حمل الدكتور يحيى الجمل، الفقيه الدستورى، نائب رئيس الوزراء الأسبق بشدة على الأحزاب والتيارات العلمانية والشبابية؛ قائلا إنها السبب في عدم التوافق بين القوى السياسية، لأنهم الأكثر نفورًا من التوافق والأكثر شرذمة، بالإضافة إلى التعارض فيما بينهم، فضلاً عن انقسام الشباب إلى مئات الائتلافات والحركات التى أضعفتها بشكل كبير. وأشار الجمل خلال ندوة "التوافق الوطنى" بمنتدَى رفاعة الطهطاوى الخميس إلى أن أرضية "الإخوان المسلمين" تتناقص يومًا بعد يوم بعد ترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية، وبعد تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور واختيار الأغلبية من الإسلاميين وانسحاب القوى العلمانية منها، ومن قبلها حصولهم على الأغلبية فى البرلمان. لكنه رفض توجيه اللوم ل "الإخوان"، مؤكدًا أن الجماعة عملت فى الشارع المصرى منذ زمن طويل، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، والآن تجنى ما زرعته ومن حقهم هذا، فى الوقت الذى اهتمت فيه التيارات العلمانية بالمنابر الإعلامية والحديث عن الماضى وعدم تقديم أى شىء للشارع المصرى، مبينًا أن الحل يكمن فى كيفية جمع هذه التيارات مرة أخرى تحت مِظلة واحدة. وعن كثرة أعداد المرشحين للرئاسة، قال الجمل إن المنافسة ستنحصر فى النهاية بين مرشحين يعدون على الأصابع، لكنه يرى أن أفضلهم هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لخبرته السياسية بجانب عمله مدة طويلة فى مكتب الإرشاد. من جانبه، حمل طارق التّهامى، عُضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، المسئولية عن عدم حدوث توافق بين القوى السياسية على كل من جماعة "الإخوان المسلمين" والمجلس العسكرى، الذى اتخذ قرارًا بحماية الثورة، وانقلب عليها بقتل وسحل المواطنين ورأى نفسه رئيسًا وجذب التيار الإسلامى إليه حتى يتخلص من التيارات الليبرالية؛ لأنها عرفت تتفاوض جيدًا، على حد قوله. وقال إن "الإخوان يروْن أن مَن له الأغلبية لا يتفاوض ولا يتوافق"، مشيرًا إلى أن أنه ليس من مصلحة "العسكرى" أن لا يحدث توافق بين القوي السياسية حتى يضمن تسليم السلطة أمنيًّا، ناصحًا جماعة الإخوان المسلمين بالانفصال عن حزب "الحرية والعدالة" حتى لا تتحول إلى حكم الجماعات والميليشيات. من جانبه، أكد جمال نصار، القيادى الإخواني، مدير المركز الحضارى للدراسات السياسية، أن جماعة "الإخوان" تحاول أن تصل إلى أرضية مشتركة للتوافق مع باقية التيارات الأخرى، موضحًا أن الجماعة تحصد نتائج ما قدمته من تفاعل فى الشارع المصرى والاعتقالات الواسعة فى السجون فى الوقت التى اهتمت فيه الأحزاب العلمانية بالإعلام، والآن تريد أن تكون وصية على الشعب وتقود الحملات ضد الإسلاميين. وقال إن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل بعينه، حتى لو كانت جماعة "الإخوان المسلمين". وأضاف أن الجماعة هى التى وجهت الدعوى للأحزاب والقوى السياسية للتوافق حول الجمعية التأسيسية للدستور، وهم أنفسهم الذين طالبوا بأن تكون النسبة 40% من داخل البرلمان، مؤكدًا أن التوافق لن يتحقق إلا مع وجود إرادة حقيقة لدى كل الأطراف للحفاظ على الوطن.