/ اعتبر خليل الزاوية وزير الشئون الاجتماعية التونسى أن الثورات العربية أثبت بشكل قاطع أن الاستقرار ليس أمنيا فقط، وانما هو سياسي واقتصادي واجتماعى أيضا، بحيث يعتمد أسس التنمية المستدامة فى اطار من احترام معايير العمل والحريات الاساسية. وشدد الزاوية خلال رئاسته اليوم الخميس لجلسة "دعم الاستقرار من خلال النهوض بالحقوق فى العمل والحوار الاجتماعى الشامل"، فى ثانى أيام مؤتمر "التشغيل من أجل الاستقرار والتقدم الاقتصادى والاجتماعى فى شمال افريقيا" الذى تنظمه منظمة العمل الدولية بالقاهرة، على ضرورة ارساء قواعد الحوار الاجتماعى الشامل بين المجتمع المدنى والدولة. ولفت الى أن المنطقة العربية عانت طويلا من غياب احترام الحقوق الاساسية، مما أدى الى تهميش دور الشركاء الاجتماعيين، وتفشى مشاكل الفقر والبطالة والفساد المالى والادارى، وتعميق الفوارق الاجتماعية داخل المجتمع، حيث تكرست الثروات فى يد قلة، بينما زاد الفقراء فقرا. وأشار الوزير التونسى الى 0أن الثورات العربية كسرت جدار الخوف وأسست للديمقراطيات. من جانبه، أشار تور ونسلاند سفير النرويج بالقاهرة الى أن الحوار المجتمعى هو المحور الاساسى للوصول الى توفير العمل اللائق للجميع، مشيرا الى أن حكومة النرويج تعتبر نظام الحوار بين السلطات والمنظمات العمالية وأصحاب العمل هو أساس النمو فى القرن الماضى، وبدور الحوار لم نكن لنقود المجتمع للتقدم. ونوه السفير النرويجى أيضا بالدعم الذى تقدمه بلاده لأجندة منظمة العمل الدولية الرامية الى توفير العمل اللائق لبلدان منطقة شمال افريقيا، باعتباره أساسا للتنمية والاستقرار فى اطار من حماية الحقوق والكرامة. أما محمد طرابلسى خبير الانشطة العمالية بفريق العمل اللائق بمكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، فأكد أن إشاعة الحقوق والعدل هو الطريق لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية، مشيرا الى أن تجارب الشعوب فى المنطقة أثبتت أن الاستقرار لا يعنى فرض الامر الواقع واستخدام القوة وقمع الحريات والحقوق الاساسية، وانما هو نتاج لعقد اجتماعى بين أطراف المجتمع مبنى على منظومة من القوانين العادلة. وأشار طرابلسى الى ن المنظمات الدولية أكدت العلاقة بين الانتاجية وتطبيق معايير العمل، وتأثير ذلك على أداء المؤسسات. من ناحيتها، أعربت مايا مرسى منسق هيئة الاممالمتحدة للمرأة فى مصر عن أسفها لانخفاض تمثيل المرأة فى المؤسسات الحكومية والنقابات فى العالم العربى، ودعت أيضا القطاع الخاص الى دعم النوع الاجتماعى وتعيين المرأة فى مزيد من الوظائف لتحقيق التوازن والعدالة بين الجنسين وزيادة مشاركة المرأة من خلال تعزيز التعليم وغيره من أدوات دمج المرأة فى الحوار الاجتماعى. وفى الختام، لفت خليل الجريانى رئيس اللجنة الاجتماعية بالاتحاد التونسى للصناعة والتجارة، الى أن السلم الاجتماعى كان معطلا فى المنطقة العربية منذ عقود، مما أدى الى فقدان المجتمع للأمل والطموح وبالتالى الاستقرار.