جاء رد فعل قيادات "الإخوان المسلمين" المحسوبة على جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، لتعاقب بالفصل وتجميد العضوية لعدد كبير من أعضاء الجماعة، الذين كانت لهم علاقة بالانتخابات التي جرت خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن تشكيل ما تم تسميته "مكتب عام للإخوان" بديلًا لمكتب الإرشاد. وكشفت مصادر بجماعة الإخوان، أن "الأعداد التي من المقرر أن يتم تحويلها للتحقيق تمهيدًا لتجميد عضويتهم داخل الإخوان تزيد عن ال100 عضو، وهم الذين دعموا قرارات عقد اجتماع لمجلس الشورى واتخاذ قرارات باختيار مكتب إرشاد جديد"، موضحة أن من سيجرى تلك التحقيقات سيكون مكتب إخوان لندن الذي يتبع لجبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد. ورأى سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن "ما تم الإعلان عنه من قبل جبهة محمد كمال، المعروفة بجبهة الشباب حول تشكيل "مكتب عام للإخوان" بديلًا لمكتب الإرشاد به محل شك كبير، كما أنه ليس مقبولاً لدى الكثير من أعضاء الجماعة". وأشار إلى أنه تم فصل للعديد من القيادات، ليس لأسباب تشكيل مكتب عام جديد للإخوان، لكن بسبب الرؤى ورغبة البعض في السيطرة على التنظيم . وأضاف عيد ل"المصريون" أن "مكان المكتب وأشخاصه سريون حتى الآن، وهو ما يؤكد وهمية هذا المكتب وعدم وجوده على أرض الواقع"، موضحًا أنه "وإن صح هذا الكلام فسيستمر الصراع داخل الإخوان". وتابع عيد قائلاً: "إن ما يحدث داخل جماعة الإخوان من صراعات نتج عنه جماعتين أحدهما واقعية وأخرى وهمية ليس على أساس على الأرض الواقع وخاصة أنها تتبنى العنف الذي لا يقبله أحد". في نفس السياق، رأى ماهر فرغلي، الباحث في الحركات الإسلامية أنه من الوارد جدا إن "كان حدث بالفعل انتخابات وهو ما لا أتوقعه أن تفصل جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان كل من شارك في هذه المسرحية، خاصة أن جبهة عزت هي الأكبر والأضخم وصاحبة الرؤية الأفضل بالنسبة للجماعة". وأضاف فرغلي ل"المصريون"، أن "غالبية تنظيم الإخوان بما فيهم المكتب الإداري في لندن تؤيد جبهة محمود عزت ورؤيتها، وخاصة أن الجبهة الأخرى ليس لها أرضيه على أرض الواقع ولم تثبت وجودها الأحداث". وشكك فرغلي قيام جبهة الشباب في الجماعة في تحد جديد بعزل محمود عزت القائم بأعمال المرشد ومحمود حسين القيادي بالجماعة من إدارة شئون التنظيم، قائلًا: "ده كلام عبث ومحاولة للعودة إلى الأضواء مرة أخرى" موضحا أن الجماعة مخترقة طولًا وعرضًا ولم تقوم بعمل انتخابات في مصر كما ردد البعض ولكنها محاولة منهم للظهور والسيطرة على التنظيم . وأعلنت "الجبهة الشبابية" منذ أيام عن تشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلاً عن مكتب الإرشاد الحالي، لتعلن رسميًا الإطاحة بمحمود عزت من منصب القائم بأعمال المرشد وفقًا لبيان صادر عن جماعة.