خالد البلشي: ترحيبٌ بعودة "هيكل" ومؤسسته في حفل توزيع جوائز الصحافة العربية    «التنسيقية» تنظم صالونًا نقاشيًا عن قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي    رئيس الوزراء القطري يبحث مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي العلاقات الاستراتيجية    سفير الصومال يشيد باستمرار الدعم العسكري المصري لمقديشو    25 لاعباً بقائمة الزمالك لخوض السوبر الأفريقي..ضم الونش و4 صفقات جديدة    خالي من السكان.. انهيار عقار جزئيًا في المعادي    انقضاء دعوى تتهم عباس أبو الحسن بدهس سيدتين في الشيخ زايد بالتصالح    مصر وألمانيا تحصدان جوائز أفلام الطلبة بمهرجان الغردقة    خبير: إسرائيل ستفشل على جبهة لبنان كما حدث لها في غزة    بعد واقعة مدينة الإنتاج.. عمرو عبد العزيز: حريق الاستديوهات ورا بعض مش طبيعي    هيئة الدواء: ضخ 156 مليون عبوة أدوية للقلب والسكر والأورام    أسباب كثرة الإصابة بنزلات البرد.. وطرق الوقاية    عبدالرحيم علي ينعى خال الزميل أبوالحسين غنوم    مبادرة خُلُقٌ عَظِيمٌ.. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب بالقاهرة    مياه الفيوم: ورشة عمل لتعليم السيدات مبادئ أعمال السباكة    الرئيس الإيراني: حزب الله يدافع عن حقوقه وندعمه في هذه المعركة    سماعات طبية لضعاف السمع.. وتطبيق للتواصل مع الخدمات    تفاصيل الحلقة 7 من «برغم القانون».. إخلاء سبيل إيمان العاصي    مستشار أممي: الطوارئ المناخية أبرز المخاطر المُهدّدة للعالم خلال العقد المقبل    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    مصروفات كليات جامعة الأزهر 2024/2025.. للطلاب الوافدين    فانتازي يلا كورة.. دياز وجاكسون "الكروت" الرابحة في الدوري الإنجليزي    تروي ديني: دياز سيكون رجل ليفربول الأول بعد رحيل صلاح    فتح باب التسجيل للنسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام    "المصريين": مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل تتويج لجهود الدولة    رسالة خاصة من تريزيجيه ل أحمد فتحي بعد اعتزاله    محافظات ومدن جديدة.. تفاصيل منظومة إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم    إسرائيل صنعت «البيجر» بنفسها ثم فخخته    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    لأول مرة.. شراكة بين استادات الوطنية والمتحدة للرياضة واتحاد الكرة لتدشين دوري الأكاديميات    السجن 10 سنوات للمتهم بتهديد سيدة بصور خاصة بابنتها فى الشرقية    Natus Vincere بالصدارة.. ترتيب اليوم الرابع من الأسبوع الأول لبطولة PMSL للعبة ببجي موبايل    إعلام بنها ينظم ندوة "حياة كريمة وتحقيق التنمية الريفية المستدامة".. صور    الكبد الدهني: أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    عاجل - حماس تطالب الجنائية الدولية باعتقال قادة الاحتلال: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في لبنان وغزة    نتيجة تنسيق كلية شريعة وقانون أزهر 2024/2025    الإحصاء: 21.5 مليار دولار صادرات مصر لأكبر 5 دول بالنصف الأول من 2024    تعيين قائم بأعمال عميد "فنون تطبيقية بنها"    الجيش الإسرائيلي يطالب سكان منطقة البقاع الموجودين داخل أو قرب منزل يحوي أسلحة لحزب الله بالخروج خلال ساعتين    محكمة برازيلية تبقى على الحظر المفروض على "X" لعدم امتثالها لطلبات القاضى    مهرجان مالمو للسينما العربية يعلن عن مواعيد الدورة الخامسة عشرة    قبل XEC.. ماذا نعرف عن متحورات كورونا التي حيرت العلماء وأثارت قلق العالم؟‬    العين الإماراتي: الأهلي صاحب تاريخ عريق لكن لا يوجد مستحيل    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    وزيرة التنمية المحلية تلتقي بنقيب أطباء أسنان القاهرة    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    تصالح فتاة مع سائق تعدى عليها فى حدائق القبة    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    شوبير يكشف أسرار عدم انتقال سفيان رحيمي للأهلي.. موسيماني السبب    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير دولي : توافق الإسلاميين على مرشح يضمن وصوله للرئاسة
نشر في المصريون يوم 21 - 04 - 2012

الأستاذ الدكتور رفعت الضبع مؤسس الإعلام النوعى فى مصر والوطن العربى وأحد أهم الخبراء الدوليين فى مجال العلاقات العامة والإعلام وصناعة الرأى العام والحملات الإعلامية، حاصل على الماجستير فى العلاقة بين الإعلام والتعليم، ثم حصل على الدكتوراة فى نفس التخصص وشارك في الإشراف على الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما .
