اتجاه إدارة دونالد ترامب إلى تصنيف "الإخوان المسلمين" كجماعة "إرهابية"، دفع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" لإصدار تقرير تحذر فيه من الإقدام على تلك الخطوة، التي سينتج عنها خسائر عديدة للولايات المتحدة. إذ حذرت الوكالة من أن إدراج "الإخوان" على قوائم الإرهاب من "شأنه الإضرار بمصالح أمريكا مع الدول التي تسمح لأعضاء وقيادات الجماعة بالعيش على أرضيها، بل وزعزعة استقرار السياسة الداخلية، ونشر الفكر المتطرف، وغضب المسلمين في العالم". وقال إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "تصنيف الإخوان جماعه إرهابية داخل الولاياتالمتحدة، سيترتب عليه عدة خسائر لأمريكا". وأضاف ل "المصريون": "إقدام إدارة "ترامب" على تلك الخطوة سيؤدي إلى زعزعة العلاقات بين أمريكا وبين الدول التي تتواجد فيها قيادات وأعضاء جماعة الإخوان"، مشيرًا إلى أن "ذلك لن يرضي أيضًا الدول التي ترى أن الإخوان ظلموا داخل مصر". ولفت إلى أن "ذلك ربما يترتب عليه أيضا انقسام وإحداث خلافات شديدة بين إدارة ترامب وبعض الأجهزة والمؤسسات التي لا تريد تصنيفها كإرهابية". وتوقع مساعد وزير الخارجية، ألا تُقدم الإدارة الأمريكية على تلك الخطوة خلال هذه الفترة، مبررًا ذلك بأن "ترامب لديه مشكلات عديدة يسعى لحلها، لا سيما بعد المشكلة الواقعة بينه وبين القضاء حول منع مواطنين 7 دول من دخول أمريكا". وقال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "هناك دول عدة ستعترض على وضع الإخوان على القوائم الإرهابية، وسيؤدي إلى توتر في العلاقات بين تلك الدول وأمريكا". وأضاف: "الإخوان متواجدون داخل حكومات بعض الدول كالأردن وتونس، وذلك سيكون غير مقبول بالنسبة لهم". وتابع: "ليس هناك تقرير دولي يؤكد أن الإخوان جماعة إرهابية؛ لذا تصنيفهم ضمن قوائم الإرهاب سيكون غير منطقي أمام العالم"، منوهًا إلى أن "إدارة ترامب تقوم بذلك كدعم لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي". وأشار إلى أن "المخابرات داخل الدول الديمقراطية تسعى إلى الحفاظ على الدولة وليس النظام، وأيضًا على مصالح دولها مع الدول الأخرى، فالسياسة تقوم على المصالح وليس الحب والكره". من جانبها، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الولاياتالمتحدة من تصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية، قائلة إن من شأن ذلك تعريض من يرتبط بها للإبعاد وتجميد الأصول، وقد يستخدم في بلدان أخرى ذريعة لعمليات قمع ذات دوافع سياسية. وقالت المنظمة- في تقرير لها- إن "الإخوان المسلمين حركة اجتماعية وسياسية إسلامية دولية، لها عدة أحزاب سياسية وجمعيات خيرية ومكاتب مستقلة في الشرق الأوسط وأوروبا وأماكن أخرى". وبحسب المنظمة، فإن التصنيف- الذي تفيد تقارير بأن إدارة دونالد ترمب تدرسه- "يهدد حق الجماعات المسلمة في التكوّن داخل الولاياتالمتحدة، ويقوض قدرة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين على المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية في الخارج". وكان السيناتور الأمريكى تيد كروز، المرشح السابق فى سباق الحزب الجمهورى لاختيار مرشح رئاسى، تقدم بمشروع قانون إلى الكونجرس، يهدف إلى اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية دولية، ووضعها على القوائم الأمريكية السوداء، ومنعها من العمل داخل الولاياتالمتحدة، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها. وانضم السيناتور ماريو دياز بلارت إليه في مشروعه، وطلب هو الآخر اعتبار الإخوان منظمة إرهابية خلال الفصل التشريعى الجديد. وقال بلارت، إن "الإخوان جماعة لا تزال تدعم التنظيمات الإرهابية المسئولة عن أعمال العنف حول العالم". ورأى السيناتور الأمريكى أن هذا التصنيف تأخر كثيرًا، واصفًا إياه بأنه "خطوة مهمة لهزيمة الجماعات المتطرفة".