في الوقت الذي قال فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الدولة استعادت هيبتها ولا أحد يستطيع المساس بها، كانت العريش تعاني الأَمرين على يد تنظيم الدولة "داعش"، لا سيما بعد أن ارتفع عدد القتلى المسيحيين الذين استهدفهم التنظيم خلال الأيام الماضية إلى 7 أشخاص. وانتقد سياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات السيسي، معددين في الوقت ذاته ما آلت إليه البلاد في الفترة الراهنة من بينها السماح لمفتشين أجانب بمراجعة إجراءات الأمن في المطارات المصرية ومراقبة تأمين الركاب والبضائع والتي تعتبر الأولى من نوعها. وأضافوا أن الأراضي المصرية شهدت اختراقًا غير مسبوق في عهد السيسي، من خلال تكرار قصف الطائرات الإسرائيلية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة في سيناء، وسط صمت النظام، مشيرين إلى أن تنازل النظام القائم عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية يعد أحد أبرز مظاهر فقدان هيبة الدولة وانتهاك سيادتها. أمين إسكندر القيادي بحزب الكرامة قال إن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن مصر استعادت هيبتها كلام فارغ ليس له أساس من الصحة وما يحدث في مصر عامة وفي سيناء على وجه الخصوص يؤكد أنها لا تزال كما قال شبه دولة. وأكد إسكندر ل "المصريون"، أن الدولة المصرية لن تستعيد هيبتها إلا عندما تمتلك إرادتها في اختيار من يحكمها عن طريق الصندوق الذي طالبت به ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن ما حدث في العريش من قتل لعدد من مسيحيين على يد "داعش" يرجع للعديد من الأسباب أهمها طائفية الأجهزة الأمنية التي تستبعد وجود المسيحيين والسيناويين والنوبيين فيما يسمى بالأماكن السيادية في الدولة وتخوينهم. وأضاف: "الفشل الأمني الذريع في المناطق الحدودية والادعاء بأن الأمور على ما يرام يعد سببًا آخر فيما يحدث حاليًا في سيناء"، لافتًا إلى أن "كل مَن ينتقد التعامل الأمني غير المجدي مع تلك التنظيمات من أجل إعادة الهيكلة والإصلاح لخلق تعامل أفضل للوصول لنتائج أكثر إيجابية تتم مهاجمته واتهامه بتشكيك في القدرة الأمنية والعسكرية". وتابع: "الأجهزة الأمنية لا تفكر إلا في كيفية أن تدوم السلطة فيمن تريده حتى ولو وصل الأمر إلى تقليب الشعب على بعضه". ودأب السيسي في العديد من خطاباته على توجيه الانتقاد للدولة المصرية ووصفها ب "شبه الدولة". وقال الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق ل"المصريون"، إن "الانتهاكات العديدة التي يعاني منها الأقباط تثبت ضياع هيبة الدولة"، مشيرًا إلى الوضع في سيناء حيث هجرت عشرات الأسر؛ لأن الدولة غير قادرة على حمايتهم من تنظيم الإرهاب الذي زعم الرئيس السيسي طوال الفترة الأخيرة محاربتهم. وأوضح أن الأوضاع السياسية غير مستقرة وأن الشعب فقد الثقة في النظام؛ بسبب تراكم المشكلات الاقتصادية والسياسية، وبالتالي فقد هذا النظام هيبته أمام شعبه، متابعًا «سياسات النظام السياسي القائم أضاعت هيبة الدولة المصرية محليًا ودوليًا». من جانبه، انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى، حديث السيسي عن استعادة الدولة لهيبتها تزامنًا مع تهجير الأقباط من سيناء. وقال إن سيناء أصبحت مثل سوريا والعراق التي ظل النظام يخوف المصريين من مصيرهما كثيرًا، مؤكدًا أن مشهد اللاجئين المصريين المسيحيين أصاب النظام بالعار. وأضاف عيسى في مقال له بجريدة المقال، أن "هيبة الدولة في مدينة العريش، وليست في أكاديمية الشرطة"، في إشارة إلى كلمة السيسي لطلبة كلية الشرطة مؤخرًا، لافتًا إلى أن فرض النظام للطوارئ في شمال سيناء لمدة زادت على 30 شهرًا لم يمنع مسلحي تنظيم الدولة من اقتحام منازل الأقباط هناك، وحرقها وقتل من فيها.