الاستاذ الفاضل محمود سلطان ..تحية طيبة وبعد اسمح لي اليوم ، ولأول مرة ان أكتب لك بعد ان فكرت طويلاً، ، وخاصة وانني عشت عمري لا أظهر رغبتي في ابداء رأيي ، والتعرف على آراء الاخرين ، ومع ذلك انحو بعيداً عن أنواء السياسة والرأي، حرصاً على تربية ابنائي، وحرصاً ايضاً على مستقبلي ، فقد كنت مدرساً لمادة الرياضيات المالية، وكان من غير المستحب ان يقترب المدرسون من السياسة ، اضف الى ذلك ما عُرف عنى من حب للأدب، وكوني مسيحي ..كل ذلك كان سيصب في غير صالحي حال معرفة اهتمامي بالرأي والأدب والسياسة وخلافه لكني اليوم، وبعد ان بت على المعاش، ولم يعد في العمر بقدر ما مضى، وبعد تفكير عميق، اود التعليق سريعاً على ما كتبته بشأنأدونيس، وما كتبه الأستاذ جمال سلطان بشأن سطو الاخوان على موقع المصريون، وعلى ما كتبه الاستاذ ناجي عباس بشأن السفير المصري والسفير الاسرائيلي فأما ما كتبته عن أدونيس فلي تعليق وعتاب، اما التعليق فهو اني اتفق تماماً معك في ان أدونيس من زاوية الأدب حديثه وقديمه على السواء ، ما زال من القافزين فوق الأشجار يبحث عن موزة، واستطيع اثبات ذلك بكل معايير الحداثة التي يتحدثون عنها، بل وأجزم ان علاقته بالأدب عموماً هي كعلاقتي باللغة الصينية التي لا أفهم فيها شيئاً ، لكنه العصر الذين نعيشه والذي حول بعض الجهةل الى نقاد فنييين ، وما عليك سوى النظر مثلاً الى المجلات الأدبية لدينا للبرهنة على ذلك ، أو النظر لصفحات الأدب والنقد في مجلة روزا مثلاً،، لكنه أكل عيش والسلام وأما العتاب فناشيء من كونك قد خصصت زاويتك التي نسعى لقراءتها صباح كل يوم، وللاستمتاع بما فيها لنكرة مثل أدونيس، وضيعت علينا يوماً كاملاً، وهو لأرباب المعاشات من أمثالي يعادل شهراً على الأقل من الشباب أمثالكم..ولذا أرجو قبول نصيحتي كمعلم سابق، ووالد أو صديق بان تواصل منهجك الذي اتبعته حتى الآن ولا تنحو للتعليق على نرة، وان ولا بد، فيجب ان يكون التعليق على منيستحق، أما أدونيس فلا وفيما يخص الأستاذ جمال سلطان، وانا لا أعلم ان كان اسميكما تشابه اسماء فقط أم انكم أخوة أو ابناء عمومة، فيهمني الاشادة بما يكتب، وهو من أفضل الكتاب الذين نشعر بصدقهم فيما يكتبون، حتى لو اختلفت معه، وأحب بصراحة كمواطن مصري وليس كمسيحي ان أسأله ان كان الاخوان عموماً يسطون على عمل الغير أم ان السطو ارتكبته فئة ضالة في الاخوان،، كذلك هل هي آفة اصيلة فيهم، أم مستحدثة، وثالثاً هل تعتقد انهم سيظلون على سطوهم للمصريون، وهل يمكن ان يتسع ذلك للسطو على غير المصريون، أم انهم سيتوقفوا بعد ان نهرتهم..؟ وأخيراً أو التعليق على ما كتبه الاستاذ ناجي عباس، والذي أقرأ له منذ فترة طويلة تقارب الخمسة عشر عاماً في الوفد وروزا والدستور وغيرها..وبالرغم من انه بدا في مقاله مدافعاً عن سفير السلطة التي ينتقدها، الا انني لم اتعجب، وهو الأمين مع نفسه وكلمته، وتذكرت على الفور الحملة التي كان قد قادها ضد السفير المصري السابق في برلين وكان من عائلة الرئيس مبارك، وتضامن معه في تلك الحملة الاستاذ فهمي هويدي، والاستاذ حمدي قنديل، وكثير من الكتب في الاسبوع وغيرها، وقد تسببت تلك الحملة في نزول السفير المصري من برلين، وقد اشرت لذلك لمجرد التنويه الى ان الكلمة امانة، وقد قالها الاستاذ ناجي عباس، حتى حين كان ذلك في صالح ممثل السلطة التي يهاجمها كل يوم..لذا احييه كلمة أخيرة من مسيحي مصري هذه المرة..حيث لن انسى ما حييت ان جاري المسلم خرج من صلاته، يجري حافياً وهو يحمل ابني على يديه في اتجاه الطبيب قبل ثلاثين عاماً بعد ان صرخت عليه أم ابنائه بأن حادثاً وقع لأبني ، وحينها عملت ان الدين الاسلامي اعظم كثيراً من كل ما نعرف عنه، وان عليا عدم تحميل الدين الاسلامي أو المسيحي اخطاء البشر، فكل ما فينا من مزايا مرجعه الى الدين، وكل ما فينا من عيوب مرجعه لأنفسنا، أقول ذلك لأخوتي في الوطن من المسملين ، ولأخوتي في الوطن والدين من المسيحيين ولكم عهداً مني الا انقطع عن الكتابة اليكم شكري سند يعقوب استاذ الرياضيات المالية - على المعاش المصريون : ربنا يعطيك الصحة والعافية يا أستاذ شكري ، ونحن سعداء برسالتك والتي تشي عن قلم مثقف رفيع ، فتعجبنا كيف أنك لم تكتب رأيا من قبل ، عموما نحن في انتظار المزيد من هذا القلم النبيل