غيرت مفاهيم كثيرة وعلي رأسها مفاهيم التغيير في العالم العربي كله، من أسامة بن لادن وحتي الإخوان المسلمين.
كيف ؟
الإخوان عندهم نظرية إصلاح طويلة المدي، وهي نظرية صائبة لأنها تربي أجيالاًوالإصلاح يكون بالتدرج. إنما الفساد الذي أرساه مبارك الذي استمر ثلاثين سنة وأصبح كنزاً استراتيجياً لإسرائيل، لم تغيره الإخوان ولكن الشباب هم الذين غيروه، هذا الشباب الذي يرتدي السلاسل وغربي الهوي ويستمع للموسيقي ويرقص أحياناً في الليل. الإخوان ساعدوا في حماية الثورة وكان الشباب أنضج من القيادات حين التحقوا بالثورة من اليوم الأول.
لولا الثورة
كنت قد كتبت مقالاً قبل الثورة بأيام وأنا ماأزال في بريطانيا وأظن نشرته المصري اليوم قلت فيه عار علي من لا يلتحق بالثورة منذ يومها الأول.لأني كنت أتوقع أن الإخوان سيستغرقون وقتاً طويلاً حتي يتخذوا القرار ويزنوا الأمور. فإذا كان الأستاذ مهدي عاكف قال هذا الكلام بالنص فإنني أقول يجب علي الإخوان ان يكونوا أكثر موضوعية وإنصافاً وأن يعترفوا بالفضل لأصحابه.لولا هذه الثورة لكان الإخوان مازالوا يعملون في السر.ولولا هذه الثورة لكان المجلس العسكري تحت حكم مبارك وجمال وسوزان مبارك. لولا هذه الثورة لم يكن حزب الوسط حصل علي ترخيصه بعد 15 سنة. ولولا هذه الثورة لكنت مازلت في بريطانيا والله أعلم لكنت مازلت مطارداً، لولا هذه الثورة لما دخلت ماسبيرو، أنا عائد بالأمس من حلقة في قناة النيل الثقافية.
لكنها للأسف توقفت الآن ودخلت مرحلة الإنعاش.
والإخوان مسئولين عن هذا،فهم أكبر تنظيم في البلد، ويستطيعون ارسال مائة ألف الي ميدان التحرير ليتكلموا ويضغطوا حتي تتحقق كل مطالب الثورة، وبالطبع معهم القوي الثورية الأخري التي تركت الميدان واعتمدت علي المسار الديموقراطي وحده، فلم تزاوج بين المسارين.
ما رأيك في شباب الإخوان الذين يبدو أن لديهم درجة ما من الاستقلال الفكري؟
هؤلاء هم قادة الغد لو استمروا في التنظيم طبعا. هؤلاء الذين سيقودون الدعوة. وأدعو الله ان يصلح حال الجماعة. لقد فصلوا بعض الشباب في البداية لكنهم لا يستطيعون الآن لأنهم وجدوا أن الموجة طويلة وممتدة ووجدوا الشيخ القرضاوي ينصحهم ويقول لهم حافظوا علي المبدأ. والدكتور غزلان قال نحن لسنا بلسانين ولا بمظهرين وقال كلاماً جميلاً يجب ان يتمسكوا به.
مشكلة الإخوان انهم خايفين. لأن الإعلان الدستوري لم ينص علي صلاحيات للبرلمان وهم يرون أن الاتجاه في الفترة الانتقالية يسير نحو النظام البرلماني دون ان يتمكنوا من تحقيق شئ.
التأسيسية.. مقبولة شكلاً مرفوضة موضوعاً
ما رأيك في تشكيل تأسيسية الدستور؟
حين تقرأين الخريطة تجدين انها تضم اساتذة جامعات وبرلمانيين وحزبيين ورجالا ونساء وأقباطا ومصريين قي الخارج. تشكيل شكلاً مقبول لكنه من ناحية الموضوع غير مقبول لأنه أهمل أساتذة كبار، قد أكون علي خلاف شخصي او فكري معهم، لكن عندما يتعلق الأمر بمصلحة مصر يجب ان نلتقي نحن الاثنان. هذا أمر، الأمر الآخر ان السند القانوني لتشكيل هذه اللجنة غير قائم، وهناك غموض في نص المادة 60 فلم تبين حين يعهد لمجلسي الشعب والشوري نسبة الاختيار من بينهما ولانعرف لماذا قام البرلمان بالاختيار علي هذا النحو50٪ من البرلمان و50٪من خارجه نصفهم أو أكثر من الإسلاميين اعرفهم بالاسم الأمر الآخر ان من يصنع الدستور ليسوا الأغلبية او الأقلية فأغلبية اليوم قد تصبح أقلية غداً، الأمر الرابع ان البرلمان سلطة تشريعية وهو أحد سلطات ثلاث فلماذا اختص نفسه دون السلطتين الأخريين بعمل الدستور؟ ولايمكن تفصيل الدستور علي المقاس. الاختيار كان ساذجاً.
كان ينبغي وضع معايير لمن يمكن ان ينضم للتأسيسية. حتي عندما تحدث الكتاتني قال هذه هي المعايير لكنه لم يذكرها وانتقل فوراً الي الآليات. وأخشي ان يكون هناك خلط بين المعايير او المواصفات وبين الإجراءات. قد يكون من اخترتهم من افضل الناس لكنك لم تعلن عن المعايير التي اخترتهم علي أساسها.وأن تكون هناك ضوابط تضمن تمثيل كافة مكونات المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.