عمرو غريب 25 سنة، أحد شهداء ثورة 25 يناير المجيدة وهو خريج كلية الآداب بجامعة عين شمس، شاب مصري بسيط غير منتمٍ لأي حزب أو تيار سياسي، ولم يسبق له الاشتراك في أي نشاط سياسي، حلم بالتغيير وسعى له، ولكنه لم يجد الفرصة التي تساعده على تحقيق حلمه حتى جاءت لحظة الغضب الشعبية وجد عمرو فرصته للتعبير عن نفسه ومطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والتعبير عن استيائه الشديد من أوضاع مصر في ميدان التحرير، ميدان الشهداء، مثل العديد من شباب البلد. وتسرد منى أحمد والدة شهيد موقعة الجمل قصة ابنها ل"المصريون" منذ قيام ثورة 25 يناير إلى أن دفن في أحضان أبيه شهيدًا قائلة: "ابني كان إنسان عادي كان نفسه يعيش بكرامة وحرية واستغل فرصة قيام ثورة ونزل عشان يحقق حلمه وحلم كل شاب في نفس عمره أو أكبر منه، متابعة: يوم 25 يناير بالليل كان عمرو وأصحابه في الشارع بيعبروا عن رأيهم وبدأت الشرطة تفرقهم من بعض بعد اعتدائها عليهم وابني فضل ماشي من ميدان التحرير لشارع شبرا وبعدين رجع لمحطة رمسيس بسبب خوفه من الداخلية". وأضافت: "كان أول سبب لإصرار عمرو على مشاركته في ثورة يناير هو اعتداء لواء الشرطة على عمرو وصفعه بالقلم على وجهه وإسقاط نظارته على الأرض وكسر تليفونه وتابعت الموقف ده أثر جدًا في عمرو وبعدها حس إن كرامته اتهانت ولازم ينزل عشان يدافع عن حقه". وتقول والدة الشهيد: "يوم جمعة الغضب نزل الأخوات الثلاثة عمرو وخالد وضياء لأداء صلاة الجمعة في المسجد وبعد ذلك قاموا بالسير في مسيرة مع المواطنين في حدائق القبة" وتابعت: "كل لما اتصل على تليفوناتهم محدش بيرد عليا ومش عارفة اعمل آية لغاية الساعة 8 بالليل، الوقت اللي رجع فيه ضياء الأخ الأصغر ل"عمرو" وقالي يا ماما الشرطة بتضرب نار في رمسيس وتفرقت أنا وأخواتي ورجعت لحد البيت مشي، مستكملة حديثها: خالد ابني الوسطاني أغمي عليه من كتر قنابل الغاز ومفاقش غير وهو في المستشفي القبطي، مضيفة: عمرو رجع الساعة 4 الفجر مبهدل ووشه أسود من كثرة القنابل والغاز وحكالي عن ضرب النار اللي كان في الميدان من قبل رجال الداخلية والأمن المركزي". وتقول والدة الشهيد: "ابني عمرو قالي إن عربيات الإسعاف اللي كانت موجودة في الميدان مكنتش بتسعف المصابين ولا حاجة كل اللي كانت بتعلمه أنها كانت بتدخل ذخيرة للضباط والأمن عشان الذخيرة اللي معاهم خلصت". ووصلت حديثها قائلة: "خليني بقي أحكي لكي عن يوم الأربعاء 2 فبراير يوم موقعة الجمل وده اليوم اللي عمرو مات فيه، وتابعت كان نايم في البيت وأنا بتفرج علي التليفزيون وباشوف الجمال والأحصانة اللي نزلت في الميدان ومرة واحدة لقتني بصرخ وبقول إيه اللي بيحصل ده حرام كده عمرو سمعني قام لبس ونزل على طول ولما ندهت عليه وبقولوا ارجع رد عليا وقالي "أنا مش أغلي من الناس اللي ماتت دي يا أمي دول بيموتوا عشان إحنا نعيش". وتستكمل حديثها: "اتصلنا بيه كتير جدًا عشان نطمن عليه أنا وخاله وللأسف تليفونه غير متاح وأول لما الشبكة جمعت ورد علي خاله أول كلمة قالها "مش هرجع أنا مش أغلي من الناس اللي راحت". وتابعت: "بعد كدة جالنا تليفون من صاحبه اللي كان معا في الميدان بيبلغنا إن عمرو أتصاب برصاصتين على يد رجال الشرطة واحدة في بطنه وأخري في صدره، متابعًا الرصاص كان رصاص قنص". وأوضحت: "عمرو بعد إصابته بالرصاصتين وقع على الأرض والبلطجية اللي هما كانوا جيبنهم أخدت كل حاجة اللي كانت معا عشان محدش يعرف يثبت هوية، واستكملت: مفيش عربية إسعاف كان موجودة عشان تنقذه والعربية أخدت وقت كبير وتأخرت جدًا عشان تيجي ولما ركب عربية الإسعاف كان كل دمه اتصفي ومات". وفي آخر الحديث قالت مني والدة عمرو غريب شهيد موقعة الجمل: "ابني مجاش حقه وأنا عارفة إن حقه مش هيجي وثورة 25 يناير دي خسارة في أغلبية الشعب المصري لأن محدش قدر كل اللي حصل ولا الشهداء اللي ماتوا عشان يدفعوا عن حقهم، وتابعت كل واحد بيدور على نفسه فقط وكلهم ميستهلوش الثورة اللي قامت ولا يعرفوا قيمتها كل اللي دفع التمن الشباب الطاهر اللي ماتت وهو ملوش أي أطماع ولا أي مطالب غير الحرية". وأضافت: "لو حصل ثورة تاني أنا مش هضحي بابن من أولادي مرة آخرة لأن موت أي حد فيهم هيكون خسارة في البلد لان كل واحد بقي يجري يدور على مصلحته ومحدش جاب حق اللي مات، وتابعت أنا بفتخر بموت ابني لنفسي وحتي مش بقول إن ابني مات شهيد". ووصلت كلامها: "اللي بيحصل في البلد ده حلال في الناس اللي مقدروش الثورة اللي قامت واللي ضيع الثورة يدور عليها إحنا عملنها ودفعنا تمنها وهما ضيعوها وفي آخر الحديث رددت العدل أساس الملك وإحنا في بلد مفيهاش عدل عشان كده مفيش تقدم وحق ابني ربنا هو اللي هيجيبه".