أثبتت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون أن المملكة المتحدة تعانى من تلوث ضوئي سببه الاضاءات الساطعة الصادرة عن مصابيح إنارة الشوارع والمبانى ذات الإنارات الشديدة والذى تسبب فى حجب مايقرب من ثلثى النجوم بسماء بريطانيا. وقال الباحثون /إن نصف عدد سكان بريطانيا أجمعوا على انهم لا يستطيعون رؤية نجوم السماء التى من المفترض أن تكون ساطعة فى الليل والتى تقع ضمن كوكبة أوريون المميزة إلا بنسبة طفيفة قد وصلت الى 10 فى المائة أو اقل/ . وأكد خبراء الفلك أنه من المفترض أن يسطع حوالى 30 فى المائة أو أكثر من مئات النجوم التى تقع بين الزوايا الاربعة المشرقة لمجموعة أوريون ، حيث تكون واضحة لرؤى العين فى بريطانيا خلال ليلة شديدة الظلام . وأوضحت الدراسة الجديدة أن هناك حوالى 2 فى المائة من الأشخاص الذين يستطيعون رؤية هذا الكم من النجوم ، فى حين أن هناك أكثر من شخص واحد من كل عشرة اشخاص يتمكن من رؤية قليل من النجوم الثلاثة التى تشكل هيئة حزام يمكن التعرف عليها بسهولة . وشدد الباحثون على أن سماء بريطانيا قد تضررت بالفعل من التلوث الضوئى الذى يخيم على مدنها جراء مصابيح الانارة والمبانى المضيئة ليلا ونهارا والتى قد تشكل خطرا كبيرا على حياة الانسان ، حيث وجد الباحثون انها تسبب إضطرابات النوم ، كما انها تهدد الحياة البرية ، لان الضوء الساطع يضلل بعض الحيوانات من الثدييات مثل الخفافيش، ويعطل قدرة البوم على الصيد فى الليل . وشارك بالدراسة التي دعمتها حملتا حماية الريف الانجليزي والسماء مظلمة حوالى 981 متطوعا ، واظهرت أن هناك 14 في المائة من الاشخاص لا يمكن أن يروا سوى خمسة نجوم أو أقل مثل النجوم الثلاثة البديعة التى تشكل حزام الصياد ، في حين أن هناك 39 في المائة من الاشخاص أفادوا انهم قادرون على رصد حوالى 6-10 نجوم . وأشارت النتائج إلى أنه لم يطرأ أي تحسن في ظاهرة التلوث الضوئي منذ تم إجراء دراسات مماثلة في عامى 2007 و2011 ، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لمعالجة هذه المشكلة عن طريق تعتيم أو إطفاء بعض أضواء الشوارع ليلا .