أسس علم الإتيكيت والبروتوكول تم تكريمه أوربيًا قبل أن يكرمه العرب كأول مَن أصَّل وأسس علم الإعلام النوعى (الصحافة النوعية والإذاعة النوعية والخبر النوعى والإتيكيت والبروتوكول والسيناريو والحملات الإعلامية)، وأسس 9 كليات للإعلام النوعى على مستوى الجمهورية بالمجهودات الذاتية، ثم تبعته الحكومة المصرية بإنشاء 20 كلية.
له العديد من المؤلَّفات وصلت إلى 30 مؤلَّفًا، أصبحت مراجع علمية لمئات الباحثين، قدَّم 39 برنامجًا تلفزيونيًا، نالت بعضها جوائز عالمية ودولية وله 3 آلاف مقال صحفى فى الصحف المحلية والغربية والعالمية، كما أشرف وناقش ما يزيد عن مائة رسالة ماجستير ودكتوراة.
كان لنا معه هذا الحوار، تحدث فيه عن المشهد السياسى الذى تمر به مصر وخاصة الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة ودور رأس المال فيها وأى الوسائل الإعلامية أكثر تأثيرًا فى الرأى العام، وهل النمط الأمريكى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية حاضر فى المشهد المصرى، عن كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الأستاذ الدكتور رفعت الضبع فى حواره مع "المصريون".
* فى البداية ما هى رؤيتك للمشهد الانتخابى المصرى وبخاصة مرشحو الرئاسة باعتبارك خبيرًا دوليًا وتابعت وراقبت وشاركت فى حملات انتخابية عديدة على مستوى العالم ومحللاً للرأى العام؟
** فى رأيى كمتابع ودارس وباحث ومراقب للانتخابات فى كثير من دول العالم، أن الانتخابات بصفة عامة لكوْنها تتعلق بأهم شىء فى الوجود وهو الإنسان الذى لا يجزأ، فالإنسان فى أمريكا هو الإنسان فى أوروبا، هو الإنسان فى مصر، مع اختلاف فى العادات والتقاليد والطقوس والأفكار، أما المشهد الانتخابى فى مصر فمشهد رائع؛ لأن الشعب المصرى لم يتذوّق منذ عقود طعم الحرية بمفهومها الشامل، وخاصة الحرية السياسية، فالنظام البائد عوَّد الشعب على انتخابات دائمًا ما كانت مزورة بنسبة 98%، أما الآن فالمواطن المصرى فيشعر بقيمته وصوته وكِيانه وذاته، وهناك انفراجة كبيرة نحو الحرية والديمقراطية، وأنا متفائل جدًّا بالمستقبل الانتخابى فى مصر، وكُلى رجاء أن تكون نزيهة، على الرغم من أن هناك العديد والكثير من المعوقات التى قطعًا ستؤثر فى سير العملية الانتخابية لرئاسة الجمهورية، يأتى على رأس تلك المؤثرات رأس المال والأحزاب السياسية والأجندات الخارجية، كل تلك الأسلحة ستؤثر بالطبع فى العامة وضِعاف العقول والقلوب، ولكن المواطن الذى يتمتع بالوعى والإيمان بالله ويرجح المصلحة العليا للبلاد لن يتأثر بهذه الضغوط، وكنت أتمنى أن يتوافق الجميع على رئيس توافقى أو رئيس ونواب توافقيين على الأقل فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر.
