كشفت لجنة فنية حكومية متخصصة، عن وجود «سلبيات كبيرة» فى مشروع استبدال مصابيح إضاءة الشوارع بأخرى موفرة، والذى أعلنت وزارة الكهرباء عنه، محذرة من إهدار نحو 260 مليون جنيه، هى قيمة التكلفة الخاصة بالمشروع. وأوضحت اللجنة - فى خطاب أرسلته إلى وزارة الكهرباء، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه - أن المشروع سيتسبب فى خفض شدة الإضاءة إلى الربع، وتقليل العمر الافتراضى للمصابيح الجديدة إلى الربع أيضاً، فيما قللت مصادر بوزارة الكهرباء من أهمية هذه اللجنة، مشيرة إلى أن الوزارة أعدت دراسة شاملة قبل إقرار المشروع، أكدت أن المصابيح الجديدة أفضل فى جميع النواحى. وأكدت مصادر مقربة من وزارة الكهرباء أن اللجنة الدائمة لكود التركيبات الكهربائية فى المبانى (لجنة كود أعمال إنارة الطرق والأنفاق)، التى تتبع وزارة الإسكان، قد أرسلت خطابا إلى وزارة الكهرباء والطاقة يشتمل على تقرير يظهر سلبيات المشروع الجديد، كما تستفسر عن كيفية معالجتها، مشيرة إلى أن رد «الكهرباء» جاء «غير مقنع»، فيما اكد الدكتور عادل الملوانى، رئيس اللجنة، أنه سيدعو ممثلين عن وزارة الكهرباء إلى اجتماع مباشر مع أعضاء اللجنة لمواجهتهم وجها لوجه. وأشارت اللجنة - التى تضم عددا من كبار المتخصصين فى إضاءة الشوارع فى مصر - إلى أن المصابيح الجديدة «أقل كفاءة» من المصابيح القديمة، من ناحية شدة الإضاءة، والعمر الافتراضى، مما سيؤدى إلى خفض الإضاءة فى الطرق بشكل ملحوظ، وقد يتسبب فى زيادة نسبة الحوادث، خاصة على الطرق السريعة، بالإضافة إلى التكلفة العالية التى ستتحملها الدولة جراء استبدال هذه المصابيح ذات العمر الافتراضى الأقل. وأشارت اللجنة إلى أن استبدال أى من المصابيح الصوديوم الحالية قدرة (150 وات، 250 وات و 400 وات) فى وحدة الإنارة بمصباح واحد فلورى مدمج قدرة 85 وات، سيؤدى إلى خفض الفيض الضوئى إلى 35%، 18٪، 11٪ على التوالى من قيمة الفيض الضوئى الأصلى، مما يعنى أن شدة الإضاءة فى الطرق التى تستخدم هذه الأنواع من المصابيح ستنخفض إلى هذه النسب أو أقل إذا ما تم استبدال المصباح الفلورى المدمج بها. وأوضحت أن غالبية المصابيح الفلورية المدمجة قدرة 85 وات المتاحة فى الأسواق المصرية، «صينية الصنع وغير معتمدة»، ولا مثيل لها فى إنتاج الشركات العالمية المنتجة للمصابيح الكهربائية، وهو ما يقتضى قيام المسؤولين عند تزكية تلك المصابيح للاستخدام، بالتأكد من أن العمر الافتراضى سيصل إلى 12000 ساعة (العمر الافتراضى للمصابيح الفلورية)، مع العلم بأن العمر الافتراضى لمصابيح الصوديوم عالية الضغط يصل إلى حوالى 24000 ساعة، وهو ما يساوى ضعف العمر الافتراضى للمصابيح الفلورية المدمجة. وأكدت اللجنة فى خطابها أن استبدال المصابيح المستخدمة حاليا فى وحدات إنارة الطرق، بمصابيح فلورية مدمجة، فضلا عن أن أعمال إنارة الطرق بوضعها الحالى لا تحقق متطلبات الأكواد المحلية أو العالمية. وفى ردها على التقرير، أكدت الشركة القابضة لكهرباء مصر أنه عند استبدال مصابيح الصوديوم عالية الضغط المستخدمة حاليا سيتم تحديد المصباح الملائم لإنارة الطريق لتحقيق شدة الاستضاءة ودرجة تجانس الإضاءة المطلوبة على سطح الطريق طبقا للمستويات القياسية، بما يؤدى إلى خفض كمية الطاقة الكهربائية المستهلكة. كما ركز الرد على عدد من النقاط، أبرزها أنه ليس من المستهدف الحفاظ على مستويات شدة الإضاءة الحالية بالطرق ولكن المطلوب تحقيق مستويات شدة الإضاءة وانتظامها على سطح الطريق حسب نوع الطريق طبقا للمواصفات القياسية العالمية،. من جهته، قلل مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء من أهمية خطاب اللجنة أو تقريرها، مؤكداً أن مثل هذه الدراسات «غير دقيقة»، ولا يجب الاهتمام بها. وأشار المصدر إلى أن الوزارة أجرت دراسة شاملة حول المشروع قبل إقراره، حيث أكدت أن الإضاءة فى الطرق ستكون أفضل من ذى قبل، وأنها ستحقق وفرا ضخما فى استهلاك الكهرباء، إلا أنه رفض فى الوقت ذاته الإعلان عن كل تفاصيل هذه الدراسة، مكتفيا بأنه تم إعلان نتائجها النهائية. وأوضح الملوانى - ل«المصرى اليوم» - أن اللجنة حريصة على أن يتم المشروع بالأسلوب العلمى الصحيح، وألا يتم إهدار أى مبالغ من المال العام، خاصة أنه سيتم تعميمه على جميع محافظات الجمهورية.