قال المفكر والفيلسوف مراد وهبة إن أحد السيناريوهات المستقبلية المطروحة لن يكون فيها تفاهم المجلس العسكرى مع الأصوليين، قائلا "مصر لن تكون باكستان أخرى يتعاون فيها العسكر مع الأصوليين.. اطمئنوا فالأصوليون لن يحكموا مصر". ونفى وهبة وجود تلاعب من الإخوان بالجيش أو العكس، وبرهن على ذلك بقوله "العلاقة بين القوات المسلحة والأصوليين ليست إيجابية، لأن الأصوليين وخاصة الإخوان المسلمين حركة أممية تريد السيطرة على العالم وهذا موجود فى أدبياتهم، وبالتالى يريدون الدخول فى حروب من أجل ذلك، بينما الجيش المصرى لا يدخل فى حرب إلا للدفاع عن الأمن القومى فقط، ولا يقحم نفسه فى توسعات أو أطماع خارجية وبالتالى لن يغامر بإعطاء الإخوان قرار الحرب". جاء ذلك فى ندوة بعنوان "العلمانية ومعضلات مستقبلية" عقدت بمنتدى ابن رشد مساء أمس، حيث تناولت الندوة أسباب فوز التيار الدينى فى المرحلة الأولى من الانتخابات، وسبل مواجهته فى حال توليه حكم البلاد، وذلك بحضور كل من الدكتور مراد وهبة، الفيلسوف العلمانى، والدكتور منى أبو سنة، أستاذ الأب الإنجليزى وعصام عبد الفتاح الكاتب الصحفى وعدد من أعضاء حزب التجمع وحركة مصر المدنية. وتساءلت الدكتورة منى أبو سنة: "لماذا لم تقم الكتلة المصرية رغم توفر الأموال والإمكانيات بالدعاية المباشرة مع المواطنين، مثلما فعل الإخوان"، مؤكدة فى ذات الوقت أن هذه الأحزاب مخترقة من التيار الدينى. بينما أشار بعض الحضور من حركة مصر المدنية، إلى أن سبب فوز التيار الدينى حتى الآن هو اتصالهم المباشر مع البسطاء فى الشارع، ودعا الحضور إلى إقامة لجان فى الشارع لتوعى الناس بالعلمانى والخطورة فى وصول الإسلاميين للحكم. وردا على أحد الحضور حول تأسيس حزب علمانى، قال الدكتور مراد وهبة "العلمانية أسلوب فى التفكير، وليست نظرية ليتم تأسيس حزب بناءً عليها"، مؤكدا فى الوقت ذاته أنه يمكن إنشاء حزب علمانى لكن بغرض توعية الشعب ولا يطمع فى السلطة، وبذلك يصبح نوعا جديدا من الأحزاب"، لكنه تشكك فى الوقت ذاته من موافقة لجنة شئون الأحزاب على حزب كهذا. وقال وهبة: "المادة الثانية من الدستور تلزم لجنة شئون الأحزاب بإعطاء التصاريح فقط للأحزاب الدينية!" مضيفا "مصر لا إسلامية ولا مسيحية وإنما فرعونية، وهى منذ خمسة آلاف عام يحكمها فراعين، بدءا من الرئيس حتى مدير المصلحة الحكومية". واعترضت أبو سنة من جانبها، على هذا الطرح، وقالت" لا يوجد فى أوروبا حزب يسمى الحزب العلمانى.. فالعلمانية هناك هى الأرضية لكل الأحزاب، لكن الأهم هو السقف لهذا الحزب أو توجهه هل هو رأسمالى أم اشتراكى". واتفق الحضور فى ختام الندوة على تكوين لجان فى الشارع لتوعية المواطنين، وأهمية أن تكون مصر دولة علمانية من أجل نهضتها وتقدمها، وذلك حسب المربع الجغرافى لكل شخص.