والناظر إلى عددِ مَن تقدموا لترشيح أنفسهم لمنصب الرئيس يجده كبيرًا جدًا وتقدم للمنصب المؤهل وغير المؤهل من العمال والفلاحين والحرفيين، ومع احترامى لهم جميعًا فإن رئيس الدولة يجب أن يكون صاحب رؤية وفكر وخبرة طويلة فى العمل السياسى؛ فقيادة مصر ليست بالسهولة التى يتصورها البعض، وهذه هى سلبيات الحرية المطلقة، وكان لا بد أن يكون هناك معايير تضعها المحكمة الدستورية لضبط العملية الانتخابية فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وحتى لا يتم الطعن عليها ليتحقق الاستقرار السياسى وتقوم البلاد من عثرتها، ففى الدول ذات الديمقراطيات العريقة كأمريكا مثلاً، هناك حزبان رئيسيان، هما الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى، أما فى مصر فهذا عدد كبير جدًا، وأنا ألتمس للناس العذر؛ لأن المواطن المصرى كان محرومًا من أبسط حقوقه السياسية، ناهيك عن الظروف المعيشية والمعاناة الحياتية، ولكن يُؤخَذ على هذا الكم الهائل من المرشحين، وأيضًا معهم كل التيارات والقوى السياسية المختلفة، أنهم نسوا جميعًا أن هذا المنصِب له مواصفات خاصة ومؤهلات مختلفة، أيضًا تَناسى الجميع طبيعة المجتمع المصرى الذى يئن من المشاكل المجتمعية التى تعتبر بمثابة قنابل موقوتة جاهزة للانفجار فى أى وقت، وهذه المشكلات تمس قطاعات عريضة من الشعب ظلت مهمشة، دون النظر فى وضع حلول لتلك المشكلات التى يأتى على رأسها أن لدينا 47% نسبة الأمية الأبجدية لا يقرءون ولا يكتبون، أضفْ إليها الأمية الوظيفية والدينية والثقافية والسياسية، هذا إلى جانب 9 ملايين عانس، وصل عمرهم إلى 35 عامًا ولم يتزوجوا بعد، أيضًا هناك 4 ملايين مطلقة و3 ملايين من الأرامل، ومليون فى المحاكم طالبو الخُلع والطلاق، بالإضافة إلى 4 ملايين عاطل، وحوالى نصف مليون هارب من السجون، كل هذه الشرائح والمشكلات ستؤثر وتتأثر قطعًا بالمشهد السياسى والانتخابات؛ لأن الانتخابات ليست فى معزِل عن المجتمع بمشكلاته المعقدة، وعلى مَن سيتحمَّل المسؤلية أن يضع لها ألف حساب؛ لأن أى مرشح ما لم يتقدم برُؤى وحلول فورية لهذه المشكلات بالطبع لن يتقبله الجمهور .
* ما هى أهم المواصفات التى من المفترض أن تتوافر فى الشخص المرشح بقيادة مصر فى هذه المرحلة الصعبة ؟
** فى رأيى أن الشخص المنوط به قيادة مصر وإقالتها من عثرتها أن يتمتع بعدة مميزات:
أولاً: أن يكون مؤمنًا بالله، ويتقى الله فى شعبه وأمته. ثانيًا: أن يكون خاليًا من الأمراض النفسية والمِزَاجية. ثالثًا: أن يمتاز قدر المستطاع بالحيدة وأن يكون محايدًا، لا ينتمى لأى حزب من الأحزاب أو أجندة أو فصيل أو تيار بعينه.
رابعًا: أن يكون ذا خبرة طويلة وصاحب رؤية.
وعامل الخبرة كان تجاهله من أهم عوامل سقوط وانهيار الحزب الوطنى "المنحل"؛ لأنه أهمل الخبرة وتحدث كثيرًا عن الشباب ليس للاهتمام بالشباب، ولكن لتهيئة "المسمى" لرئاسة الدولة، وأهملوا الخبراء والمتخصصين والعلماء والمرأة والأقباط، وتناسَوْا أن العمل السياسى لبناء الدول ما هو إلا منظومة متكاملة، تشترك فيها شرائح المجتمع كافة من الخبراء والشباب والشيوخ والمتخصصين فى جميع المجالات؛ فكانت النتيجة أنهم غرقوا وأغرقوا مصر معهم، والنهاية كانت فى طرة!
خامسًا: أن يكون له خبرة طويلة من العمل فى مصر وملمًا بالشأن المصرى، مستعينًا بكل الخبراء والمتخصصين فى حل وإدارة الأزمات، ولا يُشترط فى الخبرة العمر الزمنى؛ فالعمر الزمنى تم إسقاطه طبيًا واجتماعيًا وسياسيًا، وأصبح هناك ما يسمى بالعمر النوعى والعمر الإدارى والوظيفى والسياسى والقانونى والعاطفى.. إلخ، وليس للعمر الزمنى دلالة على كل الأعمار.
إن الاستعانة بأهل الخبرة من أهم أولويات الرئيس القادم.
وأيضًا لا بد أن يتمتع رئيس مصر القادم بقوة وسرعة اتخاذ القرار ومهارات فائقة لحل وإدارة الأزمات ومشهودًا له بالمصداقية، ولا يكون كذابًا ولا خداعًا ولا مجاملاً ولا فاسدًا، وأن يكون سمحًا ولمّاحًا وموضوعيًا، وصدره يسَع الجميع ، وأن يكون وطنيًا يحب وطنه ويضحى من أجله وأن يكون له رؤية، ويقدم لنا برنامجًا متكاملاً فى كيفية إصلاح شاملة لمؤسسات الدولة كافة وأن يكون قائدًا متواضعًا لا مستبدًا، وأن يكون ديمقراطيًا حقيقيًا؛ وذلك للقضاء على فكرة الفرعون.
وأهم شىء هو "عدم اشتراك زوجته وأولاده وأقربائه فى أى نشاط سياسى أو اقتصادى أو تجارى أو اجتماعى نهائيًا، وكفانا ما فعله المخلوع وأسرته و حاشيته الذين حوَّلوا مصر إلى خرابة.
وأن يقدم لنا تصوّرًا كاملاً لنهضة مصر على جميع المستويات وضرورة النظر فى إلغاء القوانين سيئة السمعة، التى أضرت بالبلاد، سواء القوانين المتعلقة بالأسرة والأحوال الشخصية وقانون الطوارئ وقوانين إصلاح العملية التعليمية وقوانين مجلسى الشعب والشورى، وألا تكون هناك تفرقة بين طوائف الشعب، فأنا مع "إلغاء المجلس القومى للمرأة وغالبية المجالس القومية المتخصصة"، فما هى إلا مجرد مَكلمة، كان يستخدمها النظام البائد لتفرقة الشعب وتفتيته، كما استخدمها كأدراج لدفن المواهب والعقول المتميزة والقيادات!، فنحن فى أشد الحاجة إلى السرعة الفائقة والقوة فى اتخاذ القرارات التى تحسم كثيرًا من القضايا الشائكة .
* هل سيكون للكاريزما دور فى الدعاية الانتخابية للمرشحين، وماذا عن مدى تأثيرها فى المستوى الجماهيرى ؟
** بالطبع سيكون للكاريزما دور هام ومؤثر فى الدعاية الانتخابية لمرشحى رئاسة الجمهورية، والسبب فى ذلك الوضع الصعب الذى تمر به البلاد، وكلما زاد الضغط على المواطن المصرى، واشتد الكرب عليه مع توالى الأزمات، فى هذه الحالة يبحث الناس عن شخصية كاريزمية قوية قادر على أن يستعيد لمصر أمنها وكرامتها ودورها القيادى وزعامتها التاريخية، يجتمعون حولها لتأخذ بأيديهم وتعبر بهم المرحلة الراهنة وللأسف الشديد فقد قام النظام السابق بعملية تجريف للقيادات والكفاءات المصرية على كل الأصعدة ومحاولة القضاء على أى شخصية بارزة تتوفر فيها صفات القيادة والمهارة؛ مما أدى إلى هجرة العقول المصرية الرائدة إلى الخارج، وهذا من أهم أسباب السقوط المريع للمخلوع ونظامه ، وفى رأيى أن هناك فى مصر كفاءات عديدة وقيادات ممتازة، وإن لم تتوافر "الكاريزما" فى أى أحد فإنه من السهل صناعتها؛ فهناك العديد من مراكز إعداد القادة وصنع القرار إذا ما وضعناها فى الحسبان، فالمستقبل ينبئ بالكثير من الكاريزمات المصرية صاحبة المهارات الفائقة.
* من وجهة نظرك ما هى أهم القضايا والمشكلات والعقبات التى ستواجه الرئيس القادم ولا بد للقائمين على حملته الانتخابية أن يقدموا لها حلولاً عاجلة ذات جدول زمنى لطمأنة المواطنين ؟
** أهم الملفات والمشكلات التى يجب على أى مرشح رئاسى مصرى أن يقدم لها حلولاً عاجلة وهى فى ذات الوقت بمثابة "عقبات" أمام الرئيس القادم لمصر: أولاً: ملف الانفلات الأمنى، فأول خطوة للرئيس القادم هى عودة الأمن للشارع وتحقيق الأمان للمواطنين والقضاء فورًا على أعمال البلطجة وقطع الطريق وترويع الآمنين، وعودة الأمن تتطلب بالضرورة عودة رجل الشرطة للشارع، فلا بد من سرعة إعادة هيكلة وزارة الداخلية؛ لتستطيع القيام بدورها المنوط بها من حماية المواطن والسهر على راحته، ثانيًا: ملف المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الفئوية التى تعم أرجاء البلاد، وتؤدى إلى تدهور الاقتصاد وتراجع معدلات النمو وأن يضع حلولاً عاجلة لانتشال البلاد من هذا الوضع الاقتصادى الحرج، وهذا يتطلب منه سرعة النظر فى تنشيط السياحة ونقل الشباب من الشوارع والميادين إلى المصانع والمزارع والشركات والمشروعات القومية العملاقة التى من المفترض أن يشملها برنامجه الانتخابى، بالإضافة إلى ملفات التعليم والبحث العلمى والصحة والإسكان والبطالة والفقر والشرب والصرف الصحى وارتفاع الأسعار والصناعة والزراعة والتجارة والنقل والمواصلات والسولار والبنزين وتوفير أنابيب البوتاجاز والعشوائيات والأمية وتنمية سيناء واستثمار منطقة قناة السويس، وضرورة عمل مشروعات قومية عملاقة على ضفتيها وأيضًا ملف سياسة مصر الخارجية وعودة مصر إلى دورها الريادى الإقليمى والدولى، والبدء فورًا فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ملف حوض النيل لما تواجهه مصر من مشاكل حقيقية خلّفها النظام البائد تجاه هذا الملف الحساس المتعلق بأمن مصر القومى، وعلى الرغم من أن كل هذا صعب على مَن سيتحمل المسئولية فى مصر، ولكنه أيضًا ليس مستحيلاً إذا كانت لدى المرشح رؤية نهضوية شاملة، مع الاستعانة بالخبراء والمتخصصين وحسن توظيف الطاقات الشبابية المهدرة ويضع يده فى يد شعبه، رافعًا شعار "نأكل مما نزرع، ونلبَس مما نصنع"، بالتأكيد هذا الشعب العظيم كما عوّدنا عند الكثير من الأزمات التى مرت به سوف يصنع شيئًا، وإذا أراد الرئيس القادم أن ينجح يجب عليه هو وشعبه ألا يتركوا كل هذا الملفات والمشكلات الهامة ويتجه إلى سفاسف الأمور والقضايا التافهة، ولكن هناك أولويات ومصالح عليا للبلاد، فعلينا ألا ننظر إلى الشكل، ولكن ننظر إلى الجوهر والمضمون وأساسيات الحياة واحتياجات المواطن البسيط من مأكل ومشرب وتوفير كوب ماء نقى لكل مواطن وغذاء نظيف صالح مزروع فى مصر ومسكن لائق وتأمين صحى وحياة كريمة، بمعنى تحقيق العدالة الاجتماعية كما يجب لها أن تتحقق، ولا نشغل أنفسنا بالمايوهات والبلاج وما شابه؛ حتى نخرج مما يسمى بالجدل البيزنطى، فنحن لا نريد رئيسًا جدليًا، ولكن نريد رئيسًا عبقريًا مبدعًا، رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، ينقذ مصر من عثراتها وأن يقدم للشعب برنامجًا يكون بمثابة عقد بينه وبين الشعب، وإذا أخل به فعلى الجميع سحب الثقة منه فورًا .
* بما أنك شاركت فى الحملة الانتخابية للرئيس أوباما وكنت أحد العناصر الأساسية ضمن فريق الحملة .. هل النمط الأمريكى فى الدعاية الانتخابية حاضر فى المشهد الانتخابى المصرى أم لا ؟
** أنا بالفعل شاركت فى حملة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وأشرفت على تدريب فريق الحملة وكان ذلك بتكليف من جهة سيادية وجهاز أمنى حساس، وكنت فى مشاركتى كخبير دولى معتمد ومحترف تستعين بى العديد من الدول فى هذا المجال وأيضًا كنت فى مهمة وطنية تجاه بلدى، ومن خلال مشاركتى فإن النمط الأمريكى فى الدِّعاية الانتخابية غير متواجد فى مصر، ومازال أمام مصر الكثير حتى تصل إلى ما وصلت له الديمقراطيات العالمية والسبب فى ذلك أن المواطن فى مصر حديث عهد بالحرية والديمقراطية، نعم، أخذنا خطوات نحوهما فى غاية الأهمية، ولكن توالى الأنظمة المستبدة والديكتاتوريات المتعاقبة وتزوير إرادة الشعب واللعب على احتياجات المواطنين جعلت المواطن المصرى بعد الثورة وتغيير الأوضاع يقف مذهولاً غير مصدق لما يحدث، وانكبَّ الشعب ينهل من الحرية حتى ارتفع سقفها، ووصلت إلى الفوضى واختلط الحابل بالنابل، وأصبح لا يوجد ضابط ولا رابط؛ لأن الناس فهموا الحرية خطأً لحداثة عهدهم بها، ورأينا ذلك جليًا فيمن أعلنوا ترشحهم لمنصب الرئيس، ووصل عددهم إلى الألفين، وربما يزيد منهم مَن لا يستطيع القراءة والكتابة وهذه إفرازات الفهم الخاطئ للحرية .
* فى رأيك أى أنواع الدعاية المستخدمة فى الحملات الدعائية لمرشحى الرئاسة فى مصر؟، وما هو أقواها تأثيرًا فى الرأى العام المصرى ؟
** فى أى انتخابات فى العالم يتم استخدام كل أنواع الدعاية، كل بلد حسب مقدار ما وصلت إليه حالة الديمقراطية فيه، ففى الدول المتقدمة "الدعاية البيضاء" تكون حاضرة، وإن كانت نادرة، أما "الدعاية الرمادية" فيتم استخدامها أيضًا فى بعض دول العالم، وفى الحالة المصرية ونظرًا لتوالى الأنظمة المستبدة ووجود الديكتاتوريات وانعدام الديمقراطية إلى جانب أن الشعب المصرى بعد الثورة حديث عهد بالحرية، فالدعاية التى ستُستخدم فى الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة هى "الدعاية السوداء"، وهى أسوأ أنواع الدعاية، حيث يكيل البعض الاتهامات للبعض الآخر، ويتم البحث والتنقيب فى ملفات وتاريخ المرشحين وإبراز سقطاتهم والتعرض لهم ولأسرهم وحياتهم الشخصية ومواقفهم السياسية، وأعتقد أن الدعاية السوداء أطاحت ببعض المرشحين مثل البرادعى وحازم أبو إسماعيل، وربما تطال الشاطر وأيمن نور وعمر سليمان وشفيق وعمرو موسى؛ لأنهم جميعًا اشتغلوا بالعمل العام، وكانت لهم مواقفهم واتجاهاتهم .
* ما أفضل نوع من أنواع الاتصال الذى يمكن المرشحين للوصول إلى أكبر عدد من الجماهير ويناسب الحالة المصرية ؟
** المجتمع المصرى به 47% نسبة الأمية يعنى ما يقرب من نصف الشعب لا يجيد القراءة والكتابة، فهذه الشريحة ستكون محل تركيز كل المرشحين وأفضل نوع دعاية هو الاتصال المباشر والالتقاء بالجماهير وجهًا لوجه عن طريق إقامة المؤتمرات والندوات والجولات الميدانية، ثم يأتى من بعده باقى أنواع الاتصال غير المباشر مثل الأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والحوارات الصحفية واللافتات والملصقات والمنشورات والرسائل الإلكترونية.. إلخ .
* كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن أن هناك بعض المرشحين والتيارات السياسية تنفذ أجندات خارجية من شأنها الإضرار بمصلحة ومستقبل مصر، هل هذه حقيقة أم وهم لدى البعض أم هى لا تخرج عن كوْنها مجرد شكوك ؟
** أستطيع أن أؤكد أن هناك بالفعل أيادَى وأصابع خارجية تعبث بأمن وأمان هذا الوطن وبالفعل توجد تيارات وتكتلات سياسية ومرشحو رئاسة ينفذون أجندات لدول خارجية يهمها إسقاط مصر وعرقلة مسيرتها نحو الإصلاح من الدرجة الأولى، والعالم من حولنا مقسم فى موقفه تجاه مصر إلى فئات وأجندات مختلفة : أجندة دول تعيش فى عصور ما قبل التاريخ ولا تريد لمصر أن تصنع نهضتها وإخماد الثورة والقضاء عليها؛ لذا يضخون نقودًا وعهودًا وعقودًا لتخريب البلاد وإفساد الثورة؛ لأن هذه الدول تخاف كل الخوف من فكرة تصدير الثورة، التى تقلقها وتؤرق مضاجعها وتهدد كيانها وتنذر بزوال ملكها .
وأجندة أخرى لدول لا تريد لمصر أن تتفوق على "إسرائيل" فى المنطقة وخوفها من انسحاب مصر من قيود ومعاهدة السلام وانطلاقها نحو المستقبل .
وأجندة أخرى لدول لا تريد الاستقرار لمصر؛ لأن الأمور إذا استقرت فى مصر فسترجع لقيادتها وزعامتها للأمة العربية والإسلامية ومكانتها الطبيعية؛ مما يهدد تلك الدول الطامحة لزعامة مؤقتة على حساب الزعامات التاريخية .
وأجندة أخرى لدول صاحبة أمراض نفسية وعُقد تاريخية تحاول أن تفرغ تلك الأمراض والعقد وتبث سمومها لتقطيع أوصال المجتمع المصرى وذلك بصنع إضرابات واعتصامات واحتجاجات وقطع الطرق والبلطجة وتعطيل حركة المواصلات، كل ذلك بدعمها لبعض المجموعات المخربة، هذا بالإضافة إلى "حزب طرة"، الذى تلعب أصابعه فى كل شبر على أرض مصر، بالتحريض تارة وبالتخريب وصنع الأزمات الخانقة للضغط على المواطنين تارة أخرى، وفى اعتقادى أن حزب طرة هو رأس كل بلية، وهو وراء كل الأزمات والمصائب التى يئن منها الشارع بعد الثورة.
إلى جانب خلافات النظام السابق مع بعض الأنظمة فى المنطقة؛ مما جعل هذه الدول تسرع فى الانتقام من مصر وخاصة فى هذه الأيام .
* هناك تخوف غير مبرر لدى البعض من صعود التيار الإسلامى وهنا سؤال أليس للإسلاميين الحق فى ممارسة دورهم المنوط بهم تجاه الوطن بعد عقود طويلة من الظلم والإبعاد والإجحاف ؟
** فى الحقيقة أن التيار الإسلامى حقق تقدمًا وإنجازات كبيرة وملموسة ويرجع ذلك لثقة الشارع بهذا التيار وأيضًا لما يتميز به الإسلاميون من أنهم قوة منظمة، لديها العديد من الكفاءات والقيادات المتميزة وأصحاب خبرة وتجربة ورؤى وأفكار ومشروعات نهضوية وقاعدة جماهيرية عريضة، وتواجد فى الشارع ولديهم الكثير من مقومات النجاح، والتيار الإسلامى عانى كثيرًا من الأنظمة السابقة التى توالت على تعذيبه وإبعاده وقهره؛ مما جعله يدفع الثمن غاليًا، وفى اعتقادى أنه لا يوجد أحد أكثر وطنية من الإسلاميين؛ فقد ضحوا بالغالى والنفيس من أجل رفعة وكرامة هذا الوطن ومن أجل زحزحة الأنظمة الفاسدة التى أدت بمصر إلى هذا السقوط المريع، وتعرض الإسلاميون لجميع صنوف العذاب وتشردت أسرهم وقضوا زهرة شبابهم خلف جدران السجون وغياهب المعتقلات، وهذا ما جعل الشارع يتعاطف معهم وهم حاليًا يتعرضون لمؤامرات دولية للإطاحة بهم؛ وخاصة حالة حازم صلاح أبو إسماعيل وأستطيع أن اجزم أنه لو اتفق الإسلاميون حول مرشح واحد وتوافقوا عليه ودعموه فهو بلا شك رئيس مصر القادم .
* ماذا عن دور رأس المال فى حسم انتخابات الرئاسة فى مصر ؟
** أخطر ما يهدد سير العملية الانتخابية فى انتخابات الرئاسة فى مصر هو وجود عنصر رأس المال واستخدامه من قبل بعض المرشحين استخدامًا سيئًا؛ حيث يلعب المرشحون على الأوتار الحساسة للمواطن الفقير المعدم، ومحاولة تلبية احتياجات المواطنين بصورة مؤقتة لجمع الأصوات، ثم نسيان مطالب هذه الجماهير، كما يتم ضخ كميات كبيرة من الأموال المشكوك فى مصدرها لشراء اصوات وذمم وضمائر العامة والأميين وساكنى العشوائيات، والمسئولية فى ذلك تقع على عاتق الدولة والأحزاب والائتلافات الثورية والنخبة لتوعية عامة الشعب بحسن اختيار مَن يمثلهم، وعدم الجرى وراء كل ناعق هاوٍ للشهرة مدفوع الأجر منفذًا لأجندات خارجية غير مؤتمن على مصالح الوطن .
* كم من الأموال تتكلف حملة انتخابية حتى تكون ناجحة؟ .. وهل مبلغ العشرة ملايين الذى حددته اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات كافٍ أم لا ؟
** لا توجد حملة انتخابية بدون تكاليف مادية والحملة الانتخابية الناجحة تتكلف ما لا يقل عن 50 مليونًا، ولا تزيد عن 100 مليون جنيه ومبلغ العشرة ملايين التى تم تحديدها كحد أقصى فى الإنفاق على الحملات الانتخابية من قبل المرشحين لا يكفى، وإذا حسبنا هذا المبلغ فسنجد أن عشرة ملايين لو قُسمت على 55 مليون مواطن لهم حق الانتخاب، فستكون النتيجة أن المواطن حتى تصل إليه الدعاية ويتعرف على المرشح ويذهب إلى لجنة الانتخابات ويدلى بصوته، سوف يتكلف 18 قرشًا فقط، وهذا مستحيل إذا ما قورن هذا المبلغ بحجم الأموال التى تُصرف فى الدعاية الانتخابية لرؤساء دول مثل أمريكا وروسيا وألمانيا وغيرها، فمثلاً كانت تكاليف الدعاية لحملة أوباما الانتخابية عام 2008 أربعة مليارات وأربعمائة مليون دولار، فيما تكلفت حملة جون ماكين منافسه الجمهورى مليارين واثنين وثمانين مليون دولار وجاءت تكلفة حملة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الانتخابية 369 مليون روبل، أى ما يعادل 13 مليون دولار، وهكذا، إذًا لا بد من إعادة النظر فى الحد الأقصى للدعاية الانتخابية من أموال حتى تكون كافية لمصروفات الحملة الانتخابية بكل متطلباتها، وإلا سيلجأ المرشحون إلى صرف مبالغ مالية طائلة تفوق العشرة ملايين بكثير، مما يجعل رئيس الجمهورية القادم مهددًا بمخالفة للقانون قبل أن يبدأ فى تنفيذ برنامجه وندخل فى حسبة برما، ونحن فى أشد الحاجة إلى أدنى أنواع الاستقرